الكارثة البولندية تهدد علاقات غرب وشرق أوروبا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: قال خبراء ان الكارثة الجوية التي اودت بحياة الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي يمكن ان تغير الوضع بين روسيا وبولندا وتؤدي الى تأثير اكبر على العلاقات بين الشرق والغرب في اوروبا. وسارعت الحكومة الروسية بعد الحادث الى توجيه رسالة تعزية الى بولندا.
فالقادة الروس يدركون ان الحادث الذي وقع في نفس المنطقة التي شهدت قبل سبعين عاما مقتل اكثر من عشرين الف ضابط بولندي بيد الجيش الروسي، يمكن ان يقوض جهودهم لاعادة العلاقات مع وارسو. وقال فيودور لوكيانوف رئيس التحرير في نشرة "راشا إن وورلد افيرز" ان القادة الروس "برهنوا عن سرعة لا سابق لها في مساعدة بولندا بدءا بالتحقيق وانتهاء بعملية التعرف على الجثث".
وبولندا العضو في الاتحاد الاوروبي، هي اقوى الدول التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي قبل انهياره. وهذه الدول الشرقية، بما فيها بلدان البلطيق الثلاثة التي كانت جمهوريات سوفياتية منتمية الى حلف وارسو، تتمتع اليوم بتأثير متزايد على السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي.
ومع ان روسيا تقيم علاقات ممتازة مع المانيا، المؤثرة جدا في اوروبا الشرقية، فان العلاقات الروسية-البولندية تشكل لب الحراك بين الشرق والغرب في عملية القرار السياسي في الاتحاد الاوروبي. فاذا تحسنت العلاقات الثنائية، ينعكس ذلك على العلاقات بين موسكو والاتحاد الاوروبي على الرغم من الخلافات الكثيرة في الاتحاد الاوروبي حول طريقة التصرف مع روسيا.
في المقابل اذا ادت الكارثة الجوية في بولندا الى عودة التشكيك في روسيا، فان التوتر بين الشرق والغرب في اوروبا سيبقى ملموسا. وقال لوكيانوف ان "كاتشينسكي لم يكن صديقا لروسيا وهذا اقل ما يمكن قوله". واضاف "لكنه يعامل باحترام كبير من قبل القادة الروس".
ورأى ان "هذه الكارثة تبقى نذير شؤم رمزيا (...) ويمكن ان تعزز في بولندا فكرة ان كل ما هو مرتبط بروسيا رهيب وسيء". واضاف "حتى اذا تأكد خطأ الطيار، فسيكون دائما هناك من يقول ان الكي جي بي (الاستخبارات السوفياتية التي اصبح اسمها اليوم اف اس بي) هي التي قتلت كاتشينسكي".
من جهته رأى المحلل ديمتري بابيتش في تصريح لاذاعة اوروبا الحرة ان هذه "الفاجعة يمكن ان تسمح بتحسين العلاقات الروسية-البولندية". ووقع الحادث بعد ثلاثة ايام من زيارة رئيسي الوزراء الروسي فلاديمير بوتين والبولندي دونالد تاسك الى كاتين قرب سمولنسك لاحياء ذكرى مجازر 1940 بعد عقود من انكار موسكو مسؤولية الجنود السوفيات في ما جرى.
وقبيل هذا اللقاء، بث التلفزيون الروسي فيلما وثائقيا عن مجازر كاتين وهو حدث ما كان ليتم بدون موافقة الكرملين. وفي الساعات التي تلت الكارثة، اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان تأشيرات دخول ستمنح بسرعة للبولنديين الراغبين في التوجه الى روسيا للمشاركة في التحقيق والتعرف على الجثث.
واكدت السلطات الروسية الاحد من جديد ان الخبراء البولنديين يشاركون مشاركة كاملة في التحقيق. وقال ارسيني روجينسكي من المنظمة الروسية غير الحكومية ميموريال المتخصصة في الابحاث عن تاريخ السوفيات ان "كره الروس في ضمير بولندا لا يمكن الا ان يتعزز".
واضاف لاذاعة اوروبا الحرة "لا يهم ما يقوله قادة البلاد، بل ما يؤمن به الشعب".
في غضون ذلك، اعتبر محللون انه سيكون على بولندا تجديد جزء كبير من طبقتها السياسية والعسكرية بعد مقتل رئيسها ليخ كاتشينسكي وعدد طبير من اعضاء النخبة الحاكمة، لكن استقرار هذا البلد العضو في حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي ليس في خطر.
وقال البروفسور ادموند فنوك ليبينسكي الخبير السياسي المعروف "انه وضع مأسوي ومفجع ويتبدل يوميا، لكن بالتأكيد استقرار مؤسسات بولندا مضمون باجراءات دستورية دقيقة".
وسمحت هذه الاجراءات القانونية بان يتم على الفور شغل مناصب الرئيس والمسؤولين العسكريين وحاكم المصرف المركزي الذين قتلوا في الحادث. واضاف ان "المشكلة الحقيقية ستكون في البرلمان"، مشيرا الى ان "المعارضة المحافظة ضربت بهذه المأساة التي لم يعرف بعد مدى تأثيرها على الانتخابات التشريعية التي ستجرى العام المقبل".
وقتل عدد كبير من مسؤولي حزب القانون والعدالة اليميني المعارض الذي يقوده الاخ التوأم للرئيس ياروسلاف كاتشينسكي، في حادث الطائرة الرئاسية. وقال فنوك ليبينسكي "آمل ان تسمح هذه المأساة للسياسة في بولندا بتركيز اكبر على قضايا سياسية واقل على السياسة الحزبية السلبية والانفعالية".
وادى التنافس بين الحزب اليميني والحزب الليبرالي (البرنامج المدني) الذي يقوده رئيس الوزراء دونالد تاسك الى انقسام البلاد في اغلب الاحيان. وسيتوجه البولنديون الى مراكز الاقتراع قبل نهاية حزيران/يونيو لانتخابات رئاسية مبكرة.
ولدى رئيس البرلمان برونيسلاف كوموروفسكي الذي يتولى الرئاسة بالنيابة، مهلة مدتها 14 يوما لتحديد موعد الانتخابات المبكرة "باختياره يوم عطلة خلال ستين يوما اعتبارا من موعد الاعلان عن الانتخابات" بحسب ما ينص عليه الدستور البولندي.
البولنديون في لندن يعيشون الصدمة لمقتل كاتشينسكي
تاريخ الطائرات مع زعماء العالم
وكان من المقرر اجراء انتخابات رئاسية في بولندا في تشرين الاول/اكتوبر، كان من المتوقع ان يتنافس فيها المحافظ ليخ كاتشينسكي وكوموروفسكي المرشح الرسمي للحزب الليبرالي الذي يقوده تاسك. ولا يتوقع الخبراء ان تكون لهذا الحادث، الذي اودى بحياة حاكم المصرف المركزي سلافومير سكارجيبك، انعكاسات اقتصادية.وقال اندريه سادوفسكي الخبير الاقتصادي في مركز آدم سميث الليبرالي للابحاث "انه وضع مأسوي لكنه ليس ازمة". واضاف ان "الوضع الاقتصادي لبولندا مستقر ولا يشبه الوضع في اليونان". وتمكنت بولندا من الصمود في وجه الازمة الاقتصادية العالمية، وهي الوحيدة بين الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي التي واصلت النمو في 2009 حيث ارتفع اجمالي الناتج الداخلي للبلاد بنسبة 1,7 بالمئة.
وقتل رؤساء اركان القوات الاربع في الجيش البولندي (البر والجو والبحر والقوات الخاصة) في حادث الطائرة تي يو-154 التي كانت تقل الرئيس السبت الى كاتين في روسيا. واكدت الخبيرة السياسية لينا كولارسكا بوبينسكا ان "تغييرا في الاجيال سيطرأ على الجيش البولندي. انها عملية بدأت لكن القدر قام بتسريعها".
ووقعت الكارثة صباح السبت قرب سمولنسك على بعد اكثر من 400 كيلومتر غرب موسكو. وكان ركاب الطائرة ال96 متوجهين الى روسيا لحضور مراسم احياء ذكرى 22 الف ضابط بولندي قتلتهم شرطة ستالين السرية في 1940.
التعليقات
nero
nero -الكارثة تهدد علاقات غرب وشرق أوروبا عدم وجود قوانين موحده فى العالم لحياه اجتماعيه عامه فيها كل مواطن يتعلم كيف لا يتصل بـ الاخرين بالمخالفه للقانون و يتصل بقوانين فلا يستغل منصبه
حادث مولم
فاطمة احمد -انا لله وانا اليه راجعون لله يصبرهم حادثة كبيرة والسر غامض
لله يصبرهم
فاطمة احمد -حادث غامض
nero
هدهد سليمان -الله عليك يا nero ، محللنا و فيلسوفنا العظيم .انا شخصياً منذ تغير تصميم ( إيلاف ) و تغيير صفحاتها ، لم أعد أتابعها كما قبل التغيير ، و عليه فلا علم لي بتطورات طروحاتك المدوّخة .