الصين مفتاح الأزمة النووية الإيرانية تدعو للمرونة والتعقل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ملف العقوبات على ايران يعود الى طاولة القوى الدولية
على الرغم من سعي القوى الغربية لحث الصين على المشاركة في فرض العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، إلا أنه يبدو أن الصين غير مقتنعة بالحل الغربي، وما زالت تدعو كافة الاطراف الى "التحلي بالمرونة" لحل المشكلة. في الوقت الذي أكدت فيه طهران عن عزمها المضي في برنامجها النووي مخففة من تأثير العقوبات.
بكين، عواصم: نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم الجمعة عن سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الايرانيين قوله ان العقوبات الدولية لن تمنع إيران من المضي في نشاطاتها النووية، ونقلت عنه قوله في الصين "اعتاد الايرانيون على العقوبات .. نرى العقوبات فرصا ... سنمضي في طريقنا بإصرار أكبر".
وقال كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي للصحافيين ان ايران والصين متفقتان على ان سلاح العقوبات بحق ايران على خلفية برنامجها النووي لم يعد مجديا.
وأضاف جليلي في مؤتمر صحافي في العاصمة الصينية عبر مترجم صيني "تم الاتفاق خلال محادثاتنا في الصين على أن الاساليب مثل العقوبات فقدت فعاليتها"، وردا على سؤال حول ما اذا كانت الصين تؤيد فرض عقوبات على ايران بسبب أنشطتها النووية قال جليلي "الرد على هذا السؤال يرجع للصين".
ودعا المسؤول الايراني البلدان الغربية الى تغيير "وسائلها الخاطئة" و"التوقف عن تهديد ايران".
هذا واكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الولايات المتحدة ستستمر في ممارسة الضغوط على ايران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل بالتعاون مع "المجتمع الدولي الموحد"، وذلك في مقابلة نشرت الجمعة.
وقال اوباما لشبكة سي بي اس "لقد قلت في السابق اننا لا نستبعد اي احتمال، وسنواصل ممارسة الضغوط (على الايرانيين) وتقييم سلوكهم"، واضاف "لكننا سنقوم بذلك بالتعاون مع المجتمع الدولي الموحد، الامر الذي يعطينا موقعا اقوى".
من جهة أخرى، اعلن اليوم عن دعم رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل للجهود التي تسعى الى فرض عقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي، جاء هذا الموقف خلال محادثات عقدها براون مع ميركل خارج العاصمة لندن الليلة الماضية.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني للصحافيين "ان رئيس الوزراء والمستشارة ميركل عقدا محادثات ممتازة حيث ركزت على السياسة الخارجية والوضع الاقتصادي الدولي". وحول الملف النووي الايراني اوضح المتحدث "ان الزعيمين يدعمان بقوة فرض عقوبات على ايران وقد تم الاتفاق على استمرار الحاجة للتحدث مع الشركاء الدوليين حول هذه القضية".
في غضون ذلك، أفادت تقارير رسمية يوم الجمعة بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما حث نظيره الصيني هو جين تاو على العمل معا للضغط على ايران بسبب أنشطتها النووية الا أن "هو"لم يلزم نفسه صراحة بفرض عقوبات جديدة على طهران.
وناقش أوباما و"هو" المساعي الدولية المتنامية لكبح طموحات ايران النووية خلال مكالمة هاتفية استمرت ساعة تلتها موافقة الصين يوم الاربعاء على الانضمام إلى مفاوضات جادة بشأن امكانية فرض عقوبات تدعمها الامم المتحدة ضد طهران.
وأعلنت الصين يوم الخميس أن الرئيس هو سيحضر قمة الامن النووي في واشنطن الشهر الحالي. وقال البيت الابيض في بيان بعد المكالمة الهاتفية التي جرت في وقت متأخر من مساء يوم الخميس بتوقيت واشنطن وصباح يوم الجمعة بتوقيت بكين "أكد الرئيس أوباما أهمية العمل معا لضمان أن تفي ايران بالتزاماتها الدولية."
وفي تصريحات أذاعها التلفزيون الصيني أبلغ هو أوباما أنه يعارض انتشار الاسلحة النووية ولكنه لم يشر بشكل مباشر لايران أو العقوبات، وقال هو "تنظر الصين دوما لقضية الامن النووي بشكل جدي وتعارض الانتشار النووي والارهاب."
وتظهر تصريحات الرئيس الصيني التي أعلنت وتصريحات لوزير الخارجية الصيني أنه على الرغم من أن بكين قد تكون مستعدة للنظر في فرض عقوبات جديدة على ايران الا أنها ليست مستعدة للالتزام علنا بمثل هذه عقوبات ما يترك المجال مفتوحا أمام المساومة في مجلس الامن، والصين واحدة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن التي تتمتع بحق النقض (فيتو).
ودعا وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي "للمرونة" خلال محادثات مع كبير المفاوضين النوويين الايرانيين سعيد جليلي الذي توجه الى بكين يوم الخميس.
الرئيس الأميركي ونظيره الصيني خلال لقاء سابق
وقالت وزارة الخارجية الصينية على موقعها على الانترنت يوم الجمعة ان يانغ حث " كل الاطراف على تعزيز الجهود الدبلوماسية وابداء مرونة وتهيئة الاوضاع المناسبة لحل القضية النووية الايرانية عن طريق الحوار والمفاوضات."
وشهدت الأشهر الاخيرة خلافات بين بكين وواشنطن بسبب الرقابة على الانترنت والتبت ومبيعات الاسلحة الأميركية الى تايوان والمزاعم الأميركية بأن الصين تقدر عملتها بسعر أقل من القيمة الحقيقية ما يثير امكانية أن تلقي هذه التوترات بظلالها على المناقشات المتعلقة بايران.
وقال قوه شيان قانغ الدبلوماسي الصيني السابق لدى طهران "لا أعتقد أن الصين تريد أن تلقي هذه القضايا الثنائية بظلالها على المفاوضات (بشأن ايران) التي تعد بحق قضية دولية"، وتابع قوه وهو حاليا نائب رئيس المعهد الصيني للدراسات الدولية في بكين " تدرك الصين أن الامر سيحتاج بعض الوقت لكي تتغلب العلاقات مع الولايات المتحدة على التوترات الا أنها تدرك أيضا أن التوترات لن تكون هي الغالبة على العلاقة بالكامل."
وفي الامم المتحدة قال دبلوماسيون ان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من المتوقع أن يلتقوا مع روسيا والصين الاسبوع القادم للبدء في وضع مسودة لعقوبات مقترحة يأمل الرئيس الأميركي أوباما أن يجري التصويت عليها خلال أسابيع.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع على المحادثات ان الصين ستؤيد على الارجح المقترحات الأميركية لإدراج بنوك ايرانية في قائمة سوداء وفرض حظر على السفر وتجميد الاصول لكن لن يروق لها وضع شركات الشحن الايرانية في قائمة سوداء أو فرض حظر على واردات السلاح أو استهداف صناعات النفط والغاز.
وتقول القوى الغربية إن طهران تنتهك الضمانات النووية الدولية وانها طلبت من ايران كبح أنشطة تخصيب اليورانيوم التي يمكن أن تؤدي في نهاية الامر الى انتاج مواد انشطارية للاسلحة النووية، وتنفي ايران أنها تسعى لتصنيع أسلحة نووية وتقول ان أنشطتها النووية لاغراض سلمية.
وترى القوى الغربية إن طهران تريد التوصل لسبل تصنيع أسلحة نووية الا أن الصين التي تشتري كميات كبيرة من النفط من ايران صدت لأشهر المطالب بدعم فرض عقوبات. واصبحت الصين الشريك التجاري الاول لايران العام الماضي مع حجم تبادل قيمته 21,2 مليار دولار مقابل 14,4 مليار دولار قبل ثلاث سنوات فقط وبالكاد 400 مليون دولار في 1994.
واكدت الولايات المتحدة هذا الاسبوع ان الصين قبلت الانخراط في "مفاوضات جدية" في الامم المتحدة لتبني عقوبات جديدة غير ان بكين لم تؤكد هذا الخبر. والصين عضو دائم العضوية في مجلس الامن وفي مجموعة الست (مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) التي تفاوض ايران حول الملف النووي.
ويضغط الغربيون من اجل تبني عقوبات جديدة معتبرين ان طهران لم تستجب لطلبات المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي.