أخبار

خبراء: جلوس الحكومة والمعارضة للحوار ليس أمرًا هيّنًا

تفكيك ترسانة الأسد الكيميائية قد يكون أسهل من عقد مؤتمر للسلام

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بدأت الامم المتحدة عملية محفوفة بالمخاطر لتفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية لنظام بشار الأسد، ورغم أنّ النظام يبدو متعاونًا إلى حدّ اللحظة، إلا أنّ خبراء ومحللين يستبعدون أن يتم الحوار مع المعارضة بالشكل ذاته.

نيويورك: يؤكد دبلوماسيون وخبراء أن تفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية سيكون اسهل من اقناع الحكومة السورية والمعارضة بالجلوس على طاولة واحدة للتفاوض على انهاء النزاع الدامي الذي اودى بحياة اكثر من 110 آلاف شخص خلال عامين ونصف عام.

وبدأت الامم المتحدة عملية محفوفة بالمخاطر لتفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية، وتعتبر أن نظام الرئيس بشار الاسد متعاون حتى اللحظة.

وبالتوازي، يأمل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بعقد مؤتمر في جنيف في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر يسمى "جنيف 2" بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة المسلحة. الا أن المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي يشكك في امكان عقد هذا المؤتمر في الموعد المذكور.

ويخوض الطرفان، منذ 30 شهرًا، حربًا بلا هوادة اسفرت عن اكثر من 110 آلاف قتيل في ظل استمرار تدفق الاسلحة الى البلاد.

ويؤكد احد الدبلوماسيين أنه "حتى اللحظة لا يزال كل من الجانبين يعتقد بامكان حسم الحرب لصالحه، فيما يرى الخبراء أن لا مفاوضات قبل أن يصبح الطرفان منهكين بالكامل، وهو ما ليس حاصلاً حاليًا".

واعلن النظام السوري والمعارضة على السواء موافقتهما على المشاركة في مؤتمر جنيف 2 إلا أنهما وضعا شروطًا لذلك.

ويتم التعويل على مؤتمر جنيف 2 لبلورة صيغة تنفيذية لاتفاق للانتقال السياسي تم التوصل اليه بين القوى الكبرى نهاية حزيران/يونيو 2012 في جنيف. ويبقى التحدي اتفاق النظام والمعارضة على حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تمهيدًا لإجراء انتخابات حرة.

وردًا على سؤال نهاية الاسبوع الماضي عن امكان عقد مؤتمر جنيف 2 اواسط تشرين الثاني/نوفمبر، اقر الابراهيمي بأن هذا الامر "ليس حتمياً". ووصف وساطته بأنها "مهمة شبه مستحيلة".

وقد شكلت الحكومة السورية وفدها الى مؤتمر جنيف 2 برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم الا أنها ترفض أن يكون مصير الرئيس الاسد موضع نقاش في المؤتمر. كذلك تشكك الامم المتحدة ومعها الغربيون في أن تكون لهذا الوفد قدرة حقيقية على اتخاذ قرارات.

واكد زعيم الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا الاثنين مشاركته في المؤتمر لكنه رفض التفاوض مع "نظام مجرم"، ولا مع ايران حليفة النظام السوري التي تسعى الى المشاركة في جنيف 2.

ولزيادة الامور تعقيدا، تبرّأ عدد من مجموعات المعارضة المتطرفة من الائتلاف السوري. وتوصلت روسيا الى قناعة بضرورة ارسال وفدين من المعارضة، في وقت تشدد الامم المتحدة على ضرورة ارسال وفد موحد.

ويؤكد دبلوماسي في الامم المتحدة أنه بالنسبة للابراهيمي، يبقى التحدي الحقيقي ايجاد وفد تمثيلي عن المعارضة وآخر حكومي لديهما القدرة على "دفع الامور الى الامام".

واسهمت الازمة التي تسببت بها المجزرة بالاسلحة الكيميائية التي شهدها ريف دمشق في 21 اب/اغسطس في تقريب وجهات النظر بين القوى الغربية، الا أنها لم تحسن علاقتها مع القوى المتحاربة.

وفي رأي ريتشارد غوان الاستاذ في جامعة نيويورك، فإن "العقبة الرئيسية امام جنيف 2 هي مأخذ مقاتلي المعارضة المتطرفين على الولايات المتحدة أنها لم تضرب الاسد" بعد 21 اب/اغسطس. ويضيف "واشنطن ستواجه صعوبة اكبر في تنظيم مفاوضات سلام".

اما وليام كيلور استاذ العلاقات الدولية في جامعة بوسطن فيؤكد أن دمشق تخشى من كون "روسيا، حليفتها منذ زمن طويل، باتت تتعاون مع بلدان تطالب بسقوط نظام الاسد".

لكن حتى اللحظة، لا التدمير المبرمج لترسانته الكيميائية ولا مؤتمر السلام الذي يلوح في الافق يبدو أنهما يربكان الرئيس السوري.

ويعتبر ديفيد بوسكو من جامعة "اميركان يونيفرسيتي" في واشنطن أنه "حتى وإن تعيّن عليه تقديم تنازلات في شأن الاسلحة الكيميائية، فإن التهديد الخطير الوحيد يبقى حصول تغيير في الوضع العسكري"، مضيفاً أن الاسد "يشعر بأن النظام يصمد جيداً والمعارضة تخسر في الميدان".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف