حرب "إبسوس" تفتح معركة العاصمة بين "الرياض" و"الجزيرة"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ازدادت حدة التوتر بين الصحيفتين العاصميتين في السعودية حينما ألغيت مناظرة كانت ستعقد بين رئيسي التحرير بسبب عدم تكافؤ الوقت بين المناظرين، بحسب معلومات تسربت لـ"إيلاف"، وتزداد خصومة المؤسستين الإعلاميتين علناً؛ في ظل رقي عبر تويتر لما لعبت به الأرقام في خصومة صحيفتين على أكثرية التوزيع.
الرياض: علمت ldquo;إيلافrdquo; أن سبب إلغاء المناظرة المنتظرة وانسحاب رئيس تحرير جريدة الرياض تركي السديري من مناظرة كانت ستنقل عبر قناة العربية الأربعاء، يعود إلى اعتراضه على "عدم تكافؤ الوقت" الذي كان سيمنح له.
وقالت المصادر ذاتها، إن الترتيبات قضت بأن يتحدث رئيس تحرير الجزيرة خالد المالك، ثم يرد السديري خلال نشرة الرابعة، إلا أن المالك طلب أن يفند رد السديري، فوافقت القناة وهو ما أغضب السديري وأثار اعتراضه ومن ثم إعلانه عدم الخروج في البرنامج.
هذا الانسحاب لم تجعله جريدة الجزيرة، وهي خصم لدود، يمرّ مرور الأصدقاء، بل جعلت منه خبرًا جديدًا طغت به على أكثر من مجرد نتائج ldquo;إبسوسrdquo; وعلقت فيه في موقعها الإلكتروني أن ldquo;السديري يخيب آمال المتابعين وينسحب من مناظرة المالكrdquo;، فيما حاولت ldquo;إيلافrdquo; التواصل مع السديري، إلا أنها لم تجد حظوتها في ذلك أيضًا.
وكانت جريدة الجزيرة السعودية ردت الأربعاء في إطار معركتها ldquo;المناطقيةrdquo; الثنائية على نيران التشكيك التي أطلقتها منافستها جريدة ldquo;الرياضrdquo; بعد أن اتهمت الأخيرة في عدد الثلاثاء ldquo;الجزيرةrdquo; بشراء وهم التفرد والحصول على مركز الصدارة في نسبة التوزيع بالمنطقة الوسطى التي تضم في سوقها الأكبر منطقة العاصمة الرياض.
اقرأ أيضًاداحس إبسوس وغبراء الصحف السعوديةالصحف السعودية تنشغل بالأرقام في حرب "الورق"وصعدت "الجزيرة" خصامها إلى أن طغى على صفحات عددها اليوم، حيث حمل تقريرها المندرج تحت عنوان "أين كانت اتهامات صحيفة الرياض لدراسات (إبسوس) خلال السنوات الماضية؟" حيث تضمن العنوان المصاغ باستفهام السؤال اليوم، ردًا على تقرير "الرياض" التشكيكي أمس الثلاثاء بكل دراسات المركز.
وطالبت جريدة الجزيرة من ldquo;زميلتهاrdquo; الرياض وفق مناداتها لها كما ذكرت في تقريرها، أن تبادر معالجة الخلل في تبوّئها لهذا المركز في محيط منطقة الرياض، وقالت الجزيرة إنها لا تلوم أي صحيفة بنتائج مركز ldquo;إبسوسrdquo; وأن تنفعل ولا تكاد تصدق تلك الأرقام والإحصاءات التي لا تخطئها العين وفق وصفها.
وقال تقرير الجزيرة اليوم إنه لا يلوم "الرياض" في التشكيك كونها "اعتادت وفي كل مناسبة أن تضع نفسها مقيّماً لمستواها ولمستوى زميلاتها دون أن تتقبل وجهة نظر غيرها فيها" معتبرة الجزيرة أن "الرياض" تحرم غيرها من نيل التفوق وتسمح لنفسها فقط نيل الجوائز.
ودافعت ldquo;الجزيرةrdquo; عن مركز ldquo;إبسوسrdquo; ونتائج دراساتها، متسائلة كذلك وفق الصور كيف لجريدة الرياض أن تعتمد على نتائج ذات المركز في أمر يخص جريدة الرياض، مردفة في فقرة ضمن تقريرها إثباتًا على الاعتماد العالمي الذي يحظى به مركز ldquo;إبسوسrdquo;، حيث شارك مع وكالة ldquo;رويترزrdquo; في استطلاعات الرأي عن الانتخابات الأميركية بعد المناظرة الأولى بين المرشحين أوباما ورومني.
وأضافت أن اتهام ldquo;الرياضrdquo; لزميلاتها الصحف الأخرى ولو بشكل غير مباشر بأن علاقتها بـ(ابسوس) تقوم وتعتمد على تزييف الأرقام وفقاً لمن يدفع أكثر، هو اتهام خطير كان على الصحيفة أن توثّقه، متسائلة الجزيرة التي توزع ldquo;مجانًاrdquo; في بعض جامعات العاصمة ببراءة وفق عنوانها، أيهما أفضل أن تقوم الصحيفة (أي صحيفة) بتوزيع أعداد منها في الجامعات ضمن رعاية كراسيها في هذه الجامعات، وحيث البيئة النخبوية من القرّاء، أم تقوم الصحيفة (أي صحيفة) بتوزيع أعداد منها على محطات الوقود حيث تقدّمها مجاناً لزبائنها (جريدة الرياض).
تويتر يكشف الخلل الإعلامي
القرّاء في عالم الخصام الذي ظهر علنًا أمامهم بين جريدتي "الرياض" و"الجزيرة" شكل لهم نقطة انجذاب قليلاً لمن كان مغمورًا بالترقب للخصومة، وتنفيرًا لعدد كبير منهم نحو صحف أخرى، بعد أن تكشفت وفق وصف أحدهم عبر تويتر "قيمة الصحف العالمية التي تبتعد عن التشكيك في ما بينها".
ساحة تويتر كانت عقلانية إلى حد كبير في تحليل سر خصومة جريدتي الرياض والجزيرة، التي يترأس الأولى رئيس هيئة الصحافيين السعوديين تركي السديري، بينما يرأس تحرير الجزيرة خالد المالك، الذي يعد كذلك أحد كبار رؤساء التحرير في السعودية.
واعتبر المغردون في عالمهم عبر هاشتاق ldquo;الجزيرة_والرياضrdquo; أن حرب الإعلام كشفت قصور الدور الإعلامي في المملكة حسب تعليق تركي المطيري، بينما رأى ماجد الشهري أنه ldquo;لكل بداية نهاية وأنه بعد تويتر لم يعد يهتم بها ويقرأها سوى المسؤول لأنها تُلمع صورته وتغطي فساده، اما نحن فلا حاجة لنا بهاrdquo;.
اتحاد الوسائل الإعلامية السعودية
طالب الإعلامي السعودي ياسر الغسلان في مقالة حملتها مفكرته الإعلامية بإنشاء "اتحاد للوسائل الإعلامية السعودية" يقضي على التشكيك الذي يصاحب نتائج البحث والإحصاء، حيث رأى أن إنشاء إتحاد للوسائل الإعلامية السعودية يكون مدعومًا ماليًا من قبل الشركات و الوسائل الإعلامية هو الحل المنطقي لخلق توازن يخدم مصالح قطاع الإعلام والإعلان السعودي.
وقال الغسلان إنه يمكن أن يتحقق الهدف عبر إجراء مسوحات شهرية على المقروئية و المشاهدة و الإنتشار وفق أسس إحصائية سليمة و ذلك بالتحالف مع منظمات دولية معنية بتقصي معدلات الإنتشار، وعن نتائج مسوحات الشركات البحثية الأخيرة دوّن الغسلان أن "المتضررين أكثر من المستفيدين والإرباح التي تجنيها الشركات التي تتلاعب بالحقائق تحقق ذلك على حساب شركات سعودية تعمل على توظيف آلاف المواطنين وتقوم بدورها الإجتماعي والوطني.