أخبار

إشارة عسكرية أدت لمنح مقدم (البرنامج) جزاء سنمار

باسم يوسف ضحية صراع "الفلول" والإخوان

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قالت مصادر خاصة لـ(إيلاف) إن وقف برنامج الإعلامي الساخر باسم يوسف يعود إلى خلافات بين مالك قناة (سي بي سي) الذي اتهمه يوسف بأنه من "الفلول" ومنتج البرنامج المعروف بانتمائه لأسرة إخوانية.

القاهرة: للأسبوع الثاني على التوالي، وبعد حلقة واحدة من الموسم الثاني لبرنامجه "البرنامج"، يغيب الإعلامي الساخر باسم يوسف، عن الظهور لأسباب لا إرادية، تتمثل في منع قناة "سي بي سي" عرض حلقات برنامجه ذائع الصيت. ورغم أن باسم يوسف أحد العوامل المساعدة في انخفاض شعبية جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي، إلا أنه لم ينل إلا "جزاء سنمار"، فبدلاً من منحه الحرية لمواصلة النقد البناء، تعرض برنامجه للتوقف، بحجة الخلافات الإدارية بين إدارة القناة وإدارة الشركة المنتجة للبرنامج. ووفقاً لتسريبات من داخل قناة "سي بي سي"، فإن الخلافات بين صاحب القناة رجل الأعمال محمد الأمين، الذي وصفه باسم يوسف في أول حلقة له ب"الفلول"، ورجل الأعمال طارق القزاز، منتج البرنامج، المعروف بأنه ينتمي إلى أسرة إخوانية، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وتسببت بشكل مباشر في إيقاف "البرنامج" حتى إشعار آخر. باسم يوسف صار عبئا وحسب المعلومات التي تحصلت عليها "إيلاف" من مصادر بالقناة، فإن الأمين تأكد أن باسم يوسف صار عبئاً عليه منذ الحلقة الأولى من الموسم الثاني، مشيراً إلى أن الفترة الطويلة التي توقف فيها "البرنامج" شهدت مفاوضات شاقة مع باسم يوسف ومنتج البرنامج رجل الأعمال الإخواني طارق القزاز من أجل الوصول لميثاق شرف ل"البرنامج"، مشيرة إلى أن إدارة القناة حاولت وضع خطوط حمراء لباسم يوسف، منها عدم إنتقاد القناة أو إعلامييها، أو توجيه النقد المباشر للفريق عبد الفتاح السيسي، لاسيما أنه صار رمزاً شعبياً للمصريين، إلا أن باسم يوسف رفض الإنصياع. وأفادت المعلومات أن الأمين قبل عرض الحلقة الأولى على مضض، وسارع بإصدار بيان يتبرأ فيه مما ورد بها، وشعر وقتها أن باسم يوسف صار عبئاً عليه، لاسيما في ظل إشارة اللواء سامح سيف الليزل المقرب من المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات العامة أن هناك حالة إستياء في الجيش ضد باسم يوسف. وعندما واتت الفرصة الأمين للتخلص من يوسف، لم يوفرها، وسارع بإقتناصها. وتمثلت تلك الفرصة في خروج باسم يوسف في الحلقة الثانية عما وصفه ب"ميثاق الشرف الإعلامي"، وتعرضه بالنقد لإدارة القناة، ووصفها ب"الإزدواجية"، الأمر الذي أدى إلى إثارة حنق بعض الإعلاميين المرموقين بالقناة. وحسب مصادر "إيلاف"، فإن مجموعة من الإعلاميين أعربوا عن غضبهم من باسم يوسف للأمين، بل ووصل الأمر إلى حد تهديدهم بالإستقالة من القناة في حالة عرض الحلقة الثانية، التي وصفوها بأنها "تمس شرفهم المنهي بطريقة مباشرة". وحول البيان الذي أصدره إعلاميو القناة، قالت المصادر أنه تم بالإتفاق مع الأمين من أجل تبييض وجوههم جميعاً أمام الرأي العام. ووجد الأمين الفرصة سانحة للتخلص من يوسف، لاسيما أن رجل الأعمال الإخواني طارق القزاز، منحه السكين ليذبح يوسف، عندما طالب برفع قيمة العقد المبرم بين شركته "كيو سوفت"، وقناة "سي بي سي"، ولم يتوان الأمين في إتخاذ قراره بمنع عرض الحلقة الثانية من "البرنامج". خلافات مالية وقالت المصادر إن الخلافات المالية بين الأمين الذي وصفه يوسف ب"الفلول" وبين القزاز صديقه الإخواني ومنتج برنامجه، لم تكن إلا القشة التي قصمت ظهر البعير، مشيرة إلى أن السلطة في مصر، كانت تخشى عودة باسم يوسف، رغم أنه لعب دوراً بازراً في "تسفيه" الرئيس المعزول محمد مرسي، والحط من قدره والتقليل من شعبية الإخوان. ولفتت المصادر إلى أن الجيش أو أي من أجنحة السلطة في مصر لم تلفت نظر الأمين إلى ضرورة التخلص من يوسف، بل فعل ذلك إنطلاقاً من حسه ناحية الواقع الراهن لمصر. وأفادت المصادر بأن الرسالة وصلت للمصريين جميعاً وليس الأمين وحده، عن طريق اللواء سامح سيف الليزل، المعروف بإلتصاقه الشديد بقيادات الجيش والمخابرات العامة، لاسيما أنه قال عقب بث الحلقة الأولى أن هناك حالة من الإستياء في صفوف ضباط القوات المسلحة، بسبب "البرنامج". وكتب سيف اليزل، في تدوينة عبر صفحته الرسمية له على موقع التواصل الاجتماعى فايسبوك، صباح السبت: "لقد شاهدت الحلقة الأولى لبرنامج (البرنامج) للإعلامي باسم يوسف، بعد عودته للبث بعد فترة توقفه منذ قيام ثورة الثلاثين من يونيو الماضي، ولقد هالني ما شاهدته وسمعته من إسفاف وتلميحات جنسية فاضحة وتعليقات لم يجانبها التوفيق على قيادات القوات المسلحة وصلت إلى حد الإساءة الواضحة، بل ما اعتبرته هجوما مباشرا على القائد العام للقوات المسلحة". وأضاف سيف اليزل: "لقد علمت أنه توجد حاله من الاستياء الشديد في صفوف القوات المسلحة، ما أثرت على حالتهم المعنوية التي نعمل جميعا على الحفاظ عليها، خاصة وأنهم متواجدون بالشارع تحت ظروف معيشية وضغوط غاية في الصعوبة، بالإضافة إلى استشهاد العديد منهم بشكل يومى لحماية المصريين ومن ضمنهم الأستاذ باسم يوسف والعاملين معه في برنامجه". ليست هناك أية مفاوضات للوصول إلى حلول وسط بين شركة "كيو سوفت" وإدارة القناة، هكذا قالت المعلومات القادمة من "سي بي سي"، مشيرة إلى أن يوسف لم يتلق أية عروض من قنوات مصرية حتى الآن، (مساء الجمعة 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري). وكان مجلس إدارة قناة "سي بي سي" أصدر بياناً برر فيه إيقاف البرنامج بأن طلب يوسف مبالغ مالية إضافية، وأضاف أن "باسم يوسف لم يسلم حلقات الموسم الأول كما هو متفق عليه"، مشيرا إلى أن "باسم يوسف أصر على الحصول على مبالغ مالية إضافية لتقديم الحلقات، وهو ما دفع إدارة القناة لإيقاف البرنامج". وأضاف البيان: "قرر مجلس إدارة شبكة قنوات سي بي سي إيقاف إذاعة برنامج البرنامج ولحين حل المشكلات الفنية والتجارية مع منتج ومقدم البرنامج وعلى الله فليتوكل المؤمنون". الجيش ينفي التدخل ومن جانبه، برأ الجيش المصري نفسه من إيقاف برنامج باسم يوسف، وقال العقيد أركان حرب أحمد محمد على، المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، إن "قرار وقف برنامج "البرنامج" على قناة "سي بي سي"، هو شأن داخلي يخص إدارة القناة"، وأضاف: "تؤكد القوات المسلحة المصرية أنها لا تقف بأي شكل من الأشكال أمام حرية التعبير والرأي لجميع المواطنين". تراجع حرية الإعلام فيما أعتبرت حركة 6 أبريل إيقاف "البرنامج" بأنه دليل على "تراجع حرية الإعلام فى مصر من بعد ثورة 30 يونيو"، وأضافت في بيان لها أن "القنوات تدار بتعليمات أمنية ومخابراتية"، ودعت باسم يوسف للعودة إلى "يوتيوب" مرة أخرى. وإعتبر أحمد ماهر، مؤسس الحركة إيقاف البرنامج بأنه "يعيد مصر إلى عهد تكميم الأفواه والدولة العسكرية"، وأضاف: "تكميم الأفواه الآن أسوأ من عهد مبارك، وكأن ثورة لم تقم.. هي دي حرية الإعلام اللي وعدوا بيها بعد ٣٠ يونيو؟.. دا مرسي ما قدرش يعملها". ودشن نشطاء حملة لمقاطعة قنوات (سي بي سي)، ومنها حملة بالاسم نفسه، "رداً على إلغاء برنامج باسم يوسف.. قناة المخابرات سي بي سي"، وكتب مشرف الصفحة: " يسقط يسقط حكم العسكر ، صوتنا لسه طالع طالع"، وكتب عبارة أخرى: "عرفتوا بقي معني الحرية؟".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف