أخبار

رفض سياسة تكميم الأفواه ومضايقة الإعلام

الصدر يعتذر للسنة عن "عواء" مأجورين يشتمون الصحابة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فيما تستعد محافظات عراقية لتنفيذ إضراب عام غدًا الخميس احتجاجًا على قيام شبان شيعة بشتم الصحابة، وصف مقتدى الصدر هذه الشتائم بأنها "عواء جهلة مأجورين" وقدم اعتذاره الى السنة، وكذلك رفض سياسة تكميم الافواه ومضايقات الحكومة بحق الإعلام.

لندن: قال زعيم التيار الصدري ورجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إن من أطلق الشتائم بحق الصحابة هم من السذج وذوي العقول الناقصة والمأجورين الذين تسلموا الاموال من اسيادهم، مؤكداً أنهم لا ينتمون الى شيعة آل البيت. واعلن الصدر براءته من مطلقي هذه الشتائم مقدمًا اعتذاره لسنة العراق "عن هذا الفعل الذي يهدف من يقف وراءه الى تأجيج الطائفية". يذكر أنه خلال احياء الشيعة العراقيين لمراسم وفاة الامام التاسع لديهم محمد الجواد وزيارة ضريحه في منطقة الكاظمية في ضواحي بغداد الشمالية الاحد الماضي، ثمة شبان شيعة قادمون من مناطق في العاصمة اليها عبر منطقة الاعظمية السنية، حيث يربط بين الجانبين جسر الائمة، وكانوا يستقلون سيارة ويحملون مكبرات صوت، قاموا بترديد شعارات استفزازية لأهالي الاعظمية مصحوبة بسباب للصحابة وللسيدة عائشة زوجة النبي محمد التي تنتقدها ادبيات الشيعة لخروجها على خلافة الامام علي بن ابي طالب رابع الخلفاء الراشدين ورمز الشيعة وذريته ائمتهم الاثني عشر.

واضاف الصدر في حديث مع قناة البغدادية العراقية الليلة الماضية وتابعته "إيلاف" أن مثل "هذه الامور الخلافية العقائدية التاريخية يجب أن تكون تحت أطر وقوانين ونظم عقائدية، وتحت رعاية العلم والعلماء والمجتهدين والفضلاء لا أن تكون بطرق استفزازية وقحة من خلال بعض السذج والجهلاء وذوي العقول الناقصة الذين ارتفع عواؤهم في أروقة وشوارع الأعظمية وصاروا يهتفون بأمور إستفزازية". وقال إنه على يقين بأنهم لايعون ما يقولون سوى الدراهم التي أخذوها من أسيادهم لتأجيج الطائفية وتثبيت الكرسي ليس إلا.

وأشار إلى أن ما سيحدث من تداعيات بعد هذه الحادثة والسابقة الخطيرة فهو برقبة اصحاب تلك الشعارات وقدم اعتذاره الى سنة العراق عمّا صدر ممن قال إنهم يدعون بأنهم شيعة، مشددًا على أن من يقوم بهذه التصرفات ليس شيعياً، وهو بعيد كل البعد عن مذهب أهل البيت. وحيا جميع سنة العراق ممن ابتعدوا عن الطائفية والتشدد العقائدي وممن رفضوا الارهاب والقاعدة والمفخخات واعمال العنف التي تحدث في العراق.

وقد اثارت فعلة الشبان هؤلاء غضبًا لدى سنة البلاد، فأعلنت اللجان الشعبية للتظاهرات والاعتصامات في المحافظات السنية الست الانبار وكركوك وديالى ونينوى وصلاح الدين ومناطق من بغداد التي تواصل حراكًا شعبيًا احتجاجيًا ضد الحكومة منذ اواخر العام الماضي عن تنفيذ إضراب عام غدًا الخميس احتجاجًا على استهداف الرموز الدينية. وقال المتحدث باسم هذه اللجان محمد الحمدون في بيان "إن المحافظات الست المنتفضة ستنفذ إضراباً عاماً يوم الخميس المقبل احتجاجاً على استهداف الرموز الدينية التي تعتبر من اهم المقدسات لدى السنة". وطالب الحكومة المركزية بالتدخل لمحاسبة جميع المتجاوزين على الرموز الدينية.. مهددًا "برد مناسب تجاه هذا التحدي الذي تجاوز جميع الخطوط الحمراء" من دون توضيح ماهية هذا الرد.

وتأتي هذه الحادثة لتصب الزيت على نار الفتنة الطائفية في البلاد التي تتصاعد مؤخراً عبر استهداف مساجد الشيعة والسنة بالتفجيرات، اضافة الى خطف واغتيال خطبائها ومؤذنيها ومرتاديها وخاصة في ايام الجمعة. يذكر أن العراق يشهد منذ شهر نيسان (ابريل) الماضي تصاعدًا في أعمال العنف بينها تلك التي تحمل طابعاً طائفياً بين السنة والشيعة في بلاد عاشت نزاعًا داميًا بين الجانبين قتل فيه الآلاف بين عامي 2006 و2008 وتسبب بهجرة عشرات الآلاف من مناطق سكنهم.

يذكر أن محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.

رفض سياسة تكميم الافواه ومن جهة أخرى، رفض الصدر سياسة تكميم الافواه التي تتبعها الحكومة وأدان المضايقات الرسمية الحكومية التي تتعرض لها قناة البغدادية، وحذر من " سياسة تكميم الافواه الحقة وما تتعرض له القناة مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية التي ستجري في نهاية نيسان (أبريل) المقبل. واكد اهمية أن يكون الاعلام حرًا وأن يعمل بكل شفافية".. وشدد بالقول إنه "بوجود الاعلاميين والبرلمانيين المخلصين سنتخلص من الفساد والمفسدين".

وكانت قوات الامن العراقية قد اعتقلت ليل الاحد الماضي كادر قناة "البغدادية" المستقلة في محافظة الناصرية جنوب العراق لعدة ساعات بدعوى خرق حظر التجوال المفروض على محافظات البلاد قبل أن تفرج عن افراد الفريق بكفالة. وعلى إثر عملية الاعتقال التي دامت حتى صباح الاثنين انتهت بدفع كفالة مالية تبلغ نحو خمسة ملايين دينار (حوالي اربعة آلاف دولار) قدم مدير صحة المحافظة سعد الماجد استقالته احتجاجًا على تصرف السلطات وفقًا لمتحدث باسمه. واجرت البغدادية التي تبث من القاهرة لقاء مباشرًا مع الماجد ضمن برنامج يتناول القضايا الخدمية يطلق عليه اسم "ساعة ونصف". وكانت السلطات العراقية في بغداد اغلقت في وقت سابق مكتب البغدادية التي اشتهرت ببرامج تلقي الضوء على ملفات الفساد المالي من دون أن توضح هيئة الاعلام والاتصالات أسباب الاغلاق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف