ديفيد كاميرون يستكمل حكومته الائتلافية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: يخصص رئيس الوزراء البريطاني الجديد المحافظ ديفيد كاميرون يومه الاول في مقر رئاسة الحكومة الاربعاء لاستكمال تشكيل حكومته الائتلافية مع الديموقراطيين الاحرار بزعامة نيك كليغ الذي سيتولى فيها منصب نائبه.
وغداة التثبيت "التاريخي" لكاميرون في داونينغ ستريت كما وصفته الصحافة البريطانية، تصافح كاميرون وكليغ في اشارة رمزية امام مدخل مقر الحكومة في داونينغ ستريت لدى وصولهما صباح الاربعاء الى مكتبيهما الجديدين.
ورأت وسائل الاعلام في هذه المصافحة بادرة تهدف الى تبديد الشكوك المحيطة بامكانية صمود الائتلاف بين الحزبين، فيما اشار العديد من المعلقين الى التنازلات الكبرى التي اضطر الطرفان الى تقديمها من اجل تشكيل "الحكومة القوية التي نحتاج اليها" وفق تعبير كاميرون في خطابه الاول مساء الثلاثاء امام مقر رئاسة الحكومة.
وفي تذكير للتحديات الاقتصادية الكبرى التي تنتظر الفريق الحكومي الجديد، كشفت ارقام جديدة صدرت قبل الظهر ارتفاع معدل البطالة الى مستوى قياسي جديد غير مسبوق منذ 1994 (2,51 مليون عاطل عن العمل). وقال وزير المالية الجديد المحافظ جورج اوزبورن لدى وصوله الى مكتبه الجديد "حان الوقت للشروع في العمل". غير ان حجم التنازلات التي قدمها الديموقراطيون الاحرار المنتمون بشكل تقليدي الى يسار الوسط، يثير شكوكا في قدرة الائتلاف على "مقاومة امتحان الزمن"، بحسب ما كتبت صحيفة فاينانشل تايمز.
واضطر الديموقراطيون الاحرار من اجل التحالف مع المحافظين المعارضين لليورو الى الحد خصوصا من تأييدهم لهذه العملة، ويعتقد بحسب الصحافة انهم وافقوا على الامتناع عن الدعوة الى اعتماد اليورو خلال وجودهم في الحكومة.
وفي المقابل، تنازل المحافظون عن مطلب اساسي في برنامجهم يقضي باصلاح النظام الانتخابي الذي يعتبرونه غير عادل، وقد وافقوا في نهاية الامر على تنظيم استفتاء بهذا الصدد. كما حددت الولاية التشريعية بخمس سنوات، ما وضع حدا للنظام السابق الذي كان يسمح لرئيس الوزراء بالدعوة لانتخابات تشريعية حين يشاء.
واقر وليام هيغ وزير الخارجية الجديد متحدثا للبي بي سي بان خلافات ستظهر "حتما" لكن "قدرة (كليغ وكاميرون) على تسوية المشكلات تبشر بالخير". واضاف "لا اعتقد ان هذا الائتلاف ضعيف". من جهته اكد نيك كايبل المسؤول في حزب الديموقراطيين الاحرار ان تشكيل الائتلاف كان ثمرة "اتفاق ممتاز" مضيفا "لقد تمت الموافقة على النقاط الرئيسية من برنامجنا". واشار الى ان الحكومة محصنة للاضطلاع ب"المهمة الكبرى" التي تنتظرها في ظل انتعاش اقتصادي لا يزال هشا.
وسيتولى الديموقراطيون الاحرار خمس حقائب وزارية لقاء دعمهم الذي اتاح تشكيل اول حكومة ائتلافية منذ الحرب العالمية الثانية. وستوكل احد المناصب الخمسة هذه لزعيمهم نيك كليغ الذي عين نائبا لرئيس الوزراء، فيما لم يكشف بعد عن الوزراء الاربعة الاخرين، فضلا عن عشرين اخرين سيتولون مناصب عليا.
ومن المقرر تعيين فينس كايبل المتحدث باسم الحزب في الشؤون المالية في منصب لم يحدد بعد في وزارة المالية. اما من جانب المحافظين، فلم يتم تعيين سوى اوزبورن وزيرا للمالية ووليام هيغ (49 عاما) وزيرا للخارجية وهو المعارض لاعتماد العملة الاوروبية المشتركة.
وسيعلن برنامج الحكومة وتشكيلتها النهائية خلال مؤتمر صحافي يعقد الاربعاء الساعة 13:15 ت غ. وسجلت بورصة لندن ارتفاعا طفيفا قبل الظهر وقد حذر ديفيد فروست المدير العام لغرفة التجارة البريطانية "سوف نحكم على الادارة الجديدة انطلاقا مما ستقوم به لتشجيع انتعاش الاعمال في كامل انحاء بريطانيا".