أخبار

وعد الراعي خلال زيارته قطر بمتابعة ملف المطرانين المخطوفين

أمير قطر يكرّم لبنان ببناء كنيسة مارونية في الدوحة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خصص أمير قطر قطعة أرض لبناء كنيسة مارونية في الدوحة، خلال زيارة قام بها بطريرك الموارنة الكردينال بشارة الراعي إلى قطر، هنأه فيها بتولي المنصب وشكره على جهوده في إطلاق المخطوفين اللبنانيين، وأخذ عهدًا منه ببذل جهوده للبحث عن المطرانين المخطوفين في سوريا.

الدوحة: التقى البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الدوحة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهنأه بتوليه قيادة البلاد وبعيد الأضحى المبارك. كما شكر للدولة القطرية مساهمتها في إطلاق اللبنانيين التسعة، الذين خطفوا في أعزاز، طالبًا منها "مواصلة جهودها من أجل إطلاق المطرانين يازجي وإبراهيم والكهنة الثلاثة".

تناول البحث سلسلة من الموضوعات المطروحة على الساحتين اللبنانية والاقليمية وتحديات المرحلة الراهنة، اضافة الى أوضاع اللبنانيين في قطر والعلاقات الثنائية وموضوع النازحين السوريين الى لبنان وانعكاسات الازمة السورية على الواقع اللبناني، والحضور المسيحي في الشرق الاوسط والهجرة منه وحوار الاديان والحضارات.

وأعرب أمير قطر عن "سروره الكبير بزيارة الراعي"، وأعلن عن تخصيصه "قطعة أرض لبناء كنيسة مارونية في الدوحة، تكون في خدمة كافة الكنائس الكاثوليكية الاخرى بالتوافق مع مطران اللاتين المحلي".

وثمّن آل ثاني للراعي "دوره الاساسي والمهم في ارساء الحوار الحقيقي والبناء بين مختلف ابناء المجتمع اللبناني وبين الطوائف على صعيد الشرق الاوسط"، معتبرًا أن "المسيحيين هم جزء من حضارة المسلمين وعليهم أن يواجهوا معًا كل تطرف واصولية وأن يعملوا على تعزيز وحماية الحريات في بلدانهم"، واكد أن "الملف اللبناني هو في اولويات اهتماماته"، متمنيًا "تشكيل الحكومة اللبنانية قريبًا". وأمل أن "يحافظ اللبنانيون على نظامهم الديمقراطي المميز ودورهم الريادي في المنطقة".

إشادة بالانفتاح والاعتدال
بعد اللقاء، سُئل الراعي عن اجواء اللقاء وتأثير التغيير على السياسة مع لبنان، فأجاب: "لقد فرحت كثيرًا بانفتاح الامير، وشعرت بهذا السمو الذي يستحقه بامتياز. فهو يملك رؤية بعيدة للأمور، وشعرنا كم هو منفتح ومعتدل ومع الحق والسلام. لقد عبّر لنا عن توقه إلى نهاية الحروب في الشرق، مؤكدًا دعم قطر الدائم للضحايا البريئة".

وعن امكان مساعدة قطر في عملية إطلاق المطرانين المخطوفين، قال: "ان الامير وعدنا القيام بكل جهده في هذا الشأن، وأكد لنا أنه سيأخذ على عاتقه قضية البحث عنهما، وسيضع كل قوته لمعرفة مصيرهما واطلاقهما".

وردًا على سؤال عن خوف بعض اللبنانيين المقيمين في الخليج بعد الاحداث الاخيرة، واذا سمع أي تطمينات حول وضعهم، قال: "الامير لم يطمئنّا وحسب، وانما اعرب لنا عن محبته للبنانيين. كذلك فعل رئيس مجلس الوزراء، الذي قال إنه يأخذ على عاتقه أن يتابع اللبنانيون عملهم، وأن تفتح امامهم مجالات عمل كثيرة، مشددًا على الثقة الكبيرة بهم. هذا ما سمعناه من الامير ورئيس مجلس الوزراء، اللذين اكدا على محبتهما للبنانيين وضرورة تواجدهم في قطر واعدين بتسهيل أمورهم".

وإذا كان هناك أي توجّه لدى قطر لتعزيز الاعتدال في الشرق في ظل التجاذبات على الصعيدين المذهبي والديني، قال الراعي: "ان الامير مع الإعتدال وضد أي حرب أو صراع بين المذاهب. انه من دعاة أن المسيحية قيمة والإسلام قيمة، وهذه القيم تجمع الكثير في ما بيننا، ويجب الحفاظ عليها. كما أشار الامير تميم اكثر من مرة الى أنه ضد الحرب والحركات الاصولية لأنها لا تخدم الدين.

وعن دور قطر في حوار الحضارات، قال: "هنأنا قطر على كل المبادرات التي قامت بها في الماضي، والتي تقوم بها اليوم في ما يتعلق بكل ما هو حوار بين الحضارات والاديان. فقطر مارست هذا الدور على عهد الامير حمد ايضًا، لقد كانت هناك مؤتمرات عدة، وكانت مشاركة من قبل الفاتيكان وكنيستنا في لبنان. واليوم يؤكد الامير تميم مواصلته هذا العمل. ونحن نعتبر أن هذا الترقي والتقدم والإزدهار، ليس على المستوى الحياتي وحسب، وانما هو الترقي على مستوى القيم الروحية والاخلاقية ايضًا، وهذا ما لمسناه من الأمير".

تنشيط السياحة
كذلك التقى الراعي رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، وبحث معه قضايا مشتركة، ودعاه الى "اعادة تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية العربية في لبنان". واذ أكد الراعي أن "المسيحيين هم اصيلون في بلدان الشرق، وقد بنوه مع اخوتهم المسلمين"، رفض "أي محاولة لتفريغ الشرق من ابنائه عامة ومن مسيحييه خاصة"، مؤكدًا "وجوب حماية الثقافة العربية المشتركة".

أضاف: "نحن ضد كل ما هو اساءة الى الله، واول اساءة الى الله هي الحروب التي تعتدي على خلائقه الموجودة على ارضنا. اشكر وزير الاوقاف الشيخ غيث على هذه الزيارة التي تركت فينا اثرًا طيبًا، وخصوصاً بعد لقاء الامير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء".

وظهرًا، أقام رئيس هيئة الرقابة الادارية والشفافية الوزير السيد عبدالله بن حمد العطيه غداء على شرف الراعي، حضره عدد من الوزراء والمسؤولين القطريين.

حوار الحضارات
بعد ذلك، قام غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والوفد المرافق له اليوم الأربعاء، بزيارة إلى جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب ، وذلك في إطار زيارته الحالية للبلاد.

وكان في استقبال غبطة البطريرك لدى وصوله إلى الجامع الإمام الدكتور غيث بن مبارك الكواري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية. وفي بداية الزيارة استمع البطريرك الراعي إلى شرح موجز عن الجامع وبنائه وتصميمه المعماري المستوحى من التراث القطري، وطاقته الاستيعابية وبرامجه وفعالياته الدينية المختلفة.

وأعرب البطريرك في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" في ختام زيارة الجامع عن سعادته بزيارة دولة قطر، مُبديًا إعجابه الشديد بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب وروعة تصميمه "الذي جمع بين البساطة والرفعة والتواضع والسمو"، قائلًا: "أبهرنا بهذا الفن الذي يعكسه تصميم الجامع، وأحسسنا بأهمية القيم الروحية لعمارة الأرض"، داعيًا الله أن يجعل قطر أرض محبة وسلام وخير لمختلف الشعوب.

وأردف قائلاً: "قطر تستوحي كل هذه القيم السماوية في مساعيها الخيرة، وهذا الصرح الكبير دليل على أن قطر تعيش حضارتها منفتحة على كل إنسان.. ونشعر هنا كأننا في وطننا لبنان".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف