أخبار

سنودن مستمر في إحراج إدارة أوباما

فرنسا والمكسيك تطلبان إيضاحات أميركية بشأن التجسس

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شددت فرنسا والمكسيك اليوم الاثنين لهجتهما تجاه الولايات المتحدة، وطالبتاها بايضاحات إثر كشف معلومات جديدة حول التجسس الاميركي، ما دفع بباريس إلى استدعاء السفير الأميركي لديها احتجاجا على ما أسمته "ممارسات غير مقبولة".

بيروت: في دلالة واضحة على خطورة الازمة بين فرنسا والولايات المتحدة، بعد انكشاف أمر التجسس الأميركي على باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه استدعى فورًا سفير الولايات المتحدة في باريس، وذلك لدى وصوله إلى اجتماع اوروبي في لوكسمبورغ.

واعتبر وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس أن المعلومات عن تجسس وكالة الامن القومي الاميركية على اتصالات الفرنسيين تثير الصدمة، وتستدعي تقديم ايضاحات دقيقة من السلطات الاميركية خلال الساعات المقبلة.

وطلبت فرنسا الاثنين من السفير الاميركي أن يقدم لها ضمانات بعدم اجراء تنصت على اتصالات فرنسيين بعد الان على اثر الكشف عن معلومات جديدة بحسب الخارجية الفرنسية. واستقبل مدير مكتب وزير الخارجية لوران فابيوس، اليكساندر زيغلر السفير الاميركي تشارلز ريفكين.

وصرح نائب مدير قسم الاعلام في الوزارة اليكساندر جيورجيني في لقاء صحافي "ذكرناه بان هذا النوع من الممارسات بين شركاء غير مقبول البتة وينبغي تقديم ضمانات لنا بانها لن تجري" بعد الان.
وطلبت باريس "تقديم رد ملموس في اقرب وقت على مخاوفنا".

وسيبحث فابيوس هذا الموضوع مع نظيره الاميركي جون كيري في لقاء مرتقب في مقر الخارجية الفرنسية الثلاثاء قبل اجتماع لاصدقاء سوريا في لندن. واوضح جيورجيني ان "لقاء فابيوس ونظيره الاميركي صباح غد سيتناول بشكل اساسي الوضع في سوريا والملفات الاقليمية لكن سيجري التطرق الى هذه المسألة".

غير مقبول

واستند موقع صحيفة لوموند الفرنسية الإلكتروني إلى وثائق سربها العميل السابق في وكالة الامن القومي الاميركية ادوارد سنودن في حزيران (يونيو) الماضي ليكشف أن الوكالة الاميركية سجلت 70,3 مليون تسجيل لمعطيات هاتفية للفرنسيين طيلة ثلاثين يوما، بين 10 كانون الاول (ديسمبر) 2012 و8 كانون الثاني (يناير) 2013.

وقال فالس: "في ظل تقنيات الاتصال الحديثة، يجب بطبيعة الحال وضع قواعد، وهذا الامر يعني كل البلدان، واذا كان بلد صديق أو حليف يتجسس على فرنسا او على بلدان اوروبية اخرى، فإن هذا الامر غير مقبول بتاتًا".

واضافت لوموند أن الوكالة الاميركية تستعمل عدة سبل لجمع المعلومات. فعندما يتم استخدام بعض ارقام الهاتف في فرنسا، تقوم بتفعيل اشارة تطلق تلقائيًا عملية تسجيل بعض المكالمات. كذلك شمل التنصت الرسائل الهاتفية القصيرة ومضمونها بالاستناد إلى كلمات مفاتيح. واخيرا، تحتفظ وكالة الامن القومي الاميركية بشكل منهجي بسجل الاتصالات لكل رقم مستهدف.

أطراف ثلاثة

تعطي الوثائق المسربة ايضاحات كافية تدفع إلى الاعتقاد بأن اهداف وكالة الامن القومي الاميركية تشمل اشخاصًا يشتبه في علاقتهم المفترضة بنشاطات ارهابية، او لمجرد انتمائهم إلى اوساط الاعمال أو السياسة أو إلى الادارة الفرنسية.

يندرج هذا النشاط التجسسي في برنامج يو اس-985 دي، التي قالت لوموند إنه لم يعرف معناه بدقة حتى الآن، استنادا لوثائق سنودن، ولا من عناصر سابقة في وكالة الامن القومي الاميركية. ومن باب المقارنة، ذكرت الصحيفة العناوين التي استخدمتها الوكالة الاميركية لطريقة الرصد نفسها التي استهدفت المانيا وهي "يو اس-987 ال ايه" و"يو اس-987 ال بي".

ورجحت أن تكون سلسلة الارقام تلك تطابق الدائرة التي تصفها الولايات المتحدة بانها الطرف الثالث الذي تنتمي اليه فرنسا والمانيا، وكذلك النمسا وبولندا او بلجيكا. أما الطرف الثاني فهو مجموعة البلدان الانغلو-ساكسونية القريبة تاريخيًا من واشنطن، مثل المملكة المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلندا، والمعروفة باسم "فايف آيز" أو العيون الخمس، بينما يشير الطرف الاول إلى اجهزة الاستخبارات السرية الاميركية.

والمكسيك أيضًا!

كذلك طلبت الحكومة المكسيكية أمس الاحد ايضاحات من واشنطن، اثر كشف مجلة شبيغل الالمانية معلومات تفيد بأن اجهزة الاستخبارات الاميركية تجسست على رسائل الكترونية للرئيس المكسيكي السابق فيليبي كالديرون.

وافادت شبيغل الاحد، استنادًا إلى الوثائق التي كشفها سنودن، بأن وكالة الامن القومي الاميركية تجسست على اتصالات الحكومة المكسيكية طيلة سنوات. وقالت وزارة الخارجية المكسيكية إن هذه الممارسة غير مقبولة البتة، وغير مشروعة، ومخالفة للقانون المكسيكي والقانون الدولي، وطالبت بتحقيق في اقرب وقت ممكن.

وعلقت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف الشهر الماضي زيارتها إلى الولايات المتحدة، بعد كشف معلومات حول التجسس الاميركي على اتصالاتها الخاصة واتصالات اقرب معاونيها، وعلى اتصالات شركات كبرى مثل عملاق النفط البرازيلية بتروبراس. ووعد الرئيس باراك اوباما حينها بفتح تحقيق حول المسالة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف