أعداؤه كثر من الفلسطينيين والعرب والإسرائيليين
من سمّم ياسر عرفات؟
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: تعرض الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، خلال مسيرته النضالية التي امتدت نصف قرن من الزمن، لمحاولات اغتيال عديدة، كما نجا من تحطم طائرة، وكان له الكثير من الأعداء. إسرائيل متهمة أولىهذا الواقع أدى إلى تحليلات كثيرة، بالتزامن مع التقارير التي أكدت موته مسمومًا بمادة بولونيوم المشع. بطبيعة الحال، المتهم والمسؤول الأول عن وفاة عرفات بالنسبة إلى الفلسطينيين هو إسرائيل، وفقًا لصحيفة تليغراف، التي أشارت إلى أن الكثيرين يعتقدون أن هذه الدولة التي تملك سجلًا حافلًا لاغتيال خصومها عبر العالم قد دست السم لعرفات في العام 2004.فإن أرييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق وأحد القادة العسكريين الأكثر شهرة في البلاد، لم يكن يخفي رغبته في "محو عرفات من المجتمع"، ونُسبت له ما لا يقل عن 13 محاولة لقتل الزعيم الفلسطيني، ليس أقلها خلال اجتياح اسرائيل للبنان في العام 1982، بحجة تدمير البنية التحتية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وما يزيد من حدة هذا الاشتباه هو أن إسرائيل غالبًا ما تلتزم الصمت إزاء هذه القضايا.
عداوات عربيةإلى جانب السيناريو هذا، هناك واقع آخر يفرض نفسه وهو أن عرفات أثار في حياته سخط الغرب والعرب على السواء، ولابد أن هناك من كان يريد قتله من بين أعدائه العرب. ففي عالم السياسة المضطرب بالشرق الأوسط، كان لعرفات الكثير من الأعداء داخل منظمته، لا سيما من المجموعات الأكثر تطرفًا، مثل حماس، وفقًا لصحيفة تليغراف.وعرفات لم يتمتع بعلاقات ودية مع زعماء عرب آخرين، وهذا الأمر انعكس بوضوح في تصريحاتهم العلنية وغير العلنية. فالعديد من الرؤساء العرب اتهموا عرفات بتقويض مصالحهم الخاصة، من خلال سعيه المثابر لتحقيق جدول الأعمال الفلسطيني الخاص به. من بين هؤلاء المغفور له الملك حسين ملك الأردن، الذي لم يثق بعرفات بعد الاشتباه بتورطه في محاولة إسقاط النظام الملكي الهاشمي خلال حرب أيلول الأسود في الأردن في العام 1970، كما تم الحكم على عرفات بالإعدام أثناء وجوده في سوريا بتهمة قتل ضابط في الجيش. على طريقة جايمس بوندإدعى بعض الفلسطينيين أيضًا أن زعيمهم تعرض للتسميم من قبل خصومه السياسيين، إما بسبب رفضه اجتثاث الفساد الذي كان يستشري بوضوح في هيكلية السلطة الفلسطينية آنذاك، أو من قبل المتشددين الاسلاميين الذين اعتبروه عائقًا أمام هدفهم النهائي، المتمثل في إقامة دولة فلسطينية إسلامية.يشار إلى أن هناك سيناريوهات أكثر جدلية وشبيهة بأفلام جيمس بوندن مثل تلك التي تقول إن عرفات كان ضحية لمؤامرة من قبل الموساد الذي تنكر بعض أفراده بزي طاقم تلفزيوني ثم أطلقوا عليه نوعًا من الليزر الذي يحتوي على السم القاتل من خلال عدسة الكاميرا.وتفيد بعض التقارير بأن وكالة المخابرات المركزية في الولايات المتحدة كانت على علم بأن عرفات مريض، ويعاني حالة صحية لا يمكن علاجها، ولذلك طلبت من إسرائيل عدم اغتياله، لأنه لم يكن ليعيش فترة طويلة.ومهما كانت الحقيقة حول وفاة عرفات، فإن غالبية الفلسطينيين لا تزال تعتقد أن إسرائيل متورطة بشكل ما، حتى تكشف التقارير الطبية صحة واحدة من هذه السيناريوهات الكثيرة.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف