قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يحاول إسلاميون متشددون إثارة الرعب في قلوب الناشطين الإعلاميين في مدينة الرقة السورية، فيرسلون لهم رسائل ترهيب جاء فيها "هلما زال رأسك فوق جسمك؟ أقسم بالله العظيم سنعطيك فيزا لجهنم".بيروت: يلجأ مقاتلون جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة الى أساليب الترهيب لاسكات الناشطين الاعلاميين في مدينة الرقة في شمال سوريا، مركز المحافظة الوحيد الخارج عن سيطرة نظام الرئيس بشار الاسد، ولا يتورعون عن خطفهم وقتلهم والاعتداء عليهم لتحقيق ذلك.خلال الاسبوع الماضي، تلقى المصور عبد حكواتي رسالة تهديد من "الدولة الاسلامية في العراق والشام" المرتبطة بالقاعدة، والتي تحظى بالنفوذ الاكبر في الرقة. وجاء في الرسالة "هلما زال رأسك فوق جسمك؟ أقسم بالله العظيم رح ينقطع (سيقطع) رأسك ونعطيك فيزا (تأشيرة دخول) لجهنم".بقي هذا المصور المتحدر من حماة (وسط) يعمل في الرقة حتى اسابيع خلت، علمًا أنه اوقف مرتين على يد الاجهزة الامنية السورية واصيب بجروح ثلاث مرات منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد منتصف آذار/مارس 2011. ويقول حكواتي لوكالة فرانس برس عبر الانترنت إنه، وعلى الرغم منكل ذلك "لم أفكر يومًا في مغادرة سوريا، ولم اشعر بالخوف ابدًا".الا أنه يضيف أن "فكرة وجود قتلة مأجورين متشددين مختبئين خلف لحى وأقنعة تجعل قلبي يرتجف من الرعب، وتدفعني الى الرغبة بالانتحار". وسعيًا لتفادي المضايقات التي يتعرضون لها، لجأ العديد من الناشطين الاعلاميين في الرقة الى تركيا المجاورة، حاملين معهم أملاً بعودة سريعة الى الميدان الذي نشطوا من اجل نقل صوره الى مختلف انحاء العالم.وكان صديق حكواتي، الناشط الاعلامي محمد نور مطر، تعرض للخطف على يد "الدولة الاسلامية" في آب/اغسطس. ويقول شقيقه ميزر مطر الموجود حاليًا خارج سوريا: "في الفترة الاخيرة بات العمل في الرقة صعباً جداً. اعتقالات وخطف واعتداء بالضرب على الاعلاميين من قبل بعض الكتائب، وخصوصاً حالات خطف واعتقال من قبل داعش"، وهو الاسم المختصر الذي تعرف به "الدولة الاسلامية".ويضيف أن مقاتليها "يعتبرون كل الاعلاميين عملاء للغرب". وارتكب كل اطراف النزاع السوري المستمر منذ 31 شهرًا انتهاكات لحقوق الانسان. ويرى المحللون أن "الدولة الاسلامية" التي تعتمد تطبيقاً صارماً ومتشددًا للدين، تعمل على طرد أي خصم محتمل لها من مناطق نفوذها.وتقول الناشطة سيما نصار التي تتابع العديد من القضايا المتعلقة بحقوق الانسان، إن "أي ناشط لم يبقَ في الرقة. الجميع رحلوا بسبب استهدافهم". وفي حين تنقل وسائل الاعلام الرسمية وجهة نظر النظام، وتفرض دمشق معايير صارمة على منح الصحافيين الاجانب تأشيرات دخول، لجأ الشبان السوريون الى الانترنت لنقل صورة ما يجري في بلادهم الى العالم، عبر الكتابات والصور والفيديو، ما جعل منهم مصدر معلومات اساسيًا بالنسبة لوسائل الاعلام الاجنبية. ومن خلال قمع الناشطين الاعلاميين وخطف الصحافيين الاجانب، يعمل المقاتلون المرتبطون بالقاعدة على فرض ستار حديدي على ممارساتهم.وتمكن الناشطون الاعلاميون من العمل بحرية بداية في الرقة، التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في آذار/مارس الماضي. لكن مع مرور الوقت، اتسع نفوذ "الدولة الاسلامية" في المدينة، وبات مقاتلوها يفرضون معاييرهم على الحياة اليومية، وصولاً الى اعتقال عشرات الشبان الناشطين. ويرى النظام السوري في هذه التصرفات نقطة لصالحه. ورداً على سؤال لفرانس برس حول الاسباب التي تمنع القوات النظامية من السعي لاستعادة الرقة، اجاب مصدر امني سوري "لماذا؟ نريد أن تشكل الرقة مثالاً للناس الذين يتعاطفون مع المسلحين".وتتسع تهديدات الدولة الاسلامية لتشمل مناطق خارج الرقة. وفي تقرير جديد، اشارت منظمة "مراسلون بلا حدود" الى أن هذا التنظيم الجهادي "مسؤول عن غالبية المعاملة السيئة التي يعانيها السكان، ومنهم اولئك العاملون في المجال الاعلامي" في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، لا سيما في الرقة وادلب (شمال غرب) وحلب (شمال).وتشير ارقام المنظمة الى أن النزاع السوري اودى بحياة 110 اشخاص يعملون في المجال الاعلامي، بينهم 25 صحافيًا محترفًا، في حين يقبع 60 صحافيًا تحت الاحتجاز اما لدى النظام أو الاسلاميين المتشددين. وتقول نصار العاملة في "الشبكة السورية لحقوق الانسان" إن هذه الارقام "كارثة"، مشيرة الى أن "الهدف من خطف الناشطين والصحافيين السوريين هو التهديد والتخويف بعدم نشر أي انتهاكات أو تجاوزات ترتكبها تلك الجماعات المسلحة"، في اشارة الى النظام والدولة الاسلامية. واوقف "المركز الاعلامي لثوار الرقة" نشاطه الاثنين بعد توقيف الناشط الاعلامي عبد الاله الحسين وجلده على يد "الدولة الاسلامية". وقال في بيان "أهلنا في الرقة أعذرونا (...) لكن الظروف أقوى منا".الا أن عدداً من الناشطين اختار البقاء في المدينة رغم كل ما يجري.واكد صحافي سوري شاب لفرانس برس رافضاً كشف اسمه "سأحاول قدر الامكان البقاء في المدينة، لأتمكن من نقل ما يجري على الارض بمهنية، رغم أنني صرت خائفاً، وخصوصاً من الخطف".