الإرباك يدفع لتمديد الإنتخابات السودانية يومين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الانتخابات السودانيّة تتواصل بتنظيم افضل واقبال اكبر
أعلنت لجنة الانتخابات السودانية تمديد التصويت في الانتخابات يومين حتى 15 نيسان/ابريل بعد ان تعرض كثير من الناخبين للتأخير في شتى أنحاء البلاد في الانتخابات التعددية الأولى منذ 24 عامًا. وبدأت عملية الانتخابات المعقدة يوم الاحد وتشمل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وانتخابات حكام الولايات.
الخرطوم: قررت المفوضية القومية للانتخابات الاثنين في اليوم الثاني للانتخابات التعددية الاولى منذ ربع قرن، تمديد فترة الانتخابات السودانية ليومين اضافيين حتى الخميس المقبل بسبب مشكلات لوجستية سجلت في مختلف انحاء البلاد المترامية الاطراف.
وأعلن صلاح حبيب المسؤول الاعلامي في مفوضية الانتخابات لفرانس برس "تم تمديد ايام الاقتراع ليومين اخرين في كل السودان".
في وقت لاحق اعلنت المفوضية في بيان انها قررت تمديد الاقتراع "يومي الاربعاء والخميس لتصبح ايام الاقتراع خمسة".
وقالت المفوضية انها اتخذت قرارها بناء على نتائج اليوم الاول وكذلك "لتمكن جميع الناخبين من الادلاء باصواتهم ولتعويض الوقت الذي فقد بسبب بعض المعوقات والاخطاء التي صاحبت الاقتراع في يومه الاول (..) وبسبب حرصها على ان تكون نسبة التصويت عالية".
وقال سامسون كواجي، مدير حملة سالفا كير لرئاسة حكومة جنوب السودان للصحافيين ان "الوضع شهد تحسّنًا (الاثنين) اثمن الجهد الذي بذلته مفوضية الانتخابات. لقد طالبنا بالتمديد لأربعة ايام. نحن مرتاحون للتمديد ليومين. ولكننا لا نزال نعتقد انهما غير كافيين. سنواصل الضغط لتمديد اطول".
وكانت المفوضية اقرت الاحد بحصول "اخطاء فنية" خلال التصويت في اليوم الاول مع تاخر بدء عملية الاقتراع في الوقت المحدد في الثامنة صباحا، وعدم وصول بطاقات الاقتراع الى بعض المراكز والخلط في اسماء ورموز المرشحين في مناطق اخرى.
وتوقع الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر الذي تشرف مؤسسته على الانتخابات، تمديد فترة الاقتراع، بعد زيارة عدد من المراكز صباح الاثنين.
وقال كارتر الذي زار جنوب السودان اثر لقائه زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سالفا كير "لقد تمكنا من زيارة عدد من مراكز الاقتراع هذا الصباح وسنزور المزيد منها غدا .. هناك مشاكل جدية في عملية الاقتراع في بعض المكاتب حيث يصعب على الناخبين العثور على اسمائهم في الكشوفات".
وعلى سؤال حول تاثير هذه الاخطاء على مصداقية الانتخابات قال كارتر "هذا يتوقف على مدى تصحيح الاخطاء، ولكن عل اي حال ليس على المراقبين ان يتكهنوا بما يمكن ان يحدث".
ودفعت حالة الارباك التي شهدتها مراكز الاقتراع في الجنوب وكذلك في الشمال الاحد الحركة الشعبية لتحرير السودان الى المطالبة بتمديد الانتخابات لاربعة ايام، في حين تحدث مسؤولون في حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير عن احتمال التمديد لثلاثة ايام اذا لزم الامر.
ومن التجاوزات التي سجلتها الحركة الشعبية وفق بيان وزعته الاثنين في جوبا، عاصمة جنوب السودان، "تهديدات بعضها باستخدام السلاح في ولاية اعالي النيل" حيث سجلت كذلك "السماح لنحو الفي ناخب بالتصويت في مركز يوني بوما في فاشودا، على الرغم من انهم غير مسجلين فيه".
وقالت الحركة ان "اطفالا بعمر خمس سنوات تسلموا بطاقات اقتراع وادلوا باصواتهم". وفي ولاية غرب الاستوائية قام ناخبون بمحو الحبر عن اصابعهم.
وقالت الشبكة السودانية للديمقراطية والانتخابات (سبدي) في تقريرها عن اليوم الثاني للانتخابات ان تقارير مراقبيها المنتشرين في 15 ولاية شمالية وفي منطقة ابيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، كشفت عن "تعليق العمل بست محطات اقتراع بسبب عدم توفر مواد الاقتراع واختلاط الرموز" دون ان تحدد اين حصل ذلك.
واشارت الى ان عددًا من المراكز شهدت بعض المخالفات وسجلت اخطاء ادارية في 18 محطة اقتراع.
وتمثلت المخالفات وفق الشبكة في نقص مواد الاقتراع والتاخر في فتح المراكز عن الزمن المحدد علاوة على غياب بعض موظفي المفوضية، بالاضافة الى نفاد اوراق الاقتراع في كوستي في ولاية النيل الابيض" في وسط السودان.
واضافت انه تم في دارفور حرق محتويات صناديق الاقتراع في مركزين في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، وزالينجي احدى المدن المهمة في ولاية غرب دارفور، بالتوافق بين المفوضية والشرطة والاحزاب، واعيد فيهما الاقتراع.
وتمكن الناخبون في مخيم ابو شوك للنازحين في الفاشر من الادلاء باصواتهم منذ الصباح الاثنين بعد ان تاخر التصويت الاحد لاسباب لوجستية.
وكانت "سبدي" قالت ان نحو خمسين مركزًا لم تجر فيها الانتخابات الاحد. كما رصد مندوبو حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي "مئة اختراق في مختلف ولايات السودان" في اليوم الاول.
وسجل اوفيستو كون حاكم ولاية غرب بحر الغزال، في جنوب السودان، في تصريح لوكالة الانباء السودانية (سونا) شكوى بسبب عدم نشر الكشوفات بالطريقة السليمة في المراكز المخصصة، وتحدث عن مشكلات في المواصلات في المناطق الريفية.
وتشكل الانتخابات السودانية وهي اول انتخابات تعددية رئاسية ونيابية واقليمية منذ 1986 محطة مهمة في اطار اتفاق السلام الذي ينص على تنظيم استفتاء بشأن استقلال جنوب البلاد مطلع 2011.
وفتحت مراكز الاقتراع في موعدها في الساعة الثامنة (5,00 ت غ) في العاصمة السودانية في حين افاد مراسل فرانس في جوبا عاصمة جنوب السودان ان بعض المراكز تاخرت في فتح ابوابها امام الناخبين بسبب مشكلات لوجستية كتاخر وصول بطاقات الاقتراع.
وبدا ان الامور انتظمت في ولاية كسلا في الشرق حيث لم يتم التصويت نهائيًّا في سبعة مراكز ريفية الاحد.
ولم تسجل مشكلات امنية في السودان عمومًا منذ بدء الاقتراع عدا عن حالة واحدة وثقتها شبكة "سبدي" الاثنين في محلة كادوقلي جنوب كردفان حيث طالب مسلحان بوقف عملية التصويت بمركز اقتراع لكن الشرطة تدخلت واحتوت الامر.
وفي اقليم دارفور، افاد المتحدث باسم رئيس بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي نور الدين المزني انه لم تسجل اي خروقات امنية في الاقليم عموما منذ بدء عملية الاقتراع.
ولكنه افاد بعد الظهر بان اربعة من عناصر القوة المشتركة اعتبروا مفقودين منذ الرابعة بعد ظهر الاحد، وان البعثة "قلقة على سلامتهم".
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين 16 مليونًا في عموم السودان، ولم تصدر مفوضية الانتخابات معلومات بشأن نسبة المشاركة.
لكن تحالف منظمات المجتمع المدني العاملة في الانتخابات (تمام) قال ان مندوبيه قدروا نسبة الاقبال في اليوم الاول باقل من 20 في المئة، وهي نسبة متدنية جدا برأيه.
ورصد التحالف "تجاوزات واخطاء" قال ان "من شأنها ان تؤثر على مصداقية عملية الاقتراع التي لا تجري اصلا في بيئة سياسية مهيأة لتنظيم انتخابات ديمقراطية" بعد 21 عاما من الحكم الشمولي.
ويبدو ان عملية الاقتراع تستغرق ما بين سبع وعشر دقائق في الخرطوم وهو ضعف الوقت الذي توقعته مفوضية الانتخابات، وذلك بسبب تعقيد عملية التصويت اذ يتعين على الناخبين ان يملأوا ثماني بطاقات في الشمال و12 في الجنوب حيث يختار الناخبون رئيس حكومة الجنوب ومجلسهم التشريعي اضافة الى رئيس السودان والمجلس الوطني وحكام ومجالس الولايات.
وتعتبر نتيجة الانتخابات الرئاسية محسومة لصالح الرئيس عمر البشير من الجولة الاولى بعد انسحاب مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان ومرشح حزب الامة الصادق المهدي من السباق، ولكن يتوقع ان تشهد انتخابات المجلس الوطني والولايات مفاجآت نظرًا لتعدد الولاءات العشائرية في السودان.
وتقدم لهذه الانتخابات في الاجمال 14 الف مرشح ويشرف عليها نحو 840 مراقبًا دوليًا وعربيًا، اضافة الى الالاف من المراقبين المحليين.