قالت السعودية اليوم إن قواتها المسلحة ستبقى مرابطة على حدودها الجنوبية بمحاذاة الشمال اليمني الذي يتمركز فيه الحوثيون، وأعلن مساعد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان اليوم السبت أن العاهل السعودي الملك عبد الله وجه أمراً ببقاء القوات المسلحة دعماً لقوات حرس الحدود على طول الشريط الحدودي الممتد مئات الكيلومترات بين البلدين.

الرياض:أمهل الأمير خالد الحوثيين 48 ساعة لتسليم الأسرى السعوديين الخمسة الذين وقعوا في قبضة متمردي الشمال اليمني خلال عملية إنزال على إحدى الجبال الحدودية بين البلدين مطلع نوفمبر الماضي.

وبيّن مساعد وزير الدفاع السعودي خلال افتتاحه معرضاً للقوات المسلحة السعودية في العاصمة الرياض, أن مطالب المملكة واضحة وبسيطة وهي تتمثل في عدم تسلل أي مقاتل إلى الأراضي السعودية.

وكانت السعودية أعلنت على فترات متباعدة تقلص عدد المفقودين في عملياتها العسكرية بعد أن وصل الرقم إلى 26 إلا أن تطهير مناطق النزاع قلص العدد إلى 5 بعد أن عثرت القوات السعودية على جنودها.

ويأتي حديث الأمير خالد بن سلطان وسط أنباء من اليمن عن أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد تسليم الأسرى السعوديين إلى الحكومة اليمنية وهو شرط سعودي قبل وقف العمليات, إذ أعلنت السعودية مراراً أنها لن تتعامل مع الحوثيين ولا تعترف بهم وتنتظر تسلم جنودها من الحكومة اليمنية فقط.

وكان الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبدالسلام أكد في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية انه quot;يجري اتخاذ الاجراءات اليوم استعدادا لتسليم الاسرى السعوديين الى الوسيط علي ناصر قرشةquot; وهو احد اعيان قبائل محافظة صعدة دون ان يحدد عددهم ولا موعد الافراج عنهم.

وتنتظر السعودية ما تتمخض عنه اجتماعات لجان تنفيذ البنود الستة بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين, بعد أن اشترطت السعودية أيضاً انتشار الجيش اليمني على الحدود الشمالية بدلاً من الحوثيين، وقالت وكالة الأنباء اليمنية سبأ نقلاً عن مصدر يمني مسؤول quot;إن رؤساء وأعضاء اللجان الرئيسة المشكلة من مجلسي النواب والشورى للإشراف على تنفيذ النقاط الست وآلياتها التنفيذية وصلت إلى مقارها المحددة في كل من محاور سفيان والجوف والملاحيظ وصعدة ومنطقة الشريط الحدودي بين اليمن والسعوديةquot;، مضيفاً أن quot;الحوثي لم يلتزم حتى الآن بإرسال ممثليه في اللجان التي ستتولى الإشراف الميداني على تنفيذ النقاط الستquot;.

وكان يوم الخميس الماضي شهد اتهامها من الحكومة اليمنية للحوثيين بخرق وقف إطلاق النار التي أعلنها الرئيس اليمني تمهيداً لتنفيذ للبنود الستة التي اشترطتها حكومة اليمن على الحوثيين مقابل وقف النار وقبل بها زعيم الجماعة المتمردة عبدالملك الحوثي.

وكان مصدر عسكري سعودي ذكر لوكالة الأنباء الفرنسية أن حدود بلاده هادئة جداً مع وقف إطلاق النار بين الحكومة اليمنية والمتمردين.

وكانت العمليات السعودية بدأت بعد أن تسللت مجموعة من المتمردين الحوثيين إلى الحدود السعودية وقتلوا اثنين من الجنود السعوديين وأصابوا آخرين في الثالث من نوفمبر الماضي، وإثر الحادث توعدت السعودية بالرد الذي يحقق أمنها ويحفظ سيادتها، وحشدت المملكة قواها العسكرية وبخاصة الجوية،واستمرت في عمليات تمشيط يومية على طول الشريط الحدودي حتى أعلن الحوثيون عبر بيان لزعيمهم عبدالملك الحوثي في الخامس والعشرين من يناير الماضي وقف الحرب مع السعودية مقابل توقف العمليات العسكرية.

وأعلنت السعودية أن عدد القتلى في صفوفها بحسب آخر حصيلة بلغ 113 قبل أن يعلن العثور على جندي مفقود، فيما قالت السعودية إنها تتحفظ على أكثر من 1500 أسير من الحوثيين قالت إنها ستعاملهم وفق المواثيق الدولية قبل تسليمهم لحكومة بلادهم.