أخبار

إنتخابات الكونغرس الأميركي قد تجلب معها إنقساماً تاريخياً

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أسباب إنقلاب الناخبين عن الديمقراطيين بعد عامين من إدارة إوباما

تثير انتخابات منتصف الولاية الأميركية الكثير من التكهنات حول فقدان الديمقراطيين لمجلس النواب واحتفاظهم بمجلس الشيوخ.

أشار تقرير تحليلي نشرته اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن انتخابات التجديد النصفي المقبلة للكونغرس الأميركي قد تجلب معها انقساماً تاريخياً، يتمثل في فقدان الديمقراطيين لمجلس النواب، واحتفاظهم في الوقت ذاته بمجلس الشيوخ.

وأوضحت الصحيفة في مستهل حديثها أن التساؤل الذي يهيمن على الأحداث اليوم في واشنطن هو ليس ذلك المتعلق بما إن كانت انتخابات الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبلة ستُمثِّل منحنى صعبا بالنسبة للديمقراطيين الذين يسيطرون على الكونغرس، وإنما يتعلق بمدى درجة السوء التي ستكون عليها تلك الانتخابات المقررة بعد أيام.

ولفتت الصحيفة في هذا الجانب إلى أن الإجابة ترتكز في هذا الشأن بصورة متزايدة فيما يبدو عما إذا كان ذلك يتعلق بمجلس النواب أو مجلس الشيوخ. ونقلت الصحيفة عن مؤسسة "Cook Political Report" غير الحزبية تقديرها بأن أكثر من 90 مقعداً من مقاعد الديمقراطيين في مجلس النواب مازالت في الملعب؛ وعلى الجانب الجمهوري، قدِّرت المؤسسة أن 9 مقاعد فقط هي التي تبدو معرضة للخطر.

ونتيجة لذلك، قالت مجموعة من أبرز المتكهنين إنه من المحتمل أن يفوز الجمهوريون بـ 39 مقعداً من مقاعد مجلس النواب، وهو العدد الذي يحتاجون إليه لكي يفرضوا هيمنتهم. ومع هذا، فإنه وفي ما يتعلق بمجلس الشيوخ، فقد انحصرت المعركة على حفنة من عاضي الأظافر الحقيقيين في نيفادا، وبنسلفانيا، وإلينوي، وكولورادو - حيث يُحتَمل أن تبقى فيها المقاعد غير محسومة حتى اللحظات الأخيرة.

ومن المحتمل وليس من المستحيل، بحسب ما ذكرت الصحيفة، أن يحصل الجمهوريون على المقاعد العشرة التي يحتاجون إليها للسيطرة على المجلس. وعند هذه النقطة، أشارت الصحيفة إلى أن الديمقراطيين من الممكن أن ينتهي بهم الحال في نهاية المطاف بفقدانهم ثلاثة أو أربعة مقاعد فقط، وهو ما سيعتبرونه أمراً جيداً بالنسبة لهم.

ثم أردفت الصحيفة بقولها إنه إذا ما سيطر الجمهوريون بالفعل على مجلس النواب دون أن يفرضوا سيطرتهم أيضاً على مجلس الشيوخ، فإن هذا الأمر سيعتبر مفارقة تاريخية : حيث لم يسبق منذ انتخابات عام 1930 أن فقد حزب سياسي السيطرة على مجلس واحد فقط من مجلسي الكونغرس، بينما احتفظ بالسيطرة على الآخر.

وفي رؤية مختلفة تماماً لما يُمكن أن يحدث يوم الانتخابات، قال مايكل ستيل، رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، في حديث له محطة إن بي سي التلفزيونية الأميركية إن قيام الحزب الجمهوري بموجة غير مسبوقة سيضمن له السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ وكذلك المجالس التشريعية للولايات، في إدانة واسعة النطاق للرئيس، باراك أوباما، والسياسات الخاصة بالحزب الديمقراطي.

وأضاف ستيل حديثه في هذا السياق بقوله :" لقد سئم الناخبون من الحقيقة التي تقول إن الحكومة الفيدرالية لم تستمع إليهم على مدار العامين الماضيين، وأنها مضت في طريقها، وفقاً للإيقاع الخاص بها، وأنهم ( أي الناخبين ) يريدون تغيير ذلك الأمر".

أما تيموثي كين، رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، فقد أشار في تصريحات أدلى بها لمحطة "إيه بي سي" الإخبارية الأميركية واسعة الانتشار إلى أن تعزيز أرقام استطلاعات الرأي لمرشحي حزبه يعد إشارة على أن القاعدة الديمقراطية تنشط في تلك الأثناء.

وأضاف كين في هذا السياق قائلاً :" كان يعتقد الجمهوريون قبل خمسة أو أربعة أشهر أن فرص فوزهم بأغلبية مقاعد مجلسي الشيوخ والنواب فرصاً كبيرة. ولمجموعة من الأسباب المتنوعة، زادت صعوبة الأوضاع بالنسبة لهم بشأن مجلس الشيوخ. ونرى الآن مجدداً هذا الأسبوع تحركات جادة في عملية الاقتراع بالنسبة لمرشحينا في مجلس الشيوخ في العديد من الولايات".

وفي السياق ذاته، لفتت واشنطن بوست إلى أن الديمقراطيين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في بيئة سياسية سامة بالنسبة لحزب في السلطة : وهو ما يتجسد بوضوح في اقتصاد يتسم بالهشاشة؛ ورئيس بدأت تتراجع معدلات الثقة الجماهيرية فيه؛ ومعارضة دولية لواشنطن؛ وعشرات الملايين من الدولارات التي يتم إنفاقها من جانب مجموعات المصالح بالخارج؛ بالإضافة لمعارضة يبدو تزايد وهجها ضد الديمقراطيين.

أما بالنسبة للجمهوريين، ففضلاً عن مكاسبهم المتوقعة في انتخابات الكونغرس، قالت الصحيفة إنه من المتوقع أن يحققوا نتائج جيدة في الـ 37 ولاية التي تقوم بانتخاب المحافظين، وفي السباقات التشريعية الموجودة في عملية الاقتراع. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن تلك الانتخابات قد يكون لها تداعيات بشأن إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية للكونغرس خلال العام المقبل، وكذلك للسباق الرئاسي في عام 2012.

وأكدت الصحيفة في الإطار ذاته على أن الرئيس أوباما يحاول أن يجتاز بالبلاد تلك المرحلة، في محاولة من جانبه لتحفيز الناخبين الديمقراطيين الذين سبقوا أن مكنوه من أن يصبح رئيساً للبلاد قبل عامين. ولفتت الصحيفة إلى أن جدول الأعمال الذي سيقوم به قبل الانتخابات بأيام قليلة يبين مدى تنوع التحديات التي يواجهها حزبه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف