أخبار

من أبرز المرشحين لخلافته متشدد يلقب بـ(الملا راديو)

محسود دفن في المناطق القبلية واجتماع "طالباني" لاختيار خليفته

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اجتمع المجلس الأعلى الحاكم لطالبان الباكستانية السبت لاختيار زعيم جديد بعد مقتل محسود بصاروخ أميركي، وسط توقعات بأن تؤدي الخطوة إلى تعليق مؤقت لمفاوضات السلام مع الحكومة، ومن أبرز الأسماء المطروحة لخلافة محسود متشدد لقبه "الملا راديو".

ميرانشاه: دفن محسود، الذي رصدت واشنطن مكافأة 5 ملايين دولار بقيمة خمسة ملايين دولار لكل من يقدم معلومات عن مكانه، في وقت لاحق من الجمعة بعد مقتله واربعة من مساعديه في هجوم على سيارته في مجمع في قرية داندي دارباخيل، التي تقع على بعد خمسة كيلومترات عن ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان.

ويعد مقتل محسود ضربة قوية لحركة طالبان الباكستانية، التي نفذت اكبر الهجمات في باكستان في السنوات الاخيرة ومن بينها تفجير فندق الماريوت في اسلام اباد في 2008، ومحاولة قتل الناشطة ملالا يوسفزاي في العام الماضي. واكد مسؤول وسكان في ميرانشاه لوكالة فرانس برس ان محسود دفن في وقت متأخر من امس الجمعة مع القتلى الاربعة الآخرين، وهم حارسه الشخصي وسائق واحد اقربائه واحد القادة.

وسيؤدي مقتل محسود على الارجح الى موجة هجمات انتقامية من قبل طالبان، والى عرقلة جهود الحكومة الباكستانية لفتح محادثات سلام مع الحركة، كما قال محللون، لكنه سيضعف الى حد كبير هذه الحركة، التي اصبحت تشكل احد ابرز التهديدات الامنية لباكستان.

شبح الانتقام
وفتحت المحال التجارية في سوق ميرانشاه المكتظ عادة ابوابها اليوم السبت. وقال طارق خان ان "السكان خائفون. موت حكيم الله محسود يثير مخاوف، والجميع يتحدثون عن انتقام طالبان".

ويجتمع مجلس الشورى التابع للحركة، وهو الجهة التي تتخذ القرارات، السبت لاتخاذ قرار حول تعيين زعيم جديد للحركة، التي تضم العديد من الجماعات المسلحة، والتي ظهرت عقب مداهمة الجيش الباكستانية للمسجد الاحمر في اسلام اباد في 2007.

وصرح احد قادة طالبان لوكالة فرانس برس ان "اعضاء مجلس الشورى الاعلى يجمع الآراء من اعضاء مجلس الشورى وكبار القادة". واضاف ان "القرار قد يستغرق بعض الوقت، لان اعضاء مجلس الشورى يغيّرون مكان عقد الاجتماع باستمرار". وعادة يتنقل المسلحون في مناطق القبائل باستمرار لتجنب ضربات الطائرات الاميركية بدون طيار، التي تحلق في سماء المنطقة بشكل شبه متواصل.

راديو أبرز المرشحين
ومن المرشحين لخلافة محسود مولانا فضل الله المعروف كذلك باسم الملا راديو، وهو رجل دين متشدد قاد حركة طالبان لمدة عامين في وادي سوات، انتهت بعملية واسعة نفذها الجيش الباكستاني في 2009. ويشكل مقتل محسود نجاحًا لبرنامج الطائرات بدون طيار، الذي تطبقه وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) لاستهداف ناشطين، بينما تواجه هذه الغارات انتقادات حادة، لانها تؤدي الى مقتل مدنيين.

لكن الولايات المتحدة تعتبر هذه الضربات اداة اساسية لمحاربة الناشطين في المناطق القبلية، حيث سمحت لها بقتل بيعة الله محسود زعيم طالبان باكستان السابق والرجل الثاني في هذا التنظيم ولي الرحمن واحد قادة تنظيم القاعدة ابو يحيى الليبي. ويشكل مقتله ثاني ضربة كبرى لحركة طالبان الباكستانية في اقل من شهر، اثر اعتقال قائد كبير اخر من قبل القوات الاميركية في افغانستان.

وشمال وزيرستان واحدة من سبع مناطق قبلية صغيرة تتمتع بحكم ذاتي على طول الحدود الافغانية، وتعتبرها واشنطن معقلًا اساسيا لحركة طالبان وناشطي تنظيم القاعدة. وقال الخبير الامني رحيم الله يوسفزاي لوكالة فرانس برس انه من غير الواضح بعد ما اذا كانت حركة طالبان لديها شخصية قادرة على ملء الفراغ، الذي خلفه مقتل القائد محسود، والذي كان يتمتع بشخصية قوية.

واضاف "ان مقتله سيضعف الحركة. ورغم انهم سيعيّنون قريبا قائدا جديدا، الا ان قدرته على ضبط الامور تبقى غير معروفة"، مؤكدا انهم "سيحاولون بالتاكيد الانتقام، وفي هذه العملية سيتسببون بالاذى لانفسهم وبمشاكل للحكومة ايضا". وكانت الولايات المتحدة اتهمت محسود بالارهاب بعد مقتل سبعة اميركيين في هجوم انتحاري في قاعدة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في افغانستان في كانون الاول/ديسمبر 2009، في اعنف هجوم على الوكالة منذ العام 1983.

توقعات بتعليق المفاوضات
وجاء مقتل محسود بعد يوم من اعلان الحكومة عن بدء "عملية الحوار" مع طالبان، رغم انه لم يتم بدء محادثات رسمية بعد. ورجّح سيف الله خان محسود الخبير في مركز "ف ا ت ا" للابحاث في اسلام اباد ان يؤدي مقتل حسود الى وقف عملية السلام على المدى القصير، ولكن ربما يكون مفيدًا في نهاية المطاف.

وقال "بالطبع في الوقت الحاضر ستطلق دعوات ربما الى انهاء عملية الحوار، ولكن على المدى الطويل فان غياب شخصية مهمة مثل حكيم الله محسود سيجعل البيئة اكثر استعدادا لاجراء مفاوضات سلام". من جهته قال وزير الاعلام الباكستاني برويز رشيد اليوم السبت ان باكستان لن تسمح لمقتل زعيم حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود بغارة بطائرة اميركية بدون طيار بان تعرقل محادثات السلام المقترحة.

وصرح الوزير للصحافيين ان الحكومة ترغب في المضي في خطتها للتفاوض مع حركة طالبان الباكستانية. واضاف "نستطيع ان نقول ان الطائرة بدون طيار ضربت هذه المرة محادثات السلام، لكننا لن ندع محادثات السلام تموت". وقال عمران خان لاعب الكريكت السابق وزعيم حزب حركة الانصاف، التي تحكم ولاية خيبر باختونخوا الشمالية الغربية، ان مقتل محسود ادى الى "تخريب" محادثات السلام. واضاف "لقد اثبت الهجوم ان الاميركيين لا يريدون السلام في باكستان"، مضيفا ان حزبه سيتخذ اجراءات لمنع نقل امدادات الحلف الاطلسي عبر منطقة خيبر باختونخوا الى افغانستان.

وزير الداخلية: أميركا وأدت السلام
بدوره، اتهم وزير الداخلية الباكستاني شودري نثار السبت الولايات المتحدة "باحباط" الجهود الهادفة إلى فتح محادثات سلام مع طالبان عبر قتلها زعيم حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود في غارة من طائرة بدون طيار. وقال انه ستتم مراجعة "كل جانب" من تعاون باكستان مع واشنطن اثر الضربة الصاروخية التي ادت الجمعة الى مقتل محسود في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان.

وقال نثار خلال مؤتمر صحافي ان فريقا من رجال الدين كان على وشك الانطلاق للقاء وفد من حركة طالبان الباكستانية من اجل اطلاق محادثات السلام، حين قتل محسود. واضاف "حاولنا بصعوبة في الاسابيع السبعة الماضية تطوير عملية يمكننا خلالها صنع السلام في باكستان وماذا فعلتم انتم (الولايات المتحدة)؟".

وتابع "لقد قمتم باحباط ذلك عشية الانطلاق، 18 ساعة قبل توجه وفد رسمي من علماء الدين المحترمين جوًا الى ميرانشاه لتسليم هذه الدعوة الرسمية". وقال نثار انه بغضّ النظر عن هوية الذين سقطوا في الضربة الصاروخية فان "الحكومة الباكستانية لا تنظر الى هذا الهجوم بالطائرة بدون طيار على انه هجوم على فرد، وانما كهجوم على عملية السلام". وغالبا ما تندد باكستان بالضربات الاميركية بطائرات بدون طيار على اراضيها، وتعتبرها انتهاكا لسيادتها، وبانها تعرقل جهود انهاء التمرد، لكن انتقاد وزير الداخلية للولايات المتحدة كان اكثر صراحة بشكل غير معتاد.

باكستان تستدعي السفير الأميركي
هذا واستدعت باكستان السفير الاميركي السبت للاحتجاج على هجومين بطائرات بدون طيار في الايام الماضية، ادى احدهما الى مقتل زعيم حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود، كما اعلنت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان.

وجاء في البيان ان الحكومة مصممة على مواصلة المحادثات مع حركة طالبان الباكستانية التي قتل قائدها في غارة الجمعة.

طالبان: استشهاده خسارة كبرى
إلى ذلك، نددت حركة طالبان الافغانية السبت بمقتل زعيم طالبان الباكستانية حكيم الله محسود، معتبرة اياه "خسارة كبرى"، وحثت اسلام اباد على منع اي ضربات جديدة من الطائرات الاميركية بدون طيار. وقالت طالبان الافغانية في بيان ان "امارة افغانستان الاسلامية تدين بشدة هذا العمل الارهابي، الذي قامت به اميركا، وتصف استشهاد الملا حكيم الله محسود بانه خسارة كبرى".واضافت ان "اميركا لا يمكنها خلق فراغ او تحقيق هدفها الشرير بقتل المجاهدين".

وتابع البيان ان "الامارة الاسلامية تدعو شعب وحكومة باكستان الى بذل المزيد من الجهود اكثر من اي وقت مضى لمنع مثل هذه الهجمات الوحشية من قبل الغزاة الاميركيين".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف