قمة لدول آسيا-المحيط الهادىء في بالي والغائب الاكبر أوباما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نوسا دوا: تلتقي دول آسيا المحيط الهادىء اعتبارا من الاثنين في بالي في اطار قمة مهددة بالفشل بسبب الغاء مشاركة الرئيس الاميركي باراك اوباما من جراء ازمة الميزانية في الولايات المتحدة. فقد اضطر الرئيس الاميركي الى الغاء كامل جولته التي كانت مقررة الاسبوع المقبل في آسيا بسبب شلل الادارة الفدرالية في الولايات المتحدة المستمر منذ الثلاثاء.
وكان من المقرر ان يشارك اوباما في جزيرة بالي الاندونيسية في قمة "منتدى التعاون لدول آسيا-المحيط الهادىء" (ابيك) ثم في قمة منظمة دول جنوب شرق آسيا (اسيان) وشرق آسيا اعتبارا من الاربعاء قبل ان يختتم جولته في ماليزيا والفيليبين.
وغياب الرئيس الاميركي يسيء الى الجهود التي تبذلها واشنطن بهدف دفع مشروع قيام منطقة شاسعة للتبادل الحر تضم 12 بلدا في المنطقة باستثناء ملفت للصين. وتعمل الولايات المتحدة على هدف طموح للوصول الى اتفاق بحلول نهاية السنة لتحقيق مشروع هذه الشراكة عبر ضفتي المحيط الهادىء التي ستضم 40% من اجمالي الناتج العالمي.
وكان يفترض ان يشارك اوباما في قمة على هامش ابيك مع الدول الاحدى عشرة الاخرى التي انطلقت في المفاوضات من اجل تحقيق هذه الشراكة عبر ضفتي الهادىء. ويفترض ان تضم هذه الشراكة اليابان واستراليا وبروناي وكندا وتشيلي وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا والبيرو وسنغافورة والولايات المتحدة وفيتنام.
وكانت بكين تعارض في البداية مشروع الشراكة الذي اطلق بمبادرة الولايات المتحدة، لكن موقفها تبدل مما ينعش الامال لدى شركائها التجاريين. والاسبوع الماضي اكد رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ امام المنتدى الاقتصادي العالمي "انفتاحه" امام مشروع الشراكة.
لكن الهدف الاميركي بتوقيع هذه الشراكة بحلول نهاية العام يبدو طموحا للغاية كما لفت جاينت مينون الخبير لدى بنك التنمية الاسيوي. وقال هذا الخبير "لا اعتقد ان ذلك سيتم هذه السنة ... وان تم ستكون شراكة مصغرة الى الحد الادنى لتصبح بدون اهمية".
وغياب اوباما سيعوق ايضا احراز تقدم في الملفات الدولية التي تبحث بانتظام على هامش قمة من هذا النوع وبخاصة كوريا الشمالية وسوريا. وكان المستشار الدبلوماسي في الكرملين يوري اوشاكوف لفت الخميس الى امكانية عقد لقاء حول النزاع السوري بين اوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيكون حاضرا في ابيك.
لكن في المقابل كان يفترض عقد لقاء السبت بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يمثل اوباما مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقد تحادث بوتين واوباما للمرة الاخيرة بشأن الازمة في سوريا اثناء اجتماع منفرد على هامش قمة مجموعة العشرين في ايلول/سبتمبر في مدينة سان بطرسبورغ.
وفي نهاية الشهر نفسه تبنى مجلس الامن الدولي قرارا بشأن تفكيك الترسانة الكيميائية السورية على اثر التوصل الى اتفاق بين موسكو وواشنطن. الى ذلك فان غياب اوباما يترك المجال حرا امام الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي انطلق بحملة تودد في جنوب شرق آسيا بهدف الوقوف امام طموح اوباما لجعل الشرق الاقصى "محور" سياسته الخارجية.
وفي هذا الصدد اعتبر يان ستوري المحلل في معهد سنغافورة لدراسات الجنوب الشرق الاسيوي "ان المنبر بات لشي وحده فيما تبدو الولايات المتحدة ديمقراطية ضعيفة". واضاف "في هذه الاثناء تحظى الصين على ما يبدو بالمال والثقة كما تنعم بالاستقرار نسبيا".
وقد بدأ شي الخميس امام البرلمان الاندونيسي جولة اقليمية تهدف الى تعزيز العلاقات مع جنوب شرق اسيا وبخاصة الى تهدئة التوترات التي اثارتها الخلافات في بحر الصين الجنوبي بين بكين وبعض جيرانها.
وهذا الموضوع قد يبحث في بالي وكذلك الخلاف المماثل بين طوكيو وبكين. لكن عقد لقاء بين شي ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي امر غير مرجح بحسب الخارجية الصينية.