الحوثيون ينتظرون البت السعودي بملف أسراهم

السعودية تمهل الحوثيين 48 ساعة لتسليم الأسرى الخمسة

الحوثيون يفرجون عن اول اسير سعودي لديهم

صنعاء: قال الوسيط الرسمي بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والحوثيين علي ناصر قرشة لـ "إيلاف" إن الحوثيين مصرون على إبقاء باقي الأسرى السعوديين محتجزين لديهم حتى يبدأ السعوديون البت بموضوع أسراهم. وأضاف قرشة أنه تسلم اليوم المعتقل السعودي يحيى عبدالله عامر الخزاعي شخصيا مشيرا إلى أن ملف أسرى الحوثيين بين يدي الرئيس صالح.

وأضاف قرشة - وهو احد اعيان قبائل محافظة صعدة- أن الرئيس يسعى حاليا لدى السلطات السعودية لتسلم الأسرى الحوثيين شخصيا مؤكدا أنه سيتم حسم هذا الملف قريبا جدا. وقالت مصادر دبلوماسية إن أعداد الأسرى لدى الحوثيين يقارب الـ 1500 شخص في حين يتواجد من الأسرى لدى المملكة أكثر من هذا العدد حيث يصل إلى أكثر من 3000 شخص كثير منهم من المتسللين الباحثين عن عمل وهو الأمر الذي يصعّب مسألة حسم ملف الأسرى.

وتحدث قرشة لـ "إيلاف" من منطقة بين محافظة صعدة ومنطقة علب مؤكدا أنه يجري فتح ذلك الطريق حيث يتم نزع الألغام لفتح الطرقات كاملة. في سياق قريب قتل سبعة أشخاص ظهر اليوم الإثنين في منطقة آل عقاب وذلك بانفجار لغم أرضي أثناء محاولة فتح إحدى الطرقات وإزالة الألغام منها. وقال مصدر محلي لـ إيلاف إن القتلى هم جنديان يمنيان وثلاثة من أنصار الحوثي ومواطنون آخرون مشاركون في أعمال فتح الطرقات.

وتشهد مناطق الصراع في صعدة هدوءا نسبيا حيث تجري عملية فتح الطرقات من دون إشكالات وفقا للمصادر في لجان الوساطة مع وجود عدد من الخروقات البسيطة إلا أنها لم تؤثر في عمل اللجان.إلى ذلك أفاد مكتب عبدالملك الحوثي في بلاغ له ظهر اليوم الإثنين أنه تم فتح طريق صعدة ـ آل عقاب ـ مرورا بمنطقة المهاذر ـ آل عمار ـ حرف سفيان - محافظة عمران، وتم رفع الحواجز وإنهاء التمترس منها بشكل كامل.

وأضاف البلاغ أنه "تم إنهاء التمترس في العمشية وصولا إلى مديرية في منطقة القطعة خط صعدة ـ البقع، وإزالة الحواجز" وكذلك فتح طريق صعدة ـ ساقين ـ حيدان ـ الملاحيط ـ حرض، وإنهاء التمترس في محيط منطقة الملاحيط.

يذكر أن المتمردين الحوثيين أفرجوا اليوم الاثنين عن اول جندي من بين خمسة اسرى سعوديين يحتجزونهم. وقال المتحدث محمد عبدالسلام انه "تم اليوم تسليم الجندي السعودي يحيى عبدالله الخزاعي الى لجنة الوساطة في مدينة صعدة" الشمالية، معقل التمرد الزيدي.

وذكر عبدالسلام في اليوم الرابع من اعلان وقف النار بين القوات اليمنية والحوثيين ان الخزاعي "مصاب في رجله وقد اصيب في المواجهات الاخيرة". واشار عبدالسلام الى ان الافراج عن الجندي يشكل "مبادرة انسانية لتلطيف الاجواء وللتعبير عن حسن النية". والافراج عن الاسرى اليمنيين والسعوديين لدى المتمردين هو احد بنود وقف اطلاق النار الستة التي طرحتها الحكومة اليمنية ووافق عليها المتمردون.

الى ذلك، افاد مصدر مشارك في الوساطة لوكالة الأنباء الفرنسية انه "يجري حاليا متابعة تسليم الاسرى الاربعة الاخرين خلال الساعات القادمة". واضاف انه "بعد مفاوضات استمرت 24 مع الحوثيين تم اقناعهم بترك موضوع اسراهم لدى السعوديين والبالغ عددهم 31، للسلطات اليمنية للتفاوض بشأنهم مع المملكة".

وتتابع عدة لجان تطبيق البنود الستة بعد اعلان وقف لاطلاق النار في شمال اليمن اعتبارا من منتصف ليل الخميس الجمعة بعد حوالى ستة اشهر من القتال. وتتضمن النقاط الست التي وضعتها الحكومة ووافق عليها الحوثيون "الالتزام بوقف اطلاق النار وفتح الطرقات وازالة الالغام وانهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق" و"الانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية" و"اعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية اليمنية والسعودية" و"اطلاق المحتجزين من المدنيين والعسكريين اليمنيين والسعوديين" و"الالتزام بالدستور والنظام والقانون".

كما تشمل "الالتزام بعدم الاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية" التي دخلت خط النزاع مع الحوثيين في تشرين الثاني/نوفمبر اثر تسلل متمردين الى اراضيها، الى ان اعلن الطرفان الشهر الماضي انسحاب المتمردين من اراضي المملكة. ويفترض ان يضع وقف النار حدا لما يعرف في اليمن ب"الحرب السادسة" او سادس جولة من القتال بين الحكومة والحوثيين منذ اندلاع النزاع في 2004.

وانطلقت هذه "الحرب السادسة" عندما شنت السلطات اليمنية على الحوثيين هجوما في الحادي عشر من آب/اغسطس 2009. والنزاع الذي اندلع في 2004 اسفر عن مقتل الاف الاشخاص كما ادى الى نزوح نحو 250 الف شخص.