توني بلير وكتاب مذكراته... جنس وأكاذيب وفكاهة وسياسة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لا تزال الصحافة البريطانية تسلط أضواءها الساطعة على مذكرات رئيس الوزراء السابق توني بلير المعنونة "رحلة"، وتتناولها بالعرض والتحليل مع مزيد من التوغل في محتويات الكتاب الذي يضم 624 صفحة بين دفتيه.
اعتبر كتاب مذكرات رئيس الوزراء السابق توني بلير "أسرع السير الشخصية مبيعاً في التاريخ الأدب السياسي البريطاني" بعد 12 ساعة فقط من بدء تداوله صباح الأربعاء الأول من الشهر الحالي.
ويتأتى هذا الوضع باعتبار بلير (57 عاما) أحد أكثر رؤساء الوزراء البريطانيين صناعة للتاريخ. وربما ساعد على سرعة بيع الكتاب أيضا أن كبريات المكتبات - بما فيها الالكترونية مثل "أمازون" - خفضت سعره الى النصف (12.5 جنيه بدلا عن 25 جنيها) منذ أول نسخة مباعة.
أكاذيب
في معرض تناولها الكتاب، أشارت الصحف الى اعتراف رئيس الوزراء السابق بأنه، في سبيل إدارته شؤون البلاد على النحو الذي يريد، "مطّ نطاق الحقيقة الى ما وراء حدود الانكسار"... يقصد، بعبارة أخرى بسيطة ومباشرة، أنه تعمد الكذب والغش.
فهو يكتب في مذكراته: "يُجبر الساسة بين الفينة والأخرى على إخفاء الحقيقة ولوي عنقها وأحيانا تشويهها متى ما كان الهدف الاستراتيجي المرجو أكبر مما عداه". ويضرب مثال لهذا بوقت ما خلال محادثات السلام المتعلقة بآيرلندا الشمالية حين أجبرته الظروف على إلقاء الأكاذيب على الجانبين لأن هدف "السلام" كان يستدعي هذا.
حبيبتي شيري
ويمضي بلير ليصعق القراء بصراحته في ما يتصل بأسرار حياته الجنسية، بما في ذلك تفاصيل علاقته الحسية بزوجته شيري (55 عاما). ويقول، وهو يتحدث عن أمسية 12 مايو / ايار 1994 قبيل خوضه المعركة على زعامة حزب العمّال مع وفاة زعيمه جون سميث: "في تلك الليلة احتوتني بين ذراعيها ودللتني وسكّنت هياج خواطري.. قالت لي ما كنت بحاجة لسماعه، ومنحتني القوة، وأشعرتني بأن ما كنت أنويه هو الشيء الصحيح. كنت بحاجة مفرطة في الأنانية لذلك الحب الذي منحتني.. فالتهمته وازدردته حتى يمنحني القوة.. كنت حيوانا يتّبع غريزته".
ويعترف بلير أيضا بأنه حاول مرة التسلل الى حشيّة "المغناطيس الجنسي"، آنجي هنت، رفيقة صباه التي وصفتها وسائل الإعلام بأنها "حارسة بوابة 10 داونينغ ستريت" في عهده.
ويقول: "جمعتني بآنجي صداقة عميقة منذ سن السادسة عشرة عندما حاولت التسلل تحت حشية نومها بينما كنا في معسكر خلاء بشمال اسكتلندا... لكنني أخفقت.
وآنجي هي التي رعتني ايام الجامعة وكانت سندا لي أيام البرلمان ولم تتركني ابدا". وتساءلت الصحف عن ردة فعل زوجته شيري على هذا الاعتراف خصوصا على ضوء ما عرف عن غيرتها إزاء العلاقة الحميمة التي تجمع بين زوجها وآنجي.
غرام النساء بالساسة
يفتح بلير نافذة في كتابه الى "عالم الجنس المحرّم المثير الشقي" وسط الساسة. بل يبدو وكأنه يدافع عن الخيانات الزوجية التي ارتكبها أصدقاؤه في مراكز السلطة. فعن سلسلة علاقات الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون بمختلف النساء - وأشهرها بالطبع علاقته مع مونيكا لوينسكي - يقول بلير إنها "لا تختلف عما يفعله معظم الرجال. وإذا كان قد كذب بشأنها فلأنه كان يرمي لحماية أسرته". وعن علاقة (وزير داخليته) ديفيد بلانكيت بامرأة أنجبت له طفلا يقول: "من السهل بلوغ وضع كهذا... لكن بلانكيت في هذه الحالة اختار المرأة الخطأ".
ويقول عن نائبه جون بريسكوت وعلاقته غير الشرعية مع حافظة دفتر يومياته: "كان هذا خطأ كبيرا لأن عشيقته كانت زميلة عمل. لكنه خطأ مفهوم لأن النساء ينجذبن الى الساسة على نحو لا يفعلنه مع أي شخص آخر".
وواضح أن بلير كان يشير بذلك الى أن اشتغال الرجل بالسياسة يعمي أعين النساء عن قبح شكله (بريسكوت قصير وبدين وذو طلعة أبعد ما تكون عن الحُسن). ويقول بلير: "يمكن قول الشيء نفسه مع المليارديرات وقوتهم على اجتذاب النساء.. ماذا ترى هؤلاء في اولئك؟ السبب جلي للعيان".
حادثة التواليت
وفي مسألة زعامة العمال يشن بلير يشن بلير هجوما شرسا على خلفه وخصمه اللدود غوردون براون. فيقول إنه كان يعلم أن تولي براون رئاسة الوزراء سيكون "وبالا على الحزب وعلى البلاد".
ويصفه بأنه "منعدم الذكاء العاطفي" و"مسبب للجنون" ويلقي عليه باللائمة في انصرافه للشرب يوميا. لكنه يمضي الى جانب فكاهي في تلك العلاقة العسيرة فيتحدث عن حادثة في منزل صديق مشترك لهما. ويقول إنهما كانا يناقشان لمن منهما يجب أن تؤول الزعامة بعد وفاة جون سميث، فقرر الصديق تركهما منفردين بخروجه من داره.
ويقول بلير: "بعد نحو ساعة توجه غوردون الى التواليت، فأمضى خمس دقائق، ثم عشرا ثم خمس عشرة... فانتابني القلق. وفجأة رن جرس الهاتف، لكنني كنت ضيفا في المنزل فلم ارفع السماعة.
وبعد حين انطلقت ماكينة الرد التلقائي تطلب الى المتصل ترك رسالته. وإذا بي أسمع صوت غوردون وهو يقول: "توني، أنا غوردون. أنا محبوس داخل التواليت ولا استطيع الخروج لأن الباب يخلو من مزلاج يفتحه من الداخل".
ويقول بلير: "يبدو أن غوردون استغرق ربع الساعة وهو يحاول العثور على رقم هاتف نِك (الصديق المشترك) للاتصال بي. وبعد استغاثته هذه توجهت الى التواليت بالطابق العلوي وقلت له: تنازل لي عن الزعامة والا تركتك سجينا في تواليتك هذا".
التعليقات
الصورة الأخيرة
saad -أيلاف الصورة الأخيرة توني بلير مع زوجته شيري وليست آنجي للتصحيح
التحرير
التحرير -شكرا تم التصويب.
التحرير
التحرير -شكرا تم التصويب.