أخبار

ألفا مقاتل يستعدون لاقتحام حلب

حزب الله يوسع دوره في سوريا مانعًا سقوط الأسد

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الآلاف من مقاتلي حزب الله يحتشدون على تخوم حلب استعدادًا للهجوم عليها، ما يظهر أن الحزب بدأ فعليًا استراتيجية الدفاع المستميت عن الأسد، مانعًا سقوطه، ومرجحًا كفته في بعض المناطق، بعدما امتنع العالم عن تزويد المعارضة بما تحتاج إليه من سلاح.

بيروت: يحتشد الآلاف من مقاتلي حزب الله اللبناني حول مدينة حلب السورية، استعدادًا لهجوم وشيك على المدينة دعمًا للرئيس بشار الأسد، وفقًا لمصادر الثوار ومصادر رفيعة المستوى في الحزب. وقال أحد قادة الثوار إن هناك حوالى ألفي مقاتل من حزب الله يتجمعون في محافظة حلب، وتحديدًا في البلدات الشيعية شمال المدينة، استعدادًا لتنفيذ هجومهم.

وتمكن الثوار من السيطرة على مساحات من حلب - عاصمة سوريا التجارية والمدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان - منذ اندلع القتال في الصيف الماضي. لكن الهجوم على حلب يمكن أن يضعف الجبهة، لا سيما في ظل إرسال التعزيزات العسكرية والقوات من حلب للقتال ضد حزب الله وقوات الجيش السوري في القصير قرب الحدود اللبنانية.

أحجار الدومينو

خطوة حزب الله في إرسال مقاتلين إلى حلب يؤكد توسيع نطاق دعمه لنظام الأسد، وهو ما بات واضحًا بعد خطاب أمين عام الحزب حسن نصر الله يوم 25 أيار (مايو) الماضي، الذت تعهد فيه أن مقاتليه يساندون الأسد للقضاء على الجماعات الإرهابية المسلحة.

واعتبرت صحيفة واشنطن بوست أن قرار حزب الله في دخول ساحة الحرب السورية إلى جانب النظام يهدد بنشوب حرب إقليمية على امتداد الحدود السورية، وتأليب السنة ضد الشيعة. وبدأت بوادر هذا القلق بالظهور بعد التقارير التي تشير إلى أن حزب الله وثوار سوريا اشتبكوا الاحد للمرة الأولى على الأراضي اللبنانية.

ونقلت الصحيفة عن أحد قادة حزب الله قوله: "بدأت معركة حلب على نطاق ضيق جدًا، ونحن في طريقنا لمطاردة الثوار في معاقلهم التي يعتقدونها آمنة، وسيسقطون كأحجار الدومينو". وأضاف أن معظم مقاتلي حزب الله يتمركزون في المدن الشيعية مثل مدينتي الزهرة ونبل، اللتين تقعان تحت سيطرة المعارضة، بالرغم من عدم وجود تأكيدات رسمية.

تحولت الدفة

من جهته، قال لؤي المقداد، الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر إن عناصر حزب الله تجمعوا في منطقة الحمدانية بضاحية حلب، بالإضافة إلى بلدات علوية في شمال المدينة، وعددهم يقترب من أربعة آلاف مقاتل في طريقهم للقتال داخل حلب.

وقال نشطاء إن القوات الموالية للحكومة بدأت بالاستعداد للمعركة، فعملت على تأمين خطوط الإمداد إلى المدينة يوم الاحد. وأكد كريم عبيد، وهو ناشط من حلب، أن القوات الموالية للحكومة تقدمت من الأكاديمية العسكرية في الحمدانية، فيما يقوم الثوار بصد هجوم في حي الراشدين.

وقال السيناتور الأميركي جون ماكين الاحد إن تسلل مقاتلي حزب الله في سوريا - جنبا إلى جنب مع توريد الأسلحة من روسيا وإيران- ساعد في تحويل دفة الامور لصالح حكومة الأسد. وأضاف: "اننا نشهد، للأسف، وضعًا في ساحة المعركة حيث لبشار الأسد الآن اليد العليا، وهذا الامر مأساوي".

وذكر ماكين، الذي دعا مرارًا للقيام بعمل عسكري في سوريا والذي كان من بين أشد منتقدي إدارة أوباما بشأن هذه القضية، بمزاعم المسؤولين الاميركيين التي يعود تاريخها إلى أكثر من عام، عندما قالوا إن سقوط الأسد أمر لا مفر منه.

وقال: "أعتقد أننا لا نستطيع أن نقول هذا اليوم، فحزب الله دخل في المعركة وكذلك إيران، وروسيا ترسل الأسلحة للأسد، وأي شخص يعتقد أن بشار الأسد سيذهب إلى مؤتمر جنيف بعد أن صار مسيطرًا في ساحة المعركة هو ساذج ومثير للسخرية".

مساعدة الأسد

في حديثه مع واشنطن بوست، تفاخر قائد في حزب الله بالمكاسب التي حققها في القصير، قائلًا إنه عندما غادر ساحة المعركة للحصول على إذن قبل أسبوع، كان الحزب قد سيطر على 70 بالمئة مقابل 72 من رجاله الذين قتلوا في المعارك. واضاف أن هناك ثلاثة آلاف مقاتل من حزب الله في البلدة، من بين ما لا يزيد عن 10 آلاف آخرين في سوريا.

بعد دخول حزب الله إلى معركة القصير، أرسل لواء التوحيد، واحدة من أكبر جماعات المعارضة في المنطقة، رجاله إلى البلدة لدعم الثوار المحاصرين. وهذا الأمر يجعل حزب الله تحت إجهاد أكثر مما كان متوقعًا.

في حال ثبت صحة وجود حزب الله في حلب، فهذا يعني أن هذه المجموعة ستكون قادرة على التحرك في أي مكان في البلاد، بحسب ما قال إميل حكيم، محلل مقيم في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط.

أضاف: "دخول حزب الله عميقًا في سوريا سيكون حاسمًا، لا سيما في حلب، ما سيكون مؤشرًا واضحًا على أن دوره في سوريا ليس محدودًا بأهداف دفاعية، بل يهدف إلى مساعدة الأسد على تسجيل انتصارات كبيرة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف