أخبار

القوميون يشنون حربًا ضد اللغة الكردية

الاصلاحات لتعزيز حقوق الأقليات توقظ الحماس القومي في تركيا

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أثارت ملصقات تم نشرها في تركيا باللغتين التركية والكردية لتقديم التهنئة بعيد الأضحى، غضب القوميين الذين يعتبرون حزب العمال الكردستاني إرهابيًا، داعين للحفاظ على اللغة التركية كلغة واحدة في بلد واحد وغير مقسم.

انقرة: ادت سلسلة الاصلاحات التي كشفت عنها الحكومة التركية الاسلامية المحافظة لتوسيع حقوق الاقليات الى ايقاظ الفصيل الاكثر قومية في البلاد،حيث اعتبرها ضربة الى الشعور القومي.وعكست ثورة الغضب القومية التي ابداها رئيس بلدية فتحية في جنوب غرب تركيا في الاسبوع الفائت الاستياء الذي اثارته "الرزمة الديموقراطية" التي بادر اليها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. فقد اعرب العضو في حزب الحركة القومية اليميني المتشدد بهجت ساعتجي عن معارضته لإرادة الحكومة عبر نشر ملصقات ساخرة في بلدته تتمنى للسكان عيد أضحى سعيداً باللغتين التركية والكردية.وختمت رسالته "هل فهمتم؟..لهذا السبب هناك أمة واحدة وبلد واحد ولغة واحدة وراية واحدة ودولة واحدة!" فرئيس البلدية الغاضب لطالما اعرب عن استيائه. ويقول: "احد اهم العوامل في وحدتنا في مساحة الاناضول الجغرافية يكمن في نقاء لغتنا التركية"، على ما كرر في الصحف التركية. وتابع: "في فترة الامنيات هذه اردنا التشديد على أن لغتنا هي احد مفاتيح وحدة اراضينا".لكن فيما لم يبرز حتى الآن أي مثيل لساعتجي في سائر انحاء البلاد، فإن مبادرته المليئة بالتحدي بعيدة كل البعد عن إثارة السخرية.ففي خضم محادثات السلام مع متمردي حزب العمال الكردستاني اجاز اردوغان في 30 ايلول/سبتمبر التعليم باللغة الكردية في المدارس الخاصة واستخدام عدد من الاحرف الخاصة باللغة الكردية واستعادة الاسماء الكردية الاصلية للمدن الكردية التي غُيّرت اسماؤها. كما الغى قسم الولاء لتركيا، الذي يؤديه كل صباح ملايين التلاميذ في البلاد، ويعلن "ما اسعد من ينتمي الى تركيا".لكن هذه الاجراءات لا تزال بعيدة عن ارضاء ممثلي حوالي 15 مليون كردي في البلاد من بين 75 مليون نسمة اغلبيتهم من المسلمين السنة. ويطالب الحزب والنواب الاكراد بحق التدريس بلغتهم في المدارس الرسمية والاعتراف بهويتهم في الدستور.لكن مبادرة اردوغان تجاه اقليات البلاد أثارت على الاخص غضب الكثير من الاتراك الذين يعتبرون حزب العمال الكردستاني حركة "ارهابية". ووصف رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي الاصلاحات بأنها "مخزية" و"كابوس" محذراً من عواقبها. وصرح "من فضلك، السيد رئيس الوزراء، هل لك أن تقول لنا لماذا تحرجكم الهوية التركية الى هذا القدر؟"فيما لم يقتصر الغضب على المعارضة، اثارت بعض عناصر "الرزمة" انزعاجًا في صفوف الحكومة نفسها. واقر وزير سابق لحزب العدالة والتنمية الحاكم لفرانس برس بأن "تعريف التركي المكرر في قسم الوفاء لا يحمل أي شعور عنصري. وهو لا يركز على الجذور الاثنية"، مندداً بإلغائها.بالرغم من هذه الانتقادات حافظ اردوغان على الحزم في مواقفه. فالعودة عن الغاء القسم الشهير غير واردة. وصرح رئيس الحكومة "لا يمكن لاحد أن يكون تركيًا لمجرد أنه يتلو كل صباح +انا تركي+". واضاف "هذا الامر ليس موجوداً في أي مكان آخر في العالم". لكن حزب الحركة القومية قرر في مبادرة لا تسعى بأي شكل الى تأييد اردوغان اطلاق عملية لطرد رئيس بلدية فتحية من صفوفه. فالحزب الذي لم يبالِ بنبرة رسالته الساخرة اعتبر أنه انتهك احد قوانينه الداخلية باستخدام اللغة الكردية.وعلق بهجلي بجدية: "إنها مبادرة تنتهك مبادئ حزب الحركة القومية...بالتالي سنقوم بكل ما يلزم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف