وافق اليمن على اطلاق حوار مع الحوثيين بشروط وذلك بعد ان قضت محكمة في صنعاء بالاعدام على 10 لاشتراكهم باعمال ارهابية وقتالية وتهديد السلم الاهلي و امن الدولة. وتسببت المعارك الدائرة بين الجيش اليمني والحوثيين - في محافظة صعدة في شمال البلاد - الذين يشتكون من تمييز سياسي واقتصادي وديني ضدهم في مقتل المئات وتشريد عشرات الالوف منذ اندلاع الحرب عام 2004 . وتخشى الولايات المتحدة والسعودية من أن يتسبب الصراع من تمكين القاعدة من ايجاد موطئ قدم مهم لها في الجزيرة. كما تخشى بعض الدول العربية ومنها مصر من النفوذ الذي يمكن أن تكسبه ايران في اليمن من خلال المتمردين الشيعة.

أصدرت محكمة يمنية حكما بالاعدام يوم الثلاثاء على عشرة من المتمردين الحوثيين الذين أثار تمردهم في شمال البلاد شكوكا بشأن مدى احكام الحكومة قبضتها على المنطقة ومن ناحية أخرى سيطر المتمردون على مطار قرب الحدود مع المملكة العربية السعودية وأصدرت المحكمة حكما بالسجن لمدة تصل الى 15 عاما على ستة متمردين اخرين في واحدة من سلسلة من المحاكمات للمتمردين الحوثيين المنتمين للطائفة الزيدية الشيعية في المحافظات الشمالية والمحاكمات لرجال ألقي القبض عليهم خلال قتال استمر شهرا في مديرية بني حشيش على بعد 30 كيلومترا فقط شمالي العاصمة صنعاء العام الماضي. وصدر حكم بالاعدام على اثنين اخرين الاسبوع الماضي

وعند النطق بالاحكام كبر المتهمون وهتفوا quot;الموت لاميركا .. الموت لاسرائيل .. اللعنة على اليهود والنصر للاسلامquot;. وأدين الرجال بالانتماء quot;لمنظمة ارهابيةquot; وهذه هي المرة الاولى التي تدين فيها محاكم يمنية حوثيين بتهمة عادة ما توجه لاعضاء تنظيم القاعدة وقال الحوثيون يوم الثلاثاء انهم سيطروا على مطار عند رازح قرب الحدود مع السعودية وأكد مصدر حكومي لرويترز فقدان المطار للمتمردين الا أن وزارة الدفاع قالت ان الجيش صد المتمردين عند رازح وأسقط 14 قتيلا واتهم متمردون حوثيون القوات السعودية يوم الاثنين بفتح النيران على بلدة حدودية شمالية لدعم الهجوم الذي يشنه الجيش اليمني ضدهم. ونفت الحكومة ذلك


من ناحية اخرى قال وزير الخارجية اليمني يوم الثلاثاء ان بلاده تقبل باجراء حوار مشروط مع المتمردين الشيعة في الشمال لكنها لا توافق على حوار مع المتمردين الذين يرفعون شعارات انفصالية . وقال أبو بكر القربي للصحافيين في القاهرة quot;الذين يحملون السلاح في صعدة.. وضعت الحكومة شروطا للحوار معهم. واذا قبلوا بهذه الشروط فان بالامكان أن يضعوا مطالبهم المشروعة (أمام الحكومة) وستعالجquot;. وأضاف في التصريحات التي أدلى بها بعد محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك quot;لن يكون هناك حوار مع من يدعون الى الانفصالquot;. وقال القربي متحدثا يوم الثلاثاء الذي شهد صدور حكم محكمة يمنية بالاعدام على عشرة متمردين حوثيين quot;القيادة السياسية في اليمن تفتح باب الحوار مع كافة الاطراف تحت مظلة الوحدة اليمنية... وأن يكون هذا الحوار حوارا يمنيا وفي اليمنquot;. وقال القربي ان الرئيس علي عبد الله صالح مستعد لقتال المتمردين لسنوات اذا لزم الامر

الناطق الرسمى اليمنى: القوات اليمنية تتجه لحسم المواجهات فى صعدة وحرف سفيان
الى ذلك أكد الناطق الرسمى للحكومة اليمنية وزير الاعلام حسن أحمد اللوزى أن القوات المسلحة تتجه لحسم المواجهات فى محافظة صعدة ومنطقة حرف سفيان لانهاء فتنة التخريب والارهاب والقضاء عليها بصورة نهائية
وقال اللوزى فى مؤتمره الصحفى الاسبوعى الذى عقده فى صنعاء اليوم أن قرب حسم المواجهات يتأكد من خلال احكام القوات المسلحة الحصار على هذه الجماعات ومنع وصول الامدادات اليها معتبرا أن هذه الالية المتبعة من قبل الجيش كفيلة بالوصول الى نتيجة مباركة لانهاء هذه الفتنة دون خسائر فى الارواح

وفيما يتعلق بانتهاج الدولة للحوار وان كانت ما تزال متمسكة به شدد اللوزى على تمسك الدولة بهذا النهج موضحا أن الحوار مبدأ جوهرى فى نهج الرئيس على عبدالله صالح والنهج السياسى للحكومة اليمنية وهو قائم على الثوابت الوطنية والدستور والغايات التى تم الاتفاق عليها فى اتفاق نوفمبر بين الاحزاب الممثلة فى السلطة التشريعية

الجيش اليمني يعلن مقتل اربعين من المسلحين التابعين للحوثيين

الى ذلك، قال مصدر عسكري رسمي ان 40 مسلحا من أتباع المتمردين الحوثيين قد قتلوا وألقي القبض على 9 اخرين في اشتباكات متفرقة مع الجيش في محافظة صعدة شمالي اليمن. ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) عنه القول ان quot; الجيش حقق اليوم تقدما كبيرا في منطقة الغالة والنقع جنوب وادي حيدان ونفذ هجوما كاسحا تم فيه السيطرة على العديد من المواقع ودحر العناصر الإرهابية التخريبية وألحاق خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ومصادرة اسلحةquot;.
كما أشار المصدر الى مصادرة ثلاث سيارات تابعة للعناصر الحوثية بالقرب من جبل الغيل و كميات من الاسلحة والذخائر منها مدفع هاون عيار 81 ومدفع بي 10 ورشاش 7ر12 كانت على متن تلك السيارات . واضاف المصدر أن وحدات عسكرية وأمنية تمكنت من تطهير عدد من المناطق المجاورة لمنطقة العقاب وجبل وهبان وواصلت وحدات عسكرية تمشيط المناطق المحيطة والقبض على عدد من العناصر الإرهابية وقامت وحدة متخصصة بنزع الألغام والمتفجرات التي زرعها المتمردون في تلك المناطق

اليمن والاتحاد الاوروبي يبحثان مكافحة الارهاب

من جهة اخرى، التقى نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني عبد الكريم الأرحبي بصنعاء بعثة الاتحاد الأوروبي التي تزور اليمن حاليا برئاسة ميشيل ميركر وتناول اللقاء مجالات التعاون الثنائي وجوانب الدعم الذي سيقدمه الاتحاد الأوروبي لليمن بما يسهم في تعزيز الأمن وتطبيق القانون ومكافحة الإرهاب كما تطرق اللقاء إلى جهود الحكومة اليمنية في معالجة التحديات التنموية في ظل الإمكانات المتاحة إضافة إلى أهمية تعزيز الجوانب الأمنية ومكافحة الأرهاب لما من شأنه إيجاد بيئة مناسبة لتحقيق التنمية المستدامة في اليمن

وتصاعد القتال في شمال اليمن حين شن الجيش عملية الارض المحروقة في أغسطس اب وصورت الحكومة الصراع باعتباره جهدا من جانب متشددي الطائفة الزيدية لاعادة الحكم الديني (حكم الامامة) الذي أسقطته ثورة عام 1962 ثم أقامت الجمهورية وفي الشهر الماضي نفى قائد للمتمردين الشيعة أن يكون المتمردون راغبين في إقامة دولة شيعية في الشمال وعرض اليمن هدنة مشروطة في أغسطس لكن المتمردين رفضوها. وشملت الشروط أن يعيد المتمردون المعدات العسكرية والمدنية التي استولوا عليها وأن يسلموا الى السلطات من يقفون وراء خطف تسعة من الأجانب في المنطقة في يونيو حزيران وأن يمتنعوا عن التدخل في شؤون السلطات المحلية

ويعمل المتمردون وهم مسلحون جيدا في جبال وعرة التضاريس ويقودهم عبد الملك الحوثي الذي تمثل جماعته شكلا إحيائيا من الفرع الزيدي من الاسلام الشيعي ويشكل الزيديون نحو ثلث عدد السكان البالغ 23 مليون نسمة في اليمن. والاغلبية في اليمن مسلمون سنة وحمل الزيديون السلاح أول مرة ضد حكم الرئيس اليمني على عبد الله صالح عام 2004 مستشهدين بتهميش سياسي واقتصادي وديني من جانب الحكومة المدعومة من السعودية والغرب ولكن الصراع تصاعد في أغسطس اب عندما أطلق الجيش اليمني عملية الارض المحروقة. وتقول وكالات اغاثة سمح لها بوصول محدود الى المحافظات الشمالية ان ما يصل الى 150 ألف شخص فروا من ديارهم منذ عام 2004