الإبراهيمي: الأسد يمكن أن يساهم في المرحلة الانتقالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: وصل الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الاثنين الى دمشق، المحطة الابرز ضمن جولته الاقليمية لتحقيق توافق حول عقد مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة، بمشاركة النظام والمعارضة المنقسمة حول المؤتمر. ووصل الابراهيمي قرابة الساعة 13,15 (11,15 تغ) الى فندق شيراتون وسط دمشق، برفقة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي غادر بعد دقائق قليلة، بحسب ما افادت صحافية في وكالة فرانس برس. ولم يدل اي من الرجلين بتصريحات من الفندق.
وكان الابراهيمي وصل صباح الاثنين الى مطار بيروت قادما من طهران، وانتقل منه عن طريق البر الى دمشق، في زيارة هي الاولى منذ قرابة عام. وكان مصدر حكومي سوري افاد وكالة فرانس برس الاحد ان زيارة الابراهيمي "قد تستمر ليومين". وسوريا هي المحطة الثامنة ضمن جولته الاقليمية لحشد تأييد حول مؤتمر جنيف 2 الذي جرى الكلام عن عقده في 23 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، من دون ان يتأكد هذا الموعد.
وشملت جولة الابراهيمي غالبية الدول الاقليمية المعنية بالنزاع السوري، وابرزها ايران وتركيا والعراق وقطر، باستثناء المملكة العربية السعودية. وتعود الزيارة الاخيرة للابراهيمي الى سوريا الى كانون الاول/ديسبمر 2012. ووجهت دمشق والاعلام السوري اليه من بعدها انتقادات لاذعة. وقالت صحيفة "الوطن" في حينه ان الاسد انهى اجتماعه بالابراهيمي بعدما "تجرأ" على سؤاله عن احتمال ترشحه لولاية جديدة.
وفي مقابلة نشرتها مجلة فرنسية الاثنين اعتبر الابراهيمي ان الرئيس بشار الاسد يمكن ان يساهم في المرحلة الانتقالية نحو "سوريا الجديدة" من دون ان يقودها بنفسه. واضاف "علمنا التاريخ انه بعد أزمة مماثلة (في اشارة الى النزاع السوري) لا يمكن العودة الى الوراء. الرئيس الاسد يمكنه اذا ان يساهم بشكل مفيد في الانتقال بين سوريا الماضي، وهي سوريا والده (الرئيس الراحل حافظ) وسورياه، وما اسميه الجمهورية السورية الجديدة". وأبدى الابراهيمي حذره حول مشاركة المعارضة في مؤتمر جنيف 2.
وقال ان المؤتمر المزمع عقد في تشرين الثاني/نوفمبر "هو بداية مسار. نأمل في ان تتمكن المعارضة من الاتفاق على وفد ذي صدقية وقدرة تمثيلية. لا يجب ان تكون لدينا اوهام: لن يحضر الجميع. المرحلة اللاحقة لهذا المسار يجب ان تشمل اكبر عدد ممكن".
ولم تتضح بعد المواقف النهائية لطرفي النزاع الاساسيين من هذا المؤتمر، الذي يأتي استكمالا لمؤتمر جنيف الاول الذي عقد في الثلاثين من حزيران/يونيو 2012 بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا. ففي حين يعلن النظام مشاركته "من دون شروط"، يؤكد في الوقت نفسه رفضه محاورة "الارهابيين" والبحث في مصير الرئيس بشار الاسد.
في المقابل، يشهد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تباينا في الآراء بين اعضائه، الا انه يشدد على "ثوابت" ابرزها عدم التفاوض الا حول "انتقال السلطة بكل مكوناتها واجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل" الاسد. واعلنت 19 مجموعة مقاتلة بارزة بينها "لواء التوحيد" و"أحفاد الرسول" و"احرار الشام" و"صقور الشام"، السبت ان المشاركة في المؤتمر هي "خيانة (...) تستوجب المثول امام محاكمنا".
وردا على هذه التهديدات، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه "من المشين ان يقوم بعض هذه المنظمات المتطرفة، الارهابية التي تقاتل القوات الحكومية في سوريا باطلاق تهديدات، وهي ليست المرة الاولى". واضاف ان "هذه التهديدات موجهة الى الذين سيتجرأون على الذهاب الى مؤتمر جنيف الذي اقترحته روسيا والولايات المتحدة".
ورأى الاستاذ في جامعة ادنبره توما بييريه ان بيان هذه المجموعات يشير "الى ان جنيف 2 يحظى برفض شبه كامل في صفوف المقاتلين، ما يعني ان شريحة واسعة من المعارضة السياسية لن تخاطر بالمشاركة في مؤتمر سيكلفها ما تبقى لها من شرعية وسط المجموعات المسلحة". اضاف هذا الخبير في شؤون الحركات الاسلامية "رغم ذلك، وفي حال شارك معارضون في جنيف 2 وتوصلوا الى اتفاق، فان ذلك لن يؤدي الى نتيجة"، اذ ان هذه المجموعات "تمثل شريحة كبيرة جدا من المعارضة المسلحة"، ومنها "مجموعات عدة قريبة من المملكة العربية السعودية".
واضاف ان "السعوديين يرفضون بشكل كامل المقاربة الاميركية للنزاع السوري. ان رفضهم لجنيف 2 ليس من منطق معاقبة الاميركيين، بل لاقتناعهم بأن الصيغة الحالية للمؤتمر كما تطرحها موسكو وواشنطن، لن تقود الى اي مكان. السعوديون يريدون ان يحسموا النزاع لمصلحتهم بطبيعة الحال".
وشهدت العلاقات بين الرياض وواشنطن اختلافات في الفترة الماضية، لا سيما بعد تراجع الولايات المتحدة عن توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، والتقارب الاميركي مع طهران. وقالت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات الاثنين انه "في إطار +النزاع+ القائم بين واشنطن والرياض (...) وجّه آل سعود الفصائل الإرهابية المقاتلة على الأرض السورية للإعلان أمس أن المشاركة في جنيف 2 تعتبر خيانة وستتم محاكمة من يشارك فيه"، معتبرة ان ذلك "مسعى جديد لإفشال كل الجهود" لعقد المؤتمر.