إحتمال تعرض قادة طائرة الرئيس البولندي لضغوطات للهبوط

يدرس الخبراء بدقة الاصوات التي وردت ضمن تسجيلات محادثات الطيارين لكي يحددوا ما اذا تم توجيه "اي اقتراحات الى الطيارين

وارسو:بعد اربعة ايام على حادث الطائرة الذي اودى بحياة الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي ونخبة من مسؤولي البلاد برزت تساؤلات حول ضغوط قد يكون تعرض لها الطيارون من قبل الوفد الذي كان على متن الطائرة للهبوط رغم الطقس السيء. وقال المدعي العام في بولندا اندريز سيريمي الاثنين للصحافيين "في الوضع الحالي للتحقيق، ليس هناك معلومات في هذا الاتجاه".

لكن المدعي العام اضاف ان الخبراء سيدرسون بدقة الاصوات التي وردت ضمن تسجيلات محادثات الطيارين لكي يحددوا ما اذا تم توجيه "اي اقتراحات الى الطيارين".
وكان يرد على سؤال من صحافي حول احتمال تعرض الطيارين لضغوط من قبل الوفد البولندي لكي يهبطوا رغم الظروف المناخية السيئة لكي يصلوا في الوقت المناسب لحضور الاحتفالات التي كانت مرتقبة في كاتين قرب سمولنسك في غرب روسيا.

وصول جثمان ماريا كاتشينسكا زوجة الرئيس لبولندا

إستبعاد فرضيّة العطل التقني في تحطم الطائرة الرئاسية البولندية

بعضهم لم يخف شكوكه في احتمال تورط موسكو
البولنديون في لندن يعيشون الصدمة لمقتل كاتشينسكي

الكارثة البولندية تهدد علاقات غرب وشرق أوروبا

والسؤال الذي طرحه هذا الصحافي ليس بدون اساس نظرا لوجود سابقة من هذا النوع. ففي اب/اغسطس 2008 وفي اوج الحرب الروسية-الجورجية امر ليخ كاتشينسكي الذي كان برفقة خمسة قادة اخرين من وسط اوروبا يريدون مثله التوجه الى تبيليسي لدعم الجورجيين، الطيار بالهبوط مباشرة في العاصمة الجورجية.

لكن خطة الرحلة كانت الهبوط في اذربيجان بهدف تجنب التحليق فوق منطقة حرب. وكان احد مراسلي وكالة فرانس برس على متن الطائرة انذاك. وجاء مساعد للرئيس الى مكان تواجد الصحافيين في القسم الخلفي من الطائرة وقال لهم "سنهبط في تبيليسي، لقد اصدر الرئيس الامر. انه القائد الاعلى للقوات المسلحة".

لكن الطيار وبعد التشاور مع مديره في وارسو الكولونيل توماس بيترزاك الذي اصبح متقاعدا اليوم، رفض الانصياع لامر الرئيس. وهبط الوفد في نهاية المطاف في اذربيجان قبل ان يتوجه الى جورجيا عبر حافلة.وعند عودته الى بولندا اعتبر الرئيس ان "الطيار يجب الا يكون جبانا" كما نقلت عنه انذاك وسائل الاعلام البولندية. وطالب نائب محافظ انذاك بفتح تحقيق قضائي ضد الطيار لكن النيابة علقت هذه القضية.

وطائرة الرئيس البولندي التي كان يفترض ان تهبط السبت في سمولنسك كانت تقل الى جانب الرئيس اعلى قيادة الجيش البولندي بينهم قائد سلاح الجو. وقال غريغورز سوبتشاك رئيس تحرير صحيفة "سكريزلدلاتا بولسكا" المجلة المتخصصة في الطيران لاحدى الاذاعات "اذا حصلت ضغوطات على الطيار، وعلى سبيل المثال من قبل قائد سلاح الجو الذي كان على متن الطائرة، فمن المحتمل ايجاد هذه المعلومات بفضل اجهزة التسجيل الموضوعة في قمرة القيادة".

واضاف "يمكنني ان اتصور ان الطيار شعر بضغط بدون ان يمارس عليه من الخارج. فقد كان يقل وفدا لحضور احتفالات مهمة". لكن خبراء اخرين ابدوا تحفظا. وقال الكولونيل توماز بيترزاك لوكالة فرانس برس الاثنين "ننصح طيارينا بعدم الرضوخ للضغوط". واضاف "والمثال الجورجي خير دليل على ذلك" قائلا "لقد توليت شخصيا ادارة ذلك الوضع من وارسو".

وتابع "اليوم، يجب فعلا انتظار نتائج لجنة التحقيق". وحول المعلومات التي اشارت الى ان الطيارين لم ياخذوا بتحذيرات المراقبين الجويين الروس حول سوء الاحوال الجوية، قال ان "مطار سمولنسك لم يكن مغلقا رغم ذلك". وتابع "المطار كان مفتوحا والطياريون ارادوا محاولة الهبوط". وقد اوقعت الكارثة 96 قتيلا بينهم الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي وزوجته والعديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين البولنديين.