أخبار

الأحزاب البريطانيّة تستأنف محادثات تشكيل الحكومة اليوم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إقرأ أيضاًمتابعة خاصّة: انتخابات بريطانيا

تهدِّد وثيقة تتضمن موقف المحافظين من الإتحاد الأوروبي أمال كاميرون في عقد تحالف مع الأحرار في وقت يعقد حزبا المحافظين والديمقراطيين الاحرار مزيدًا من المحادثات اليوم الاثنين في محاولة لإبرام اتفاق لتشكيل حكومة.

لندن: يعقد حزبا المحافظين والديمقراطيين الاحرار مزيدًا من المحادثات اليوم الاثنين في محاولة لابرام اتفاق لتشكيل حكومة. وتواجه بريطانيا مأزقًا سياسيًا منذ يوم الخميس عندما اصبح حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون اكبر حزب في الانتخابات ولكنه لم يستطع تحقيق اغلبية قاطعة بفارق 20 مقعدا في البرلمان المؤلف من 650 عضوًا.

وحل حزب العمال بزعامة براون والذى بقي في السلطة لمدة 13 عاما متصلة ثانيًا بينما جاء حزب الديمقراطيين الاحرار في المركز الثالث بفارق كبير. وقال المحافظون انهم اجروا "مناقشات جيدة" مع حزب المعارضة الاصغر الديمقراطيين الاحرار يوم الاحد لكنهم لم يتوصلوا الى اتفاق لتشكيل حكومة مشتركة ويعتزمون اجراء المزيد من المحادثات خلال 24 ساعة.

وتهدد وثيقة سرية تتضمن موقف حزب المحافظين المتشدد من الاتحاد الأوروبي بالقضاء على آمال زعيم الحزب ديفيد كاميرون في تشكيل ائتلاف مع حزب الديمقراطيين الأحرار في بريطانيا.

وتحمل الوثيقة عنوان "مسودة خطاب من وزير الخارجية إلى رئيس الوزراء"، وقد كُتبت الأسبوع الماضي لتفترض انتصارا ساحقا في الانتخابات، وتكشف عن الموقف المتشدد الذي سيتبناه النائب وليام هيغ وكاميرون في الحكومة المستقبلية. ويتحدث هيغ في الرسالة إلى كاميرون عن أن "العلاقة البريطانية مع الاتحاد الأوروبي ستتغير بعد انتخابنا"، بحيث نناهض المزيد من الاندماج.

وما يكشف الفجوة الكبيرة بين زعيم الديمقراطيين الأحرار نك كليغ وقيادة المحافظين بشأن أوروبا، هو ما تحدث عنه هيغ بشأن المطالبة بحق استعادة السلطات الخاصة بالعدالة الجنائية والاجتماعية وسياسة التوظيف خلال الفترة الأولى من حكومة المحافظين، وهي مطالب سيرفضها القادة الأوروبيون. ويعتزم هيغ كذلك إبلاغ نظرائه وزراء الخارجية الأوروبيين برفض بريطانيا الانضمام إلى عملة اليورو، والمشاركة دون المواجهة، ولكن "هدفنا أن نحقق هذه الالتزامات من خلال هذا البرلمان".

ويأتي الكشف عن هذه الوثيقة بعيد اللقاء الذي تم أمس بين كليغ المؤيد لأوروبا والنواب عن الحزب في مجلس العموم لمناقشة إمكانية التحالف مع المحافظين. ومن المتوقع أن ينظر النواب من الديمقراطيين الأحرار إلى الوثيقة باعتبارها دليلا على إمكانية التنازل عن مواقفهم المؤيدة لأوروبا إذا ما أقاموا الائتلاف مع المحافظين.

وأشارت صحيفة الأوبزرفر إلى أن زعيمي الحزبين يتعرضان لضغوط داخلية، فبينما تطالب شخصيات تابعة لكاميرون بعدم التنازل لصالح مطالب كليغ، يواجه الأخير معارضة من داخل حزبه لتشكيل أي ائتلاف مع المحافظين، خصوصًا في ما يتعلق بالقضايا الاقتصادية. وكان منتدى الأحرار الاجتماعي من الديمقراطيين الأحرار اليساريين قد أعلنوا ثلاث قضايا وصفوها بالخطوط الحمر التي ينبغي عدم تجاوزها، بما فيها أي إجراء يوسع الهوة بين الفقراء والأغنياء. وهذه الخطوط الحمر هي خفض الخدمات الأساسية في السنة المالية الراهنة، وإساءة معاملة الباحثين عن اللجوء، والتقليل من شأن ميثاق حقوق الإنسان.

هذا وعقد غوردون براون اجتماعا يوم أمس الاحد مع نِك كليج الذي يحاول التوصل الى اتفاق مع حزب المحافظين لمشاركة الحكم، فيما استأنف المحافظون والديموقراطيون الاحرار مفاوضاتهم من اجل التوصل الى اتفاق، تحالف آني او تقاسم سلطة، بغية حلحلة الازمة الدستورية الناجمة عن عدم افراز الانتخابات التشريعية البريطانية غالبية مطلقة.

وأكد مسؤول بحزب الديمقراطيين الاحرار أن الاجتماع عقد في مقر وزارة الخارجية بعد ظهر الاحد بينما كان ممثلون عن حزبي الديمقراطيين الاحرار والمحافظين يجتمعون في مبنى حكومي مجاور للتفاوض بشأن تحالف محتمل.

وقال مسؤول الديمقراطيين الاحرار ان محادثات بروان وكليج كانت ودية وان زعيم المحافظين ديفيد كاميرون احيط علما بانعقاد الاجتماع. واجتمع المفاوضون المحافظون والديموقراطيون الاحرار عند العاشرة ت غ في محاولة لتحقيق تقدم في المفاوضات التي انطلقت مساء الجمعة على اثر تقديم زعيم المحافظين ديفيد كاميرون "عرضا شاملا" للديموقراطيين الاحرار.

وصرح عضو حزب المحافظين وليام هيغ المرشح لمنصب وزير الخارجية في الحكومة المقبلة ان المحادثات ستجري "وفقًا لاحترام مواقف كل فريق". واضطر المحافظون الى تقديم هذا العرض بعدما فشلوا في الحصول على الغالبية المطلقة في انتخابات الخميس حيث فازوا بـ306 مقاعد نيابية متقدمين على حزب العمال بزعامة رئيس الوزراء غوردن براون (258 مقعدًا)، الا انه ينقصهم 20 مقعدًا للحصول على الأغلبية المطلقة.

من جهته، رفض كليغ صباح الاحد الالتزام بموعد محدد مكتفيا بالاشارة الى رغبته في "اداء دور بناء في هذه الاوقات التي تشهد تقلبات اقتصادية كبيرة". وحددت المهلة القصوى للتوصل الى اتفاق في 25 ايار/مايو، وفي هذا الموعد تطرح الملكة برنامج الحكومة الجديدة التي يتم تقليديا التصويت على منحها الثقة.

في هذا الوقت، يبقى مصير رئيس الوزراء البريطاني معلقا. وهو كان ابدى الجمعة استعداده للحوار مع الديموقراطيين الاحرار في حال فشلت محادثاتهم مع المحافظين. كما اجرى براون السبت، بناء لطلبه، اجتماعا مع نِك كليغ. الا ان هذا اللقاء لن يحول دون تقارب الحزب مع المحافظين حيث اكد متحدث باسم الحزب ان "الديموقراطيين الاحرار سيواصلون المقاربة التي ارادها نِك كليغ".

ويرى عدد من المحللين ان الاتفاق بين المحافظين والديموقراطيين الاحرار يجب ان لا يتحول الى ائتلاف وانما الاقتصار على تحالف آني. في حين يرى ديمقراطيون احرار ان "زواجًا" بين المحافظين وحزبهم يبدو مخالفا للطبيعة. فالحزب الوسطي يميل اكثر الى اليسار ونقاط الاختلاف كثيرة وفعلية مع المحافظين ولا سيما في مجال اصلاح قانون الانتخاب الذي يصفه الديموقراطيون الاحرار بالجائر.

وقد يكون اكبر حجر عثرة في سبيل الاتفاق هو الاصلاح الانتخابي وهو مطلب مهم منذ فترة طويلة للديمقراطيين الاحرار الذين سيفوزون بعدد أكبر كثيرًا من المقاعد اذا تحولت بريطانيا الى نظام التمثيل النسبي بدلاً من النظام الحالي الذي يمنح كل مقاعد الدائرة للحزب الفائز فيها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف