مذكرات توني بلير بدأ تداولها رسميا صباح الاربعاء 1 أيلول

مع بداية تداول مذكرات رئيس الوزراء البريطانيّ السابق توني بلير التي تحمل عنوانquot;رحلةquot;، خصّصت وسائلالإعلام الأربعاء مساحات هائلة لعرضها والتعليق عليها. وخصوصا حديث بلير عن العائلة المالكة والأميرة ديانا التي اتهمها بأنها كانت quot;استغلاليةquot; ووصف علاقتها بعماد الفايد بأنها quot;مشكلة مقلقةquot;.

لندن: كما كان متوقعا، فقد انكبّت وسائل الإعلام البريطانية بمختلف أنواعها على كتاب مذكرات رئيس الوزراء السابق توني بليرlaquo;رحلةraquo;، الذي بدأ تداوله صباح الأربعاء.

وإضافة إلى تصدر أهم محتويات الكتاب الأخبار الإذاعية والتلفزيونية، خصصت له الصحف كلها مساحات هائلة على صفحاتها الأولى والداخلية وتناولتها بالعرض والتعليق.

وتركزت أضواؤها بشكل رئيس على أمرين هما هجومه الكاسح على وزير خزانته وخلفه في رئاسة الوزراء غوردون براون، وقناعته بصواب قراره خوض حرب العراق رغم الخسائر الفادحة في الأرواح والمعدات ورغم إقراره بأنها كانت laquo;كابوساraquo;.

ووجدت الصحف أيضا مساحة لإبراز حديثه عن العائلة المالكة تحديدا والأميرة ديانا التي يتهمها بأنها كانت laquo;استغلاليةraquo; ويصف علاقتها بعماد (دودي) الفايد بأنها laquo;مشكلة مقلقةraquo;.

لكن ما استحوذ على الانتباه بشكل خاص هو خوضه في تفاصيل علاقته laquo;المستحيلةraquo; مع غوردون براون ويعترف بأنه دفعه للشرب يوميا.
ويقول إنه السبب الأول والأخير في laquo;كارثة فقد حزب العمال الانتخابات الأخيرة رغم أنها كانت مضمونة بسبب تخليه عن مبادئ (ما يعرف باسم) laquo;حزب العمال الجديدraquo;.

وقال إنه كان يعلم أن تولي براون رئاسة الوزراء ستكون laquo;وبالا على الحزب وعلى البلادraquo;.

ويصف رئيس الوزراء السابق خلفه بأنه laquo;منعدم الذكاء العاطفيraquo; وlaquo;مسبب للجنونraquo;.

ويضيف أن السبب الوحيد الذي منعه من طرده من منصبه عندما كان وزيرا لخزانته هو خوفه من أن يؤدي ذلك إلى إطاحته هو نفسه على أيدي laquo;البراونيينraquo; وهم أنصار براون.

ويكشف بلير النقاب للمرة الأولى عن أن الضغوط التي كان براون يمارسها عليه سعيا لتنحيه له عن السلطة دفعته لتعاطي الكحول سبع ليال في الأسبوع.

وقال إنه كان يتناول قليلا من laquo;الويسكيraquo; أو laquo;الجِن والتونيكraquo; قبل العشاء وحوالى نصف زجاجة من النبيذ قبل النوم.

وقال إن هذا كان يمنحه الراحة والملاذ من ضغوط براون، لكنه أقلقه كثيرا لأنه هذا هو الطريق نحو الإدمان.

على أن هذا الخوف نفسه لم يمنعه من القناعة بأن فوائد الخمر (الراحة) تفوق مضاره (الإدمان) لأن الكحول laquo;صارت هي الوحيدة التي تمكنني من أداء وظيفتي على النحو الذي أريدraquo;.

ويقول:laquo;كلنا يكذب على نفسه عندما يتعلق الأمر بالحدود الآمنة لاستهلاك الكحول. لكن يتعين علينا الإقرار بأنها عقار مخّدِر يقود الى إدمانه وربما يستحيل الفكاك من قبضته ما إن يحكمها حولنا. كنت اعتقد أن استهلاكي الكحول تحت سيطرتي لكن هذا كان مجرد إيهام للنفس بالطبعraquo;.

ويمضي بلير ليصب جام غضبه على براون قائلا إنه laquo;يفتقر تماما إلى الغريزة على المستوى الإنساني البحت. إنه يتمتع بالقدرة على الحسابات السياسية.

ولكن هل ينطبق الشيء نفسه عندما يتعلق الأمر بالمشاعر.؟ الإجابة هي: لا! هل يتمتع بالذكاء التحليلي؟ لا شك في ذلك. هل يتمتع بالذكاء العاطفي؟.. صفرraquo;!

ويتناول بلير أشياء أخرى مثل ندمه على حظر صيد الثعالب بقوة القانون على أبناء الطبقة الارستقراطية، وعلى عدم اعتراضه على قانون حرية المعلومات.

لكنه يخصص جزءا من كتابه لمهاجمة العائلة المالكة قائلا إن كان يشعر بالضيق كلما جمعته الظروف بالملكة لأنها laquo;متعاليةraquo;.

ويتعرض بلير للأميرة ديانا فيصفها بأنها laquo;استغلاليةraquo;. ويقول عنها أيضا: laquo;كانت أميرة ويلز (ديانا) متواضعة وساحرة الجمال وذكية.

لكنها كانت أيضا عنيدة وعرضة للانفعال العاطفي الزائد ويصعب التنبؤ بما ستفعله في اللحظة التاليةraquo;.

ويصف لقاء له بها في مقر رؤساء الوزراء الرسمي الريفي laquo;تشيكرزraquo; في يوليو / تموز1997 (بعيد توليه المقعد الأعلى وقبل شهر ونيف من مقتلها) ،فيقول إنهما خرجا سويا للتنزه في حديقة المنزل، وعبّر لها عن قلقه الصريح إزاء علاقتها بدودي الفايد وأنه يعتقد أن هذه العلاقة laquo;مشكلةraquo;.

ويقول بلير: laquo;لم يكن قولي هذا بدافع الأسباب الظاهرة التي قد تحدو بالعديد منا للنفور منه (دودي). لم أعر اهتماما لجنسيته أو دينه أو خلفيته. لم التق به مطلقا، فما الذي دفعني لقولي هذا؟ إذا أجبرتني على إبداء أسباب اعتراضي فلن أجد لك سببا محددا... لكنني كنت أجد علاقتهما غير مريحةraquo;.

ويذكر أن رئيس الوزراء البريطاني السابق أعلن أنه يتبرع بكل مال عائداته من الكتاب لخزينة laquo;العصبة الملكية البريطانيةraquo; الخيرية التي تعنى بشؤون قدامى المحاربين.

وأثار بذلك عاصفة من الجدل بين مرحب بكرمه وقائل إنه laquo;يحاول هدهدة ضميره المثقل بالذنب وغسل يديه الملطختين بدم الجنود البريطانيينraquo;.

ويشمل التبرع مبلغ 4.6 ملايين جنيه (6.9 ملايين دولار) تسلمها بلير عربونا من ناشر الكتاب إضافة إلى سائر الأموال الهائلة التي ستتوفر من المبيعات وعائدات حقوق الملكية الفكرية.

وقال ناطق باسم رئيس الوزراء السابق إن هذه المبالغ ستعود مباشرة إلى مستوصف جديد تابع للهيئة ويتخصص في إعادة تأهيل جرحى حربي العراق وأفغانستان.