قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كما هو حال أغلبية الشعب السوري وأطياف المعارضة، يسيطر الإحباط على قرّاء إيلاف، وينعدم التفاؤل لديهم حيال مؤتمر جنيف ـ2، المزمع عقده للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية المشتعلة منذ ثلاثة أعوام.صبري عبد الحفيظ من القاهرة: ظهر تشاؤم قرّاء "إيلاف" حيال "جنيف ـ2"، من خلال تفاعلهم مع الإستفتاء الأسبوعي الذي أجرته الجريدة، على مدار أسبوع كامل، وطرحت عليهم السؤال التالي: "حظوظ جنيف-2 في حل الأزمة السورية: كبيرة ـ متواضعة ـ معدومة؟" شارك2705 قرّاء في الإجابة على الإستفتاء، وأعرب1894 قارئاً بنسبة 70.02%، عن اعتقادهم بأن فرص نجاح المؤتمر في وضع حد لمأساة السوريين معدومة تماماً. ويرى 557 قارئاً بنسبة 20.59%، أن ثمة فرصاً متواضعة للحل، وانحازت القلة وعددها254قارئاً، بنسبة 9.39%، إلى الخيار القائل بأن هناك حظوظاً كبيرة لإمكانية التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وحقن دماء السوريين.
صورة مغلوطة المعارضون السوريون لا يرون أية بادرة أمل تلوح في الأفق، في ما يخص نجاح انعقاد "جنيف2"، وقال جبر الشوفي، نائب رئيس المجلس الوطني السوري، لـ"إيلاف" إن كل الجهود الدبلوماسية المبذولة من قبل روسيا وأميركا مؤشر إلى أن مؤتمر "جنيف 2" قد لا يعقد من الأساس قريباً، مشيرًا إلى أن مساعي المجتمع الدولي تحاول بلورة الأزمة في صورة تبدو للجميع وكأنّ هناك طرفين للأزمة السورية، سوف يجلسان إلى طاولة المفاوضات معاً للوصول إلى حل سياسي، ولفت إلى أن هذه الصورة مغلوطة، لأن ما يحصل هو ثورة شعبية تناضل ضد الإستبداد منذ نحو ثلاثة أعوام، ونظام دموي يقتل مئات الآلاف ويشرد نحو أربعة ملايين من أبناء الشعب السوري. وأضاف الشوفي في تصريحات لـ"إيلاف" أن ما ظهر من مناقشات الإئتلاف السوري ينفي إمكانية للموافقة على حكومة إنتقالية بكامل الصلاحيات، وأن تكون المرحلة المقبلة من دون بشار الأسد ورموز نظام حكمه.
عناصر مشبوهة وإنتقد الشوفي محاولة روسيا إدخال بعض العناصر التي وصفها بـ"المشبوهة" ضمن المؤتمر، وقال إن روسيا تحاول إقتحام بعض العناصر في المؤتمر ومنهم رفعت الأسد، عم الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً إلى أن الأسد العم يداه ملوثتان بدماء الآلاف من السوريين، وهو ضمن العصابة الأسدية. ونبّه إلى أن روسيا أيضاً تحاول إقحام قدري جميل، وهو شخصية غير مرغوب فيها، لاسيما أنه أحد أعمدة النظام السوري، وساهم في إرتكاب المجازر بحق عشرات الآلاف من المدنيين السوريين على مدار نحو ثلاثة أعوام.
مقايضة على دماء السوريين وذكر أن ثمة إتفاقاً روسياً أميركياً ضد الشعب السوري، لصالح بقاء نظام بشار الأسد، موضحاً أن أميركا تحاول مقايضة النظام الإيراني على إيقاف البرنامج النووي، مقابل إيقاف الضغط على النظام السوري، لتظل إسرائيل في مأمن. واستطرد قائلاً إن في هذه المقايضة عدة فوائد لإسرائيل، لأن بقاء الأسد يضمن أمنها من ناحية سوريا وحزب الله في جنوب لبنان، بالإضافة إلى أنه سيتم التخلص من البرنامج النووي الإيراني الذي يؤرقها أيضاً.
كسر شوكة بشار وأوضح أن السوريين ليس أمامهم سوى الإستمرار في النضال حتى يتم كسر شوكة النظام المدعوم من إيران، لاسيما بعد أن فقد آليات عسكرية، وانشق أغلب رجالات جيشه، ولفت إلى أن إيران وحزب الله هما اللذان يقودان المعركة وجهاً لوجه مع الجيش الحر، في ما يشبه الإحتلال العسكري، ولم يعد القرار السياسي أو العسكري بيد النظام السوري. وقال الشوفي إن ما يحدث حالياً حول "جنيف 2" لعبة ملغومة تهدف إلى جر المعارضة السورية إلى فخ، تتم بمقتضاه إعادة إنتاج النظام السوري بشكل آخر، ونبّه إلى أن الشعب السوري لن يقبل إلا بإزاحة بشار الأسد عن الحكم وجميع رموز حكمه، ومحاكمة كل من أجرم بحقه وتلوثت يداه بدماء السوريين.
لا قرار بالمشاركة وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري لؤي صافي إن الذهاب إلى "جنيف2" بيد الشعب السوري والائتلاف لا يعدو عن كونه منفذًا لإرادته". وقال صافي في بيان له تلقت "إيلاف" نسخة منه: "إنه لم يتخذ حتى الآن أي قرار رسمي في ما يتعلق بملف الحكومة الموقتة وجنيف2، وإن كلا الملفين على طاولة التداول بين أعضاء الهيئة العامة للائتلاف الوطني". واعتبر صافي أن "ثوابت الائتلاف الوطني ستكون البوصلة الأساسية لأي قرار يتعلق بجنيف2 ،والتي يجب أن تتوّج بتنحي بشار الأسد ومحاكمته على الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين".
لا مكان للأسد وأعوانه هذا ودعا رئيس المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني خالد الصالح، إلى تأمين ممرات إنسانية للمناطق المحاصرة وإطلاق سراح المعتقلين وإيقاف العمليات العسكرية وانتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها إلى الحكومة الانتقالية". وطالب بضرورة وجود جدول زمني محدد لكل مراحل التفاوض"، معتبرًا أن العنصر الزمني يشكل جزءاً أساسيًا من بنود التفاوض وثوابت الائتلاف، وأضاف أن: "بشار الأسد وأعوانه ليس لهم أي مكان في العملية السياسية داخل سوريا". مضيفًا: "نحن لا نضع شروطًا مسبقة لدخول جنيف2، بل تعتبر هذه أطراً أساسية لنجاح المفاوضات". كما أشار صالح إلى "أن مبادئ جنيف1 تمثل الدعائم المركزية للأطر الأساسية لنجاح مفاوضات جنيف2". وأكد على سعي "الائتلاف الجاد لتأمين مناخ مناسب لضمان نجاح الحكومة الموقتة من خلال الدعم المالي القادر على تمويل كافة المشاريع التي أعدت من أجل خدمة السوريين"، مشيرًا إلى أن "هذه الحكومة تحتاج إلى 50 مليوناً شهريًا أي 300 مليون دولار لأول 6 أشهر ".
تسوية مذلة وقال رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا في كلمة ألقاها في مؤتمر أصدقاء سوريا تعليقًا على المشاركة في جنيف2 : "إن قلنا نعم لجنيف2 ستسمعون الشارع يردد بالصوت العالي: "فليسقط الائتلاف وجنيف معاً". وانتقد الجربا في وقت سابق عجز المجتمع الدولي وعدم توازن خطابه السياسي تجاه المجازر التي يرتكبها بشار الأسد بحق السوريين، وقال: "طالبناكم بمجرد حظر جوي أو ضربة رادعة لنظام أوغل في سفكالدماء، فما استطعتم، واليوم تريدون منا أن نبيع تلك الدماء التي عجزتم عن وقف سفكها".
اللاءات الخمس ووصف رئيس الائتلاف جنيف2 التي لا تتفق مع الثوابت التي طرحها الائتلاف بأنها "تسوية مذلة" لا تلبي طموحات الشعب السوري. كما اعتبرها خطوة من جانب الدول، تبيّض خلالها وجهها الإنساني أمام شعوبها، في ما وصفه بالموقف المخزي "حيال مجازر بشار الأسد وفظائعه". هذا وأشار الجربا الى أنه في حال إصرار المجتمع الدولي على موقفه وعدم موافقته على محاسبة الأسد والوقوف أمام إرادة الشعب السوري، فإن دخول جنيف من المحال، متوعدًا السياسة الدولية "بدل الثلاث لاءات خمس لاءات: أخرى هي (لا تفاوض.. لا صلح.. لا اعتراف.. لا تراجع.. ولا لمجتمع دولي عاجز).