عمر كرامي: هذه أسباب خلافي مع المعارضة

بيروت: ما كاد نبأ إعلان رئيس الحكومة السابق عمر كرامي خروجه من صفوف المعارضة المنضوية تحت اسم الثامن من آذار احتجاجا على موقفها من التشكيلة الجديدة لهيئة الحوار الوطني حتى سارعت قيادة حزب الله إلى الاتصال به طالبة موعداً عاجلاً للاجتماع معه من أجل الوقوف على رأيه ومعرفة الاسباب التي جعلته يتخذ قراره المذكور.

وصباح أمس استقبل كرامي في منزله في بيروت المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل في حضور نجله فيصل حيث عقدت جلسة مصارحة قال فيها كرامي ما لديه مستعرضاً المحطات التي عاشتها المعارضة ككل في السنوات الخمس الماضية وما تعرض له الفريق السني فيها بصورة خاصة من ضغوط وانتقادات من قبل قوى الرابع عشر من آذار والثقل السني فيها تحديدا ممثلا بتيار المستقبل، واخفاق فريق الثامن من آذار في مؤازرة هذه المعارضة، الأمر الذي ادى الى خسارتها الانتخابات النيابية الأخيرة.

وأبلغ كرامي ضيفه كيف تم اسبعاد القيادات السنية المعارضة وغيرها من اجتماعات مفصلية عقدت برعاية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله واقتصر الحضور على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية كما حصل اخيرا عشية الاعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري، فجاءت الصورة لتقول بان هذه هي قيادة المعارضة التي بيدها الحل والربط فيما الباقون مغيبون او مهمشون.

وذكرت معلومات ان كرامي أثار الطريقة التي عرضت بها قناة "المنار" التابعة لحز الله خبر الاعلان عن اسماء الاعضاء في هيئة الحوار الوطني اذ اشارت ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تباحث بشأنها مع القوى السياسية واصفة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي انضم اليها بانه يشكل "بيضة القبان" فيها وهذا ما حمل الرئيس كرامي على ابداء استغرابه من هذا الوصف باعتبار ان وجود ميقاتي الى جانب رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والوزير محمد الصفدي يشكل تمثيلا ناقصا للطائفة السنية داخل هذه الهيئة باعتبار ان هؤلاء الاربعة محسوبون على الرابع عشر من آذار.

و قطعا للتفسيرات التي عزت موقفه الاعتراضي الجديد لعدم دخوله هيئة الحوار الوطني بحلتها القديمة الجديدة اكد كرامي لـ " ايلاف " ان موضوع مشاركته في هذه الهيئة غير وارد عنده من الاساس نظرا لوجود رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية فيها وهو المدان باغتيال شقيقي الرئيس رشيد كرامي. اما الصرخة التي اطلقها فهي موجهة على حد قوله الى المعارضة بشكل رئيسي معلناً ان المعارضة السنية دفعت ثمنا سياسيا كبيرا وتمسكت بثوابتها ومبادئها الوطنية دون ان تلقى مساندة من قيادات المعارضة.

وحمل كرامي على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي اخفق في تحقيق اي عمل "محرزة منذ تسلمه رئاسة الجمهورية منتقدا كثرة الاسفار التي يقوم بها والتكلفة الباهظة التي تتكبدها الخزينة متسائلا عن الجدوى منها في وقت يأتي الينا الموفدون والمبعوثون من كل حدب وصوب.

وفي معرض حديثه عن المعايير التي اعتمدها الرئيس سليمان في تشكيل هيئة الحوار وملاحظته ان لا التمثيل النيابي أًخذ به ولا حسابات الكتل النيابية ايضا توقف عند تبرير رئيس الجمهورية لاختياره وزير الدفاع الياس المر عضواً في هذه الهيئة كونه معنياً بالموضوع الابرز الذي ستبحثه الهيئة والمتعلق بالاستراتيجية الدفاعية وعلق باسما : "لم نسمع بأن الوزير المر خبير عسكري أو سبق له التخرج من الكلية الحربية"، كما أصدر ما يشبه النعي بمصير هذه الهيئة والنتائج المتوخاة منها مستعيراً عبارة "الجنازة حامية والميت كلب"، معلناً أن مسارعة الرئيس سليمان لتشكيلها جاء تلبية لطلب تقدم به الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لهذه الغاية متهما الاخير بأنه عميل اميركي.

وفيما أكد كرامي لزائره على تمسكه بالثوابت الوطنية وخطه السياسي الداعم للمقاومة وتوجهه لانتهاج معارضة على طريقته تنسجم مع طروحاته ابلغ الضيف مضيفه تحيات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله له شارحا الظروف التي مرت بها المقاومة والمخططات المعادية لها والتي واجهتها وانتصرت عليها بفضل وقوف المخلصين الى جانبها وفي مقدمهم الرئيس كرامي. كما ابدى اعتراض حزب الله على التشكيلة الحوارية التي طلع بها رئيس الجمهورية موضحا في الوقت نفسه انه كان يؤثر الخروج منها لولا الحذر من ان يفسر ذلك هروبا من مناقشة موضوع سلاح المقاومة والاستراتيجية الوطنية.

هذا وشهدت تصريحات كرامي التي اطلقها ضد جعجع حملة ردود بين الطرفين اذا سارعت " القوات اللبنانية " الى اصدار بيان تضمن انتقادات عنيفة ضد كرامي مشبها اياه بـ الديك الذي يصيح وحيدا، الامر الذي حمل الاخير على اصدار تعليق مقتضب واصفا جعجع بـ "القديس والمجرم" حاملا على من جعل من القتلة زعيما وطنيا يحاضر في العفة والاخلاق.

وفي هذا الاطار تلقى كرامي اتصالات من الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري اعربا له فيها عن تفهمهما لموقفه واستعداد الثاني لان يمثله في طاولة الحوارالا أن كرامي ادرج هذه الاتصالات في باب "المجاملات" لا أكثر.