أخبار

"إيلاف" تطفئ شمعاتها العشر وتهزمُ الإعلام التقليديّ

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يعترف كلّ من وزير الثقافة اللبنانيّ الأسبق تمام سلام والصحافي الذي رشق جورج بوش بحذائه منتظر الزيديّ، برياديّة جريدة إيلاف الالكترونية في نشر أخبار ثورات العرب بشكل تفاعليّ ميّزها عن غيرها من وسائل الإعلام، كما يرسم المتحدثان صورة متفائلة لمستقبل الإعلام الالكترونيّ وأفق تطوّره.

مجلة "نيوزويك وصفت "إيلاف" بالصحيفة الإلكترونية الأكثر شعبية على الإطلاق في العالم العربي واعتبرتها نموذجا لتعامل صحافة العرب مع أحداثهم.

بيروت: لعب الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي والمدوّنات دورًا مؤثرًا في نشر أخبار الثورات العربية المستمرة، والوصول إلى حيث توقّف أو مُنع الإعلام التقليدي وتحديدًا المرئي من العمل.

دورٌ جعل الكثيرين يعتقدون أن هذه المواقع سبقت الصورة، بل حلّت مكانها، وأنّ أي نجاح في تغطية أخبار الثورات والتظاهرات يعود أولاً إلى "المشبِّكين" والمدوّنين، وبعد عقد من الصحافة الالكترونية، اي دور لعبته إيلاف والمواقع الالكترونية في تغطية أخبار الثورة، وهل فعلاً حلّت محلّ الإعلام التقليدي؟

إيلاف سبّاقة في ولوج عصر السرعة

يؤكد النائب ووزير الثقافة السابق تمام سلام لـ"إيلاف" انه في السنوات الاخيرة تمكَّن الإعلام الإلكتروني من أن يحتلّ مساحة واسعة عند المواطن، الذي بدأت تتوثق علاقته مع الانترنت، ومع الحاسوب، فبدأ يمضي ساعات طويلة امام الانترنت، من هنا كانت ايلاف سبّاقة إلى ولوج هذا العالم، منذ عشر سنوات كانت الامور شيئا واليوم شيء آخر، لا بد ان الامور في تطوّر أكثر في هذا الإتجاه، ويضيف:" أرى ان كل الإعلام الإلكتروني والمنتديات الاجتماعية توازي بعضها البعضولكن لكل واحدة دور، ولا تميز في الحقيقة، الواقع ان علاقة المواطن مع هذه الوسائل علاقة تتطوّر وتتفاعل بشكل تدريجي وفي اتجاه دائم لهذه المساحات والواحات من الاعلام الالكتروني، ان كان على مستوى الشبكات الاجتماعية او حتى النشرات الالكترونية.

وميزة الاعلام الالكتروني على الصحافة المطبوعة أنها تأتي بالخبر بشكل سريع ودائم ومستمر، وهذا يعطي فرصة لمن يتابع الأخبار بان يطلع عليها ساعة بساعة.

التفاعلية ..ميزة الصحيفة الالكترونية

منتظر الزيدي

بدوره يقول منتظر الزيدي (الصحافي العراقي الذي رشق بوش بحذائه) لإيلاف إن الاعلام الالكتروني بعد الثورة الإعلامية والتكنولوجية، والاتصالات الحديثة، أصبح يلعب دورًا يكاد يوازي دور الصحافة المقروءة، لان اكثر الناس يعتمدون الانترنت كوسيلة اتصال وتواصل مع الآخرين، وبالتالي يكون الخبر تفاعليًا اكثر في الصحيفة الالكترونية، لذلك فان هذه الأخيرة برأيه تحتل الصدارة بعد البث الفضائي، في إيصال المعلومة وفي تثقيف الناس، ولا يكاد يخلو يوم على الاقل في الدول النامية، يقضي فيها الانسان اكثر من أربع ساعات على الانترنت، لذلك فإن الاعتماد سيكون على الصحافة الالكترونية.

عن تميز الاعلام الالكتروني مقارنة بالشبكات الاجتماعية يقول الزيدي:" المواقع الالكترونية والشبكات الاجتماعية تتميز بكونها سهلة الوصول والتواصل، وتكون اكثر تفاعلية، من خلال التعليق والرد، وكأن الجميع في غرفة واحدة، وهذا ما يميزها عن سائر وسائل الاتصالات الصحافية.

ويتابع:" نقاط التواصل بين الشبكات الاجتماعية والاعلام الالكتروني هي ايضًا البحث عن المعلومة وإيصالها، نجد أن أكثر ما يطرح في الشبكات الاجتماعية هي الاخبار، وكأن هذه المواقع أصبحت رديفة وصدى لما ينشر في الصحافة، وحتى المنتديات والمواقع الشخصية أصبحت صدى لما ينشر في المواقع الالكترونية او التلفزيون.

عن صلات الاختلاف بين المواقع الالكترونية والشبكات الاجتماعية يقول إن هذه الاخيرة يمكن التباحث فيها في نقاط كثيرة لا شأن للاعلام فيها، لكن المواقع الالكترونية الصحافية تعتمد على شيء مهم وواحد وهو إيصال المعلومة الى المتلقي.

الكتروني وتقليدي

هل نجح الاعلام الالكتروني حيث اخفق الاعلام التقليدي في تحريك الشعوب العربية؟
يجيب سلام :" لا شك بان الإعلام الإلكتروني أخذ حيزًا كبيرًا ومساحة كبيرة ولكن لا بد ان نعترف بان الإعلام التقليدي ان كان على مستوى الصحف او المطبوعة، او الشاشة،ما زال له حصة كبيرة، ولا بأس بها، لكن هناك جيل جديد من المواطنين الذين يمضون اوقاتًا اكثر مع الانترنت ومع الحاسوب، وبالتالي يتعرفون اكثر إلى مستجدات هذا العالم ومنها النشرات الإعلامية او الصحف الالكترونية التي تواكب كل المواضيع.
في هذا الصدد يقول الزيدي:" في الحقيقة لا يمكن القول ان الإعلام التقليدي أخفق، لكن الاعلام اختلف، فعلى سبيل المثال سابقًا كان يُعتمد على التلغراف والفاكس كثيرًا، ولكن الآن يتم الاعتماد على الانترنت والبريد الالكتروني، لذلك فان الصحافة التقليدية اي الورقية، أصبحت جزءًا تراثيًا، لان معظم الناس يعتمدون على الصحافة الالكترونية، ولو لم تكن هذه الاخيرة مؤثرة، لما وجدنا كل الصحف الورقية بلا استثناء تستحدث لها مواقع الكترونية لمشاهدة اخبارها الكترونيًا، لذلك لم تخفق الصحافة التقليدية لكن تطورت من خلال ايجاد مواقع الكترونية لها.

ويضيف:" شبكات التواصل الاجتماعي مهمتها ان تلتقط الجماعات، ولكن الصحف العادية لا تتضمن هذه المهمات، فالصحف الثورية والتقليدية السابقة لم تعد مجدية ان تكون ناطقة باسم الثورة.

مستقبل الاعلام الالكتروني

تمام سلام

عن مستقبل الاعلام الالكتروني في ضوء التغيرات التي تحققت في العالم العربي، يؤكد سلامان مستقبل الصحافة الالكترونيّة واسع وكبير وسيكون لها دور مؤثر جدًا، وستبقى في تفاعل مستمر مع الشعوب والمجتمعات ولها وطأتها وتأثيرها عليها، وأرى أن مستقبل الإعلام الالكترونيّ زاهر ومتطور.

ويوافقه الزيدي الرأي ويقول:" اعتقد ان المستقبل زاهر أمام الإعلام الإلكتروني، بعدما تمتعت الدولتان العربيتان الشقيقتان مصر وتونس بحيز كبير من الحرية، وهنالك على الطريق اليمن وبلدان اخرى، أعتقد ان هذا الموضوع سيكون له شأن كبير في ما خص الاعلام الالكتروني وربما حتى سينافس التلفزيون، لان الحرية واسعة في هذا المجال، وستكون المعلومة الصادقة بأيدي الجميع، لان بعض الإذاعات والتلفزيونات تحاول تجيير بعض الإنجازات لصالحها.

موضوعية الإعلام

اين ترى أن الاعلام كان اكثر موضوعية في تغطية الثورات العربية هل من خلال الإعلام الالكتروني او سائر وسائل الإعلام الأخرى؟

يقول سلام :" كان الإعلام الالكتروني أكثر ديناميكية من وسائل الإعلام الاخرى، إلى جانب الشاشة المرئية، التي تواكب ايضًا، ولكن ليس لديه الوسائل للتواجد ساعة بساعة كما النشرات الالكترونية، لا شكأنّ كان لها فرصة ان تقدم الخبر للمواطن بشكل ديناميكي اكثر.

على هذا السؤال يجيب الزيدي:" في بعض الجوانب كان الاعلام الالكتروني يلعب دورًا كبيرًا في موضوعية نقل الخبر وفي مواقع اخرى كان يطبل للانظمة الشمولية، ولكن لا يمكن ان نقول إن الاعلام الالكتروني لعب دورًا في الحيادية التامة، بعض المواقع كانت السباقة في مجال الموضوعية بينما مواقع اخرى لا، لكن يمكن القول إن المواقع الالكترونية استفادت من "الكاميرا ويب" واستطاعت ان تضع المشاهد العربي وغير العربي في صورة ما يجري في الثورات بطريقة مباشرة ومن دون مونتاج، فاصبحت هذه المواقع ذات صدقية كبيرة لانها تنقل الصورة الحية قبل الكلمة.

قوننة الإعلام الالكتروني

وردًا على سؤال بأنه يُلاحظ مؤخرا اتجاهٌ إلى قوننة الإعلام الالكتروني، هل يعني ذلك انه بات على مشارف عصر جديد انطلاقًا من هذا المعيار؟ يقول سلام:" لا بد ان يكون هناك قوننة بشكل او بآخر، والقوننة إلى اليوم غير موجودة، وحرية التحرك في الإعلام الإلكتروني واسعة، وبالتالي لا ضابط ولا رقابة عليها، في وقت ما وساعة ما لا بد ان تنشأ بعض الادوات والآليات لمواكبة الإعلام الإلكتروني، ولكن نأمل أيضًا ان تبقى مساحة الحرية كبيرة وشاسعة، لان قيمة هذا الإعلام بحريته، وبعدم تقيده، ولكن ربما هناك ضوابط اخلاقية ومهنية وعملية يجب ان تتحقق مستقبلاً من خلال قوانين، وهي إلى اليوم غائبة.

في هذا الصدد يجيب الزيدي:"حتى لو وضعت قوانين للاعلام الالكتروني هذا الامر في ظل الهيمنة الاميركية على كل شيء في حياتنا، هذا الموضوع خطر جدًا، لان المعلومة ستحصر، لكن هناك رديف للمواقع الالكترونية وهي المنتديات التي تحمل على عاتقها نشر الاخبار مجانًا من قبل المواقع الالكترونية، لا اعتقد ان هناك قانونًا سيمنع وصول المعلومة الى المواطن والقارئ العربي، ولا وجود لقوانين تحرم الناس من الاطلاع على ما يجري بكل صراحة وشفافية.

السلطة الرابعة

وردًا على سؤال هل أعاد الإعلام الإلكتروني للسلطة الرابعة مكانتها وتأثيرها بعد عقود كان الصوت السائد الوحيد فيها هو صوت الإعلام الرسمي؟ يجيب سلام :" لا شك ان ذلك تحقق وبشكل متقدم جدًا، اي ان الإعلام الإلكتروني تجاوز كل القيود والعقبات والحواجز التي كانت السلطات الرسمية والتقليدية تضعها امام المواطن لحصر المعلومات والأخبار بما تؤمنه هذه السلطة ولا يزال الموضوع الى اليوم هكذا، علمًا انه في بعض البلدان تم ايضًا حجبها من خلال إقفال وسائل التواصل الالكتروني، من منبعها، وحرم المواطن من التواصل الكترونيًا.

أما الزيدي فيقول:" الإعلام الفضائي أيضا كان له تأثيره في هذا الموضوع، وان كان مقيدًا بعض الشيء، لكن الإعلام الإلكتروني ربما أعاد جزءًا من هيبة السلطة الرابعة والصحف التي باتت الكثير منها تسويقية للانظمة وللشخصيات، وهذا أثر بشكل كبيرفي أداء الصحيفة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف