أخبار

قال إنه أمير في بلاده وجندي عادي بنظر الحركة

قائد في طالبان: الأمير هاري أفلت من مخططات عدة لقتله

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أكد قائد عسكري في طالبان الأفغانية أن الأمير هاري كان الهدف رقم واحد لحركته التي ظلت تخطط لاغتياله في عملية تهزّ الغرب، ووصف الأمير البريطاني بالمقاتل الأميركي، الذي وإن عومل كأمير في بلاده إلا أنه يبقى جنديًا عاديًا بنظر طالبان.

ما إن وطأت قدم الأمير هاري، حفيد ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، أرض أفغانستان لقضاء فترة من الخدمة العسكرية، حتى أصبح الهدف رقم واحد لمقاتلي طالبان. وعقد قادة طالبان العزم من أجل قتله أو القبض عليه في عملية كانوا يأملون أن تهزّ الغرب.

أمير في بلاده فقط
وكشف قائد عسكري في طالبان أن الحركة نفَّذت مخططات عديدة لخرق الحاجز الأمني الذي أُحيط به الأمير البريطاني. وقال القائد العسكري قاري نصر الله في مقابلة أجرتها معه صحيفة الديلي ميرور البريطانية في مجمع محاط بحراسات مشددة قرب مدينة بيشاور شمال غرب باكستان: "عندما جاء أميركم إلى أفغانستان، وراح يقود مروحيته الأباتشي ويقصف المجاهدين، كان هذا يعني أن مقاتلينا لا ينظرون إليه بمحبة كما تنظرون أنتم إليه. وبقدر تعلق الأمر بالمجاهدين، كان الأمير هاري جنديًا اعتياديًا يقاتل من أجل الأميركيين. هكذا ننظر نحن إليه. فهو قد يكون أميرًا في بريطانيا، ولكنه بالنسبة إلينا مجرد جندي اعتيادي".

وتابع القائد العسكري نصر الله "إن مخططات عديدة رُسمت للقبض عليه، لكنه تمكن من الإفلات منها، ربما لحسن حظه". وكان الأمير هاري، نجل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، خدم مرتين مع القوات البريطانية في أفغانستان.

لكن وللمرة الأولى في عام 2008 عندما خدم ضابطًا في سلاح المشاة، يستدعي طائرات التحالف الأطلسي لقصف مقاتلي طالبان، ولم تستمر خدمته إلا 10 أسابيع، ثم أُعيد إلى بريطانيا، بعدما خرقت وسائل إعلام التعتيم الشديد على أخباره، بالكشف عن وجوده في أفغانستان.

وخدم الأمير مرة ثانية برتبة كابتن في طيران الجيش يقود مروحية. وفي غضون أيام من وصوله، تعرّضت القاعدة البريطانية الرئيسة، التي كان فيها، لهجوم بدأ بتقدم انتحاريين يقودون سيارات ملغومة، حاولوا فتح ثغرة في دفاعات القاعدة، ثم اندفع مقاتلون آخرون لاقتحام القاعدة، مستخدمين قاذفات صاروخية والكلاشنكوف. استمرت المعركة 4 ساعات، وقُتل فيها 15 من مسلحي طالبان وجنديان أميركيان، ودُمّر عدد من الطائرات والمروحيات.

سُئل نصر الله بوصفه القائد العسكري لحركة طالبان في إقليم كونار شرق أفغانستان عن موقف طالبان من الصحافيين الأجانب وشعوره إزاء صحافيين قُتلوا بنيران طالبان، بينهم روبرت هامر مراسل صندي ميرور، الذي قُتل بإحدى قنابل طالبان في هجوم عام 2010، والمصوّر الصحافي فيليب كوبرن الذي فقد ساقيه.

تأثروا فأسلموا
وبعدما اخذ نصر الله نفسًا طويلًا، قال "إن العديد من الصحافيين الأجانب كانوا يُعاملون باحترام من جانب إمارة أفغانستان الإسلامية خلال حكم طالبان. وكان هناك صحافيون بلغ بهم التأثر إلى حد اعتناقهم الإسلام بعد زيارة أفغانستان". وتابع القائد العسكري نصر الله "في ظل حكمنا في أفغانستان كان الصحافيون موضع احترام، بل وتكريم أيضًا. أما اليوم فلا يمكننا أن نأخذ المسؤولية على عاتقنا، لأننا في حالة حرب".

وعن إدعاءات حلف الأطلسي والسياسيين الغربيين بأن غالبية الضحايا المدنيين الأفغان تُقتل بقنابل طالبان، قال نصر الله "إن العالم أجمع يعرف أن القوات الأجنبية دخلت أفغانستان، وعانى الأفغان من استهداف أعراسهم ومآتمهم والكثير من أهلهم. والمدنيون الوحيدون الذين ربما تضرروا من أفعالنا هم أولئك الذين يعيشون قرب قواعد أطلسية، ويُعدون أعوانًا لقواتها. إذهبوا إلى إقليم كونار، دائرة مسؤوليتي، لتروا بأعينكم كم من الأطفال هناك عانوا بسبب الغارات الجوية لطائرات الأطلسي، وكم من حفلات الزفاف قُصفت. لماذا أنتم البريطانيين لا تلاحظون ذلك؟".

بعين واحدة
وقال نصر الله "إذا أصاب المجاهدون رجلًا واحدًا بطريق الخطأ، فالعالم الخارجي كله يلاحظ ذلك. لماذا لا تلاحظون أنتم البريطانيين أعمال القتل، التي يرتكبها الأميركيون في أفغانستان، النساء والأطفال الذين يُقتلون وهم يرعون قطعانهم في الجبال؟".

وكانت إدارة بوش قررت غزو أفغانستان عام 2001 بدعوى استضافتها تنظيم القاعدة المسؤول عن هجمات 11 أيلول/سبتمبر في ذلك العام. وسُئل القائد العسكري نصر الله إن كانت طالبان تريد الدخول في حروب يشارك فيها تنظيم القاعدة بنشاط، مثل سوريا، وما إذا كان من الممكن أن تعود أفغانستان قاعدة لجماعات إرهابية، مثل القاعدة.

فكانت إجابة نصر الله حمّالة أوجه حين رد بالقول: "نحن متفائلون بمستقبل أفغانستان وفي عجلة لإقامة حكومة. والحمد لله معنويات مجاهدينا عالية. إن لطالبان أفغانستان مشاكلها، وإن إمارة أفغانستان الإسلامية وشعبها ليسوا بلا هموم. ليست هناك حدود للجهاد، ونستطيع الذهاب إلى أي مكان للجهاد. ولا أعرف إن كان هذا مؤشر خطر بالنسبة إلى بقية العالم". وقالت صحيفة الديلي ميرور إن ترتيب اللقاء مع القائد العسكري قاري نصر الله استغرق خمسة أشهر من المفاوضات المكثفة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف