شباب العرب الثائر يستهدف إسقاط الاستبداد والتشدّد..في آن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في الحلقة السادسة والأخيرة من ملفّ (إيلاف) حول "ربيع العرب"، يرى كتاب ومثقفون أنه رغم فزاعة الأصولية والتشدّد التي ترفعها الأنظمة التي تجابه ثورات شعبية عارمة، فإنّ الواقع قد يشير إلى عكس ذلك، فالشباب الثائر يستهدف بثوراته تلك القضاء على الاستبداد والتشدّد في آن.
كتّاب يبحثون أسباب اتخاذ الأنظمة البديل الأصولي أداة للتخويف
عدنان أبو زيد: في الوقت الذي أوضح فيه استطلاع ل"إيلاف" بين القرّاء أنّ التهويل بأن حكمًا إسلاميًا متشددًا سيحل مكان الأنظمة الآيلة للسقوط ليس إلا "فزاعة" تنصبها الأنظمة لتبرر بقاءها"، في ظل اندلاع ثورات الربيع العربي بقيادة طليعة شبابية لم تكن إسلامية حصرا، إنما تمثل شعبا يقف وراءها، لا يسعى الى حكم إسلامي بالضرورة، بل إن ثورته - بجزئية منها - ضد الإسلام المتشدد أيضا، فإن النخب المثقفة العربية تذهب في تحليلها للظاهرة، إلى الفكرة ذاتها التي تمخض عنها استطلاع إيلاف، بل ان الإيمان بالقدر الديمقراطي لا يثير مخاوف ان يأتي الإسلاميون عن طريق صناديق الاقتراع كما يرى الكاتب أحمد عبدالملك.
في الوقت ذاته فإن الكاتب العراقي عدنان حسين يجد أن التهويل من هذا الخطر يهدف إلى التهادن مع الأنظمة الحاكمة في البلدان العربية والإسلامية التي تواجه تسونامي الغضب الشعبي في الوقت الراهن.
غير أن الكاتب رشيد الخيون يثير المخاوف حين يتقدم المتطرفون إعلامياً، عبر القنوات الفضائية، على أنهم الفاعلون في الوضع الثوري، لكن الحقيقة أنهم ساعون إلى قطف الثمار.
ويذهب الكاتب اللبناني خير الله خير الله الى ما ذهب إليه الخيون من ان الحركات الإسلامية المتطرفة ستسعى الى سرقة الثورات بكل ما تمثله مستخدمة الشعارات الدينية التي يمكن ان تنطلي على السذج. وعلى الصعيد نفسه يرى كتاب آخرون أن اسطوانة التهويل بوصول الإسلام المتشدد غالبا ما " تعزف" من قبل الأنظمة حين تستشعر سقوطها، أو حين تثور شعوبها عليها لإخافة الدول الداعمة لها ولضمان استمرار حصولها على الدعم وعدم انقطاعه من المصدر.
غير ان الأكاديمية السعودية بصيرة الداود ترى في مسألة "التهويل" أمراً ضرورياً،لأن بعض الأحزاب والحركات الإسلامية بعد سقوط بعض الأنظمة صارت تقفز على الثورات وتحاول اختطافها كما يحدث الآن في مصر وتونس واليمن وبعض الأحزاب الدينية المعارضة السورية التي تعيش في تركيا،بل أن بعضها وصل لحد التفاوض وقبض الأموال من أميركا والغرب دعماً لأهدافهم الرامية إلى الوصول إلى سدة القرار في دولهم.
إيلاف في هذا التقرير تضع الموضوع على طاولة بحث مع نخب مثقفة وكتاب وصحافيين عرب، أفاضوا في توضيح الأسباب الحقيقية وراء تمسك الأنظمة العربية بفزاعة"التخويف" من وصول حركات إسلامية متشددة إلى السلطة.
أحمد عبدالملك: إسلاميون عبر صناديق الاقتراع
أكاديمي وصحافي قطري
ومن وجهة الكاتب والصحافي القطري أحمد عبد الملك فان الشعوب يجب أن تترك لتختار مصيرها مهما كان، و"فزاعة الحكم الإسلامي المتشدد" لن تخيف الشعوب.
ويتابع عبد الملك في حواره مع "إيلاف": المهم أن تتبدل الأنظمة الدكتاتورية التي لم تلتفت إلى شعوبها طوال ثلاثين عاماً أو أكثر.
ويرى عبد الملك أن الإيمان بالقدر الديمقراطي لا يثير مخاوف ان يأتي الإسلاميون عن طريق صناديق الاقتراع.
ويتابع :"لربما أتى بعدهم الليبراليون.. ويتحقق تداول السلطة..أما أن نظل تحت رحمة تلك الأنظمة.. فأعتقد أن الثورات العربية قد تجاوزت هذا المفهوم..إن تأمين كرامة الإنسان العربي وصيانة حقوقه الأساسية.. والحفاظ على ثرواته من أهم الخطوات الإصلاحية التي تحتاجها المنطقة العربية.
عدنان حسين: التهويل والتهادن
نائب رئيس تحرير صحيفة "المدى" العراقية
ومع عدم تهوينه من خطر التشدد الإسلامي والمنظمات المتطرفة، فإن الكاتب العراقي عدنان حسين نائب رئيس تحرير صحيفة "المدى" العراقية يجد أن التهويل من هذا الخطر يهدف إلى التهادن مع الأنظمة الحاكمة في البلدان العربية والإسلامية التي تواجه تسونامي الغضب الشعبي في الوقت الراهن، هذه الأنظمة هي التي تقف وراء هذا التهويل بهدف التآلف معها والقبول بها لعقود أخرى.
ويتابع:"هذه الأنظمة هي أيضاً المسؤولة في الأساس عن وجود الحركات المتشددة، فقد أعاقت على مدى حقبة طويلة قيام أنظمة ديمقراطية، وحالت دون إعمار البلدان وتنميتها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً بما يخفّض من مستوى خط الفقر ويقلّل من نسبة التخلف.
سياسات هذه الأنظمة أفضت إلى حال رهيبة من الإملاق والأمية في مجتمعاتنا. وهذه بالذات البيئة المناسبة للتشدد والتطرف، ففي هذه البيئة انبثقت الحركات الإسلامية المتشددة. ويضيف : فاقد الشيء لا يعطيه، وهذه الأنظمة فقدت القدرة على إدارة المجتمع في بلادنا إدارة ناجعة، وهي بالتالي غير آهلة لتقديم البديل للتطرف والتشدد الإسلامي، هذا البديل هو حصراً النظام الديمقراطي، المدني العلماني.
عبدالوهاب بدرخان: الحجج والذرائع
صحافي ومحلل سياسي
من جانبه يرى الكاتب والصحافي اللبناني عبدالوهاب بدرخان أنه من البداهة أن تستخدم الأنظمة المتهاوية كل أنواع الحجج والذرائع. منها الايجابي كـ"الاستقرار" الذي جعلت كلفته باهظة جداً، إذ تفاخر بأنها حققته متجاهلة ما أخفت في طياته من فساد وقمع وترهيب، ومجهّلة ما حمّلته من مشاريع توريث للحكم ومن تفريخ للجيوش الموازية على حساب ما يفترض انه "الجيش الوطني"، ومنها السلبي كالمخاطر التي يشكلها التطرف الديني، في إشارة للغرب المهووس بهجمات 11 سبتمبر وما بعدها بأن تلك الأنظمة وحدها تستطيع درء ذلك الخطر عنه.
ويشير بدرخان إلى الصدفة التي شاءت للأنظمة التي استفادت جميعاً من هستيريا الحرب على الإرهاب وانتهزتها لتغلّظ يدها على الشعوب، تؤول إلى السقوط في السنة العاشرة بعد حصول تلك الهجمات، وأن يُقتل أسامة بن لادن في السنة نفسها.
ويدعو بدرخان في حديثه لـ"إيلاف" إلى وجوب عدم نسيان حقيقة انه حيثما نشأ تطرف ديني تتحمل الأنظمة نفسها مسؤولية استفحاله وتوحّشه. اذ كانت تهادنه وتتواطأ معه وتغضّ النظر عنه حين توظفه لمآربها ضد فئات سياسية أخرى، ثم جعلته ضحية فساهمت في تقويته وحتى في اجتذاب تعاطف شعبي معه.
ويتابع بدرخان: ليس صدفة أن الأنظمة الخمسة المتساقطة، المصري والتونسي واليمني والليبي والسوري، فضلاً عن الجزائري، كان لها قصة مع التيار الديني. ولعل النظام اليمني كان أكثرها تذاكياً في استخدامه وبلوغ نوع من التحالف معه أو حتى في استقطاب "القاعدة" وتركها تُستضاف وتتمكّن لدى القبائل استدراجاً لاهتمام الولايات المتحدة وأموالها وبالتالي حمايتها للنظام رئيساً وعائلة.
لذلك لا يُستغرب أن يكون الإسلاميون شاركوا أقلّ أو أكثر في إسقاط هذه الأنظمة، حتى وهي تتوسل بقاءها بإخافة الداخل والخارج منهم. ومن الواضح ان الإسلاميين في مختلف هذه البلدان خرجوا من سنوات القمع والاستبداد الأكثر تنظيماً وحضوراً واستعداداً لخوض أي انتخابات اليوم قبل الغد وكأن الأنظمة تستخدمها حتى بعد سقوطها للانتقام من المجتمع كله، أما الأحزاب المدنية التي لم تكن تعمل تحت الأرض ولم تنشط سرياً فاضطهدتها الأنظمة السابقة وتركتها عارية وضعيفة ومكشوفة.
ويشير بدرخان إلى أن "الفزاعة" الإسلامية ليست مجرد فزاعة بمعنى أنها "خيال مآتة" يخيف ولا يؤذي فيثير السخرية كلما اقتربنا منه وعرفنا حقيقته، بل انها على العكس تشكل الوجه الآخر للأنظمة الساقطة. في تونس ومصر ينظر اليوم إلى الجماعات من "إخوان" وسلف باعتبارها خياراً أسوأ من النظام السابق. وفي ليبيا قد تكون المفاجأة غير السارة لما بعد القذافي. وفي سوريا واليمن وحتى في الجزائر تنتظر فرصتها السانحة.
و يتساءل بدرخان : ماذا يفيد الإسلاميين اذ يبدون نذيراً وخطراً بدل أن يحملوا لشعوبهم الأمل في غد أفضل. وهل يريحهم أن يكونوا مثلهم مثل العسكر لا يمكن الوثوق بهم في إدارة أي دولة، بل انهم بتنكرهم بالدين ربما يكونون أخطر من العسكر. المكان الأفضل للإسلاميين في منابر التوجيه والتصويب والتنبيه لا في مراكز صنع القرار، لأنهم بممارساتهم لا يختلفون بشيء عن أي فئة ذات إيديولوجية مغلقة. يمكنهم أن يكونوا ضمير الأمة، أما أن يديروا شؤون الأمة ومصيرها فلا، لأن من يتولى مهمة كهذه يخضع للمساءلة فالشعب يفوّضه والشعب يحاسبه. هل يمكن منع الإسلامي المؤدلج من ان يعتبر نفسه مفوضاً من الله وبالتالي فوق المساءلة. ما الفرق بينه وبين أي حاكم من أولئك الذين لم يسائلهم أحد طوال عقود الى أن سقطوا أخيراً.
رشيد الخيون: الإسلام السياسي
باحث عراقي وكاتب في جريدة الاتحاد الإماراتية
وفي الوقت ذاته يرى الكاتب والباحث العراقي رشيد الخيون أنه لابد للأنظمة المتساقطة، أو الآيلة للسقوط، مِن إيجاد ما يحول دون سقوطها، أو تحتمي فيه، والتخويف بصعود الإسلام السياسي ورقة بيدها، لما لهذا الإسلام من تأثير في الحياة اليومية، وما هو ينوي عليه من تطبيق الشريعة وتجفيف الثقافة.
غير ان الخيون في حديثه ل"إيلاف" يحتمل ان هذه ليست كل الحقيقة، وربما ليس في الأمر من تهويل، وربما أيضاً شارك الأنظمة من هم ضدها، ومن الثوار أنفسهم أو مؤيديهم.
ويشير الخيون إلى مقال للدكتور محمد عبد المطلب الهوني نُشر على صفحات إيلاف أتى فيه على أدلة يصعب نفيها من محاولة تبوؤ الإسلام السياسي المتشدد في ليبيا وخطف أو مصادرة الثورة.
يتابع الخيون: إنها صورة مخيفة حقاً، أن يتقدم المتطرفون إعلامياً، وحسب ما تقدمهم إحدى القنوات الفضائية، على أنهم الفاعلون في الوضع الثوري، لكن الحقيقة أنهم ساعون إلى قطف الثمار. كذلك إن تحشيد الإخوان المسلمين في مصر، وإغلاقهم الشوارع من أجل الصلاة كلها استعراضات وتهديدات بالجموع، ومحاولتهم الظهور بمظهر أصحاب التغيير، كل هذا يقلق الكثير ممن تحمل مشاق الثورة من الشباب، ويكفي أن صلاة يوسف القرضاوي السياسية، غير العبادية، في ساحة التحرير، وطرد الشاب مادة الثورة للمشاهد.
وترى الإسلام السياسي يلعب، ومنذ تأسيس الإخوان المسلمين (1928) في مصر، على فكرة الخير، فترى الجمعيات الخيرية في حقيقتها مجرد واجهات لأحزاب سياسية لجمع الأموال والأتباع.
ويضيف الخيون : من المعلوم أن وجود أحزاب تتخذ من الدين أيديولوجية لها ستحول الديمقراطية إلى مجرد لعبة، لأن جوهر المنافسة سينتفي، بينما المنافسة الحقيقية عبر برنامج اجتماعي واقتصادي وسياسي لا ديني. ملخص القول إن الخشية من الإسلام السياسي ليست مجرد تخويف وتهويل من قِبل الأنظمة بل في جانب كبير منها حقيقة قائمة.
خيرالله خيرالله: سرقة الثورات
كاتب لبناني
لكن الكاتب اللبناني خيرالله خيرالله يدعو في حديثه مع "إيلاف" إلى عدم الاستخفاف بالخطر الذي تشكله الحركات الإسلامية المتطرفة على الثورات العربية.
وبحسب خيرالله فان هذه الحركات ستسعى إلى سرقة الثورات بكل ما تمثله مستخدمة الشعارات الدينية التي يمكن ان تنطلي على السذج. ولكن في المدى الطويل، لا يمكن للشعوب العربية إلا ان تكتشف ان لا مفر من الديمقراطية في دولة مدنية تتمتع بمؤسسات قوية، في حال كانت هذه الشعوب تريد التصالح مع نفسها ومع ثقافة الحياة ومع كل ما هو حضاري في هذا العالم.
سعد فهد الحرمل: أنظمة دكتاتورية
كاتب كويتي
من ناحيته، يصنف الكاتب والإعلامي الكويتي سعد فهد الحرمل الأنظمة التي تستخدم التهويل بالإسلام المتشدد بأنها أنظمة نشأت بصنيع من الاستعمار، وجاءت عن طريق العمالة والدعم الخارجي، وجميعها أنظمة دكتاتورية اعتادت على البطش بشعوبها وإخضاعها بالحديد والنار، وعادة ما تستخدم اسطوانة التهويل بوصول الإسلام المتشدد أو فكر القاعدة إلى السلطة في حال سقوطها وذلك عند شعورها بالضعف أو حين تثور شعوبها عليها لإخافة الدول الداعمة لها ولضمان استمرار حصولها على الدعم وعدم انقطاعه من المصدر، ولنا في معمر القذافي أسوة واضحة ولن أقول حسنة، حينما حاول استخدام تلك الاسطوانة ورددها مرارا، بعد ثورة 17 فبراير المباركة ألا انه لم ينفعه ترديدها فقد سبق السيف العذل، وبلغ السيل الزبى لدى شعب ليبيا الحر.
بصيرة الداود: التهويل أمر ضروري
أكاديمية وكاتبة سعودية
وفي حوارها مع "إيلاف" ترى الأكاديمية السعودية والأستاذة في التاريخ المعاصر السياسي والحضاري بصيرة الداود، أن الأحزاب الدينية المتطرفة وغيرها هي صنيعة هذه الأنظمة السياسية الحالية ولا يزال بعضها يأتمر بأمرها.
ومن وجهة نظر الداود فإن مسألة التهويل من تلك الأحزاب بعد سقوط بعض الأنظمة أصبح أمراً ضرورياً،لأنها أصبحت تقفز على الثورات وتحاول اختطافها كما يحدث الآن في مصر وتونس واليمن وبعض الأحزاب الدينية المعارضة السورية التي تعيش في تركيا،بل إن بعضها وصل لحد التفاوض وقبض الأموال من أميركا والغرب دعماً لأهدافهم الرامية للوصول إلى سدة القرار في دولهم،هذه الأحزاب مثل حزب الإخوان المسلمين أو السلفيين التراثيين لو تمكنوا من الوصول لسدة الحكم في دولهم فسيكونون أخطر على شعوبهم والمنطقة والعالم من أنظمتهم السياسية التي صنعتهم
مشرق عباس: الشرعية
جريدة الحياة اللندنية
الصحافي والكاتب مشرق عباس من جريدة الحياة اللندنية يشير إلى ما يغفله المتخوفون من سطوة الإسلام السياسي خصوصاً ما يتعلق بموقف الأحزاب الإسلامية من قضية الحريات العامة، فالحركات الإسلامية الحديثة بمجملها وباختلاف معايير قياس تطرفها او اعتدالها هي أحزاب وحركات براغماتية بالضرورة، بل لعلي لا أبالغ بالقول ان تلك الأحزاب اكبر من سواها قدرة على التكيف مع المتغيرات.
يتابع عباس : الإسلام السياسي خارج المنظومة السياسية الرسمية - معارضة او سلطة - يستمد شرعية تطرفه من القمع الذي يواجه به في ظل اعتراف عام بالقاعدة الشعبية العريضة التي تمتلكها التيارات الدينية بالضرورة لكن الإسلام السياسي من داخل منظومة الحكم لها وجه مختلف تماما.
ويذهب عباس إلى فكرة ان براغماتية تلك الأحزاب تستند إلى قدرتها أحيانا على التلاعب بالحقائق السياسية والدينية لإعادة إنتاج قانون الغايات تبرر الوسائل او تتيح المحظورات. لكن تلك الأحزاب ليست قادرة في النهاية على تطبيق شعاراتها العقائدية على المجتمع بصورة رسمية مهما حاولت بسبب اضطرارها إلى مواجهة منظومة عالمية حولت نظرية (السيادة المرنة) الى واقع يعاش دولياً وهي (الأحزاب الإسلامية) بالضرورة ستحاول التكيف عبر خطاب تدريجي لا يحاول استفزاز المجتمع ولا الأسرة الدولية.
يتابع عباس : ربما يكون هذا السلوك الوصولي خطراً. لكن كما يبدو وكما هي التجربة المعاشة فإن الأحزاب تشيخ بدورها على غرار سلوك العصبيات التي افرد لها ابن خلدون مباحث واسعة، وبهذا المعنى فإن آليات إدارة الدولة قد تدجن تلك الأحزاب ديمقراطيا وهذا ما يأمله الكثيرون، وان كان التحدي الأكبر اليوم يتعلق برفض بعض تلك الأحزاب للديمقراطية أصلا.
ويتصور عباس الحل في الدساتير التي يجب ان تصاغ بآليات تجبر الأحزاب المختلفة على تكريس الإيمان بالديمقراطية في صميم أنظمتها الداخلية وشعاراتها وآليات عملها وأدبياتها وان تتيح الآليات الدستورية نفسها حرمان غير المؤمنين بالديمقراطية من المشاركة في الصراع السياسي الانتخابي لكن من دون حظرهم وملاحقتهم على غرار ما درجت عليه الأنظمة المبادة.
احمد غلوم : الاحتجاجات..شعبية
كاتب كويتي
وفي حديثه ل" إيلاف " يشير الكاتب الكويتي احمد غلوم الى أن "الفزاعة" الإسلامية كانت دوما تستخدم من أجل تخويف الداخل أولا وتحصيل دعم الخارج ثانيا والنتيجة هي البحث عن أسباب لبقاء النظام والسلطة، لكن الربيع العربي يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لم يعد لهذه "الفزاعة" من تأثير كبير.
ويتابع: نعم من الممكن أن تشكل هواجس في مخيلات وعقول الأقليات الدينية و الإثنية لكن ليس لها القدرة في التأثير في الرغبة الشعبية للتغيير، وقدرة الربيع العربي في إثبات فشل هذه "الفزاعة" يعود لعدة أسباب أبرزها أن الاحتجاجات والانتفاضات كانت شعبية أي أنها متلاحمة حيث إننا رأينا على شاشات التلفاز التنوع البانورامي للأعراق والمذاهب والأديان في التظاهرة الواحدة، وثاني أسباب فشل "الفزاعة" في الربيع العربي يعود إلى أنه ثبت أنها لم تجلب أي دعم من الخارج كما هو واضح في تجربة اليمن، ولعل السبب يعود بشكل رئيس إلى أن "الفزاعة" الإسلامية هي صناعة غربية بامتياز، فالتهويل من الخطر الإسلامي تاريخيا يعود إلى ما بعد الحرب الباردة أي بعد سقوط "الفزاعة" الاشتراكية لتستبدل بفزاعة إسلامية ثم جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتضاعف قوة هذه "الفزاعة"، وصانع "الفزاعة" أدرى بواقعيتها.
مشاري الحمد: التشدد لن يحكم
كاتب كويتي
ويؤكد الكاتب الكويتي مشاري الحمد عدم إمكانية التشدد في الحكم، سواء كان إسلاميا أو علمانيا وخصوصا في هذه المرحلة من وعي الشارع، فالمؤشرات تقول إن الجماعات الإسلامية في بعض الدول العربية نشطت بعد سقوط الأنظمة السابقة، ومصر كحالة واقعية نرى فيها حركة الإخوان تنشط هذه الفترة بشكل غير مسبوق وتمر في فترة الإعداد للانتخابات بصورة ملفتة.
ويرى الحمد في حواره مع" إيلاف" ان الأنظمة التي بدأت تسقط الواحدة تلو الأخرى كأحجار الدومينو استخدمت أكثر من سبب لإرهاب شعوبها ، فهناك من هدد بالانقسام الداخلي والاحتلال الخارجي كالقذافي وهناك من يتحدث عن المؤامرة الخارجية التي تحاك للبلد مثل بشار الأسد.
يتابع الحمد: لكي تكتمل حلقات التهديد ومثلث الفزع يجب إشعال فوبيا الحركات الإسلامية فنشاطها يشغل بال العديد من مواطني هذه الدول ولذلك تستخدم كعصاة إرهاب نفسي تفرق المجتمع. ما يجب أن نتذكره أن الشعوب هي من تصنع الفزع وهي من تصنع الرموز،فإن أرادت أن توصل في المرحلة القادمة الإسلاميين فسيصلون وسيجلسون على سدة الحكم وإن أرادت الشعوب تحييدهم سيكونون مجرد حركة سياسية تمارس دورها مثلها مثل أي قوى سياسية أخرى..نعم هناك حراك سياسي إسلامي ولكن الشعب من خلال الصناديق من يقول نعم لمن.
جوزيف بشارة: فزاعة حقيقية
كاتب مصري
الكاتب المصري جوزيف بشارة يرى في الإسلاميين فزاعة حقيقية وليست وهمية.
ويقول بشارة: حين نتناول المخاطر والتهديدات التي يشكلونها فإننا لا نهوّل ولا نبالغ.
الإسلاميون يفزعون المطمئن ويروعون الهادئ ويهددون الأمن، وينبغي على الشعوب العربية أن تعي مخاطرهم الجمة على مستقبل بلدانهم ومنطقتهم وعالمهم.
جرجيس كوليزاده: تبرير غير إنساني
كاتب عراقي
ويرى الكاتب جرجيس كوليزاده في فزاعة الحكم الإسلامي المتشدد بأنها تبرير غير إنساني لاستخدام المجابهة الأمنية والقوة العسكرية المفرطة.
ويشير كوليزاده إلى ان هناك أسبابا تسوقها الأنظمة العربية المستبدة بخصوص تضخيم دور الحركات الإرهابية والتيارات الإسلامية المتشددة في حركة الثورات والاحتجاجات الشبابية واتهامها بمحاولة الاستيلاء على الحكم منها تبرير استعمال القوة العسكرية أمام المجتمع الدولي بحجة الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلام.
واستخدام بعض حركات التشدد الإسلامي بحكم وجود علاقات مخابراتية معها لاستخدامها كأوراق سياسية ضد الثورات حسب مصالحها الداخلية والإقليمية لان بعض الأنظمة هي الجهة المصنعة والممولة لتلك المنظمات الإرهابية إضافة إلى أسباب أخرى.
سلوى السعيد: دول "متشددة"
كاتبة كويتية
الكاتبة الكويتية سلوى السعيد ترجح فرص قيام دول إسلامية أو بالأحرى دينية، لكن ذلك يجب ان لا يخيفنا، ما يجب أن نقلق بشأنه هو قيام دول متشددة في أي اتجاه كان، فأياً كانت هوية الدولة الجديدة عليها أن تطرح نموذجا عقلانياً متوائما مع العصر لتكون فاعلة وقادرة على الاستمرار.
التعليقات
اسواء الثورات وافضله
صلاح الدين -افضل الثورات واسوئها على الطلاق 1 السورية 2 اليبية 3 اليمنية 4 البحرينية ... اما اسواء الثورات هي المصرية