دعت أكراد كردستان إيران إلى الحداد رفضًا للإعدامات
رجوي للغرب: مفاوضات طهران النووية مراوغة ولعب بأمن المنطقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وصفت المعارضة الإيرانية المفاوضات النووية بين طهران والغرب بأنها مراوغة إيرانية ولعب بأمن وسلام المنطقة والعالم وتوسع عمليات تصدير الإرهاب والتطرف، وحذرت من أن أي اتفاق بين طهران والغرب لا يوقف بشكل كامل مشاريعها النووية سيمكنها من إنتاج قنبلتها النووية.. بينما دعت المواطنين الإيرانيين، وخاصة في كردستان إيران، إلى ترديد شعارات دينية وإعلان الحداد الخميس المقبل رفضًا لعمليات الإعدام التي ينفذها النظام الإيراني ضدهم.
أسامة مهدي: قالت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي في تصريح صحافي مكتوب من مقرها في ضواحي باريس تسلمته "إيلاف" اليوم في تعقيب على فشل المفاوضات التي جرت على مدى الايام الثلاثة الاخيرة بين وزراء خارجية وممثلي دول 5+1 مع النظام الايراني "إن أي اتفاق أقل من تنفيذ كامل للقرارات الستة الصادرة من مجلس الأمن الدولي بخصوص النووي الايراني ما هو إلا مراوغة من قبل الفاشية الدينية الحاكمة في إيران واللعب بالأمن والسلام في المنطقة والعالم وتقوية تصدير الإرهاب والتطرف".
فرصة نووية
وشددت على أن أي اتفاق بين المجتمع الدولي ونظام طهران من دون توقف كامل للتخصيب ووقف إنتاج أجهزة الطرد المركزي ونصبها وإغلاق كامل لموقع أراك للماء الثقيل وقبول البروتوكول الإضافي والوصول الحر للوكالة الدولية للطاقة الذرية لجميع المواقع وخبراء النظام، الذين تم تغييبهم لسنوات طويلة من وصول الوكالة إليهم سيمنح المزيد من الفرص للنظام للحصول على القنبلة النووية.
وحذرت من أن نيل القنبلة النووية يشكل جزءًا من استراتيجية النظام للاستمرار في بقائه، مؤكدة انه يواصل هذا المشروع حيثما كان ممكنًا. وأوضحت ان قادة النظام قد أكدوا مرات عديدة ان اي تراجع في هذا المجال سيؤدي الى السقوط، لذلك فان الرئيس الايراني حسن روحاني ووزيره في شؤون الخارجية محمد ظريف وبأمر من المرشد الاعلى علي خامنئي ينويان من خلال الخداع وخرق قرارات مجلس الأمن الدولي والاستمرار في التخصيب وعدم الانصياع للبروتوكول الاضافي وعدم تسليم اليورانيوم المخصب إقناع المجتمع الدولي بإلغاء جميع العقوبات المفروضة على ايران أو جزء منها.
واوضحت انه بعد 11 عاما من الكشف عن موقعي نطنز وأراك من قبل المقاومة الايرانية، فان نظام طهران لم يبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال هذه المدة طوعيًا حتى بموقع واحد أو مشروع نووي، بل أذعن به على مضض فقط، وذلك بعد الكشف عنه من قبل المقاومة أو اكتشافه من قبل الوكالة الدولية وبعد عراقيل وأعمال تمويه عديدة وبعد تأخير كبير.
موقع سري جديد
واشارت الى ان المقاومة الايرانية قد كشفت خلال الأشهر الأخيرة عن موقع جديد وسري في منطقة دماوند باسم "معدن شرق" وعن أن الملالي الحاكمين في طهران يعملون على قدم وساق على نقل منظمة الأبحاث الدفاعية الحديثة (سبند) الى موقع سري جديد في طهران، حيث ان هذه المنظمة تشكل مركزًا للأبحاث والتصميم لجزء من التسلح النووي للملالي.
واضافت رجوي انه في عامي 2003 و2004 توصلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا الى اتفاق مع النظام الايراني بشأن تعليق برنامجه النووي، الا أنه قد استغل هذه الفرصة ليكمل مشروعه النووي. واشارت الى قول روحاني في مقابلة أجراها معه التلفزيون الحكومي أخيرا بشأن تعليق التخصيب "اننا أكملنا...اننا أجرينا مفاوضات طهران في تموز/يوليو عام 2003.. فهل تعلمون أن مركز "يو سي اف" قد تم افتتاحه في عام 2004؟.. وهل تعلمون متى تم استخراج الكعكة الصفراء؟ انه في شتاء عام 2004.. هل اننا أوقفنا؟.. كلا .. اننا أكملنا".
واليوم الاثنين حمّل وزير الخارجية الاميركي جون كيري ايران المسؤولية عن عدم التوصل الى اتفاق حول النووي في جنيف مؤكدًا ان اتفاقًا محتملًا سيساعد على حماية اسرائيل بشكل افضل. واضاف في مؤتمر صحافي في ابوظبي ان "مجموعة خمسة زائد واحد كانت موحدة السبت عندما قدمنا اقتراحًا الى الايرانيين، لكن ايران لم يكن بامكانها قبوله في تلك اللحظة. لم يكونوا في وضع يمكنهم من قبوله". وقد انتهت المفاوضات بين القوى الكبرى وايران ليل السبت الاحد في جنيف من دون التوصل الى اتفاق بعد ثلاثة ايام من المحادثات.
إعلان الحداد رفضًا لإعدامات الأكراد
دعت رجوي المواطنين الايرانيين، وخاصة في مناطق كردستان ايران، الى ترديد شعارات دينية واعلان الحداد يوم الخميس المقبل رفضًا لعمليات الاعدام التي ينفذها النظام الايراني ضد معارضيه.
وحيّت رجوي في بيان من وصفتهم "الشهداء والأبطال من أبناء كردستان ايران حبيب الله كول بري بور ورضا اسماعيلي وشيركو معارفي، كما حيّت جميع الأهالي المنتفضين المحتجين في كل من مدن سقز وبانه ومريوان وباوه و نوسود، خاصة الفتيات الكرديات الباسلات، وانتقدت حملات الإعدام التي طالت السجناء السياسيين على يد نظام ايران الإجرامي، ورحّبت بالمناشدة التي أطلقتها المنظمات والمجموعات واللجان المدافعة عن حقوق الانسان والسجناء السياسيين في كردستان للاحتجاج واعلان الحداد العام.
ودعت رجوي، اضافة الى المواطنين الكرد، جميع المواطنين البلوتش والعرب في محافظتي سيستان وبلوتشستان وخوزستان الى الانضمام الى هذه المناشدة "والحركة العادلة التي خرجت في وجه حملات الإعدام التي تستهدف أبناء ايران الأبطال وعمليات استشهادهم المتتالية التي جرت بمظلومية في هذه المناطق".
خصت رجوي بالذكر يوم الخميس المقبل المصادف يوم عاشوراء الحسين، داعية جميع المواطنين إلى ترديد "نداء رسول الحرية الخالد في شهر محرم والعزاء في عموم ايران في وجه استبداد الملالي المقارع للحرية والمبطن بالدجل". وأكدت أن الانتفاضات الشعبية ومناشدات التيارات السياسية والاجتماعية والتظاهرات والاضراب والاحتجاج والتصدي للنظام المعادي للانسانية في أي فرصة وفي كل وقت وفي كل مكان دليل على الحيوية وروح الصمود والمقاومة في كردستان وفي عموم ايران.
ووصفت رجوي الاعدامات في كردستان ايران وتنفيذ اعدام 16 سجينا سياسيا في بلوتشستان أخيًرا عقب الاعدام الجماعي الذي طال 52 من المجاهدين في مخيم أشرف بأنها "دليل سافر على خوف ورعشة نظام الملالي من انتفاضة الشعب الايراني ضد الاستبداد والظلم والاجحاف، في وقت يسعى فيه خلال المفاوضات النووية الى رسم ابتسامة على ملامحه والتلويح باليد للدول الغربية لجرّها الى غضّ الطرف على جرائمه ضد الانسانية ومنع احالة ملف حقوق الانسان الى مجلس الأمن الدولي.
منظمة العفو قلقة
وكانت منظمة العفو الدولية قد دعت السلطات الايرانية أخيرًا الى وقف إعدام رجال محكومين بالإعدام من أبناء الأقلية الكردية في إيران. واشارت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية الى ان السلطات الإيرانية تواصل اللجوء إلى عقوبة الإعدام على نطاق واسع دونما اعتبار يذكر للضمانات القضائية، وبالتأكيد من دون أن تنظر إلى العقوبة على أنها آخر الخيارات. وقالت إن "مجرد فكرة أن رجالًا يمكن أن يعدموا بينما يلف الكثير من الشكوك قضيتهم والإجراءات القانونية المتعلقة بها يبعث على القلق والانزعاج العميق".
ويرزح تحت حكم الإعدام، في سجن رجائي شهر، في كاراج، شمال غرب طهران، ما لا يقلّ عن 26 آخرين من المسلمين السنة، معظمهم من أبناء الأقلية الكردية، حيث تساور منظمة العفو الدولية بواعث قلق بالغ من أن هؤلاء الرجال يمكن أن يكونوا قد حوكموا وفق إجراءات قضائية لم تتقيد بالمعايير الدولية للمحاكمة العادلة.
وطالبت العفو الدولية السلطات الإيرانية بأن تخفف فورًا جميع أحكام الإعدام، بما فيها تلك التي صدرت بحق مرتكبي جرائم تتعلق بالمخدرات وبحق مذنبين أحداث، خلافاً لأحكام القانون الدولي، وعلى أن تفرض حظراً على تنفيذ أحكام الإعدام، كخطوة أولى نحو إلغاء عقوبة الإعدام.
واكدت حسيبة حاج صحراوي قائلة "ثمة انتهاكات خطيرة لا تحصى لحقوق الإنسان ما برحت ترتكب في إيران، ويتعين التصدي لها، فالإفراج عن مجموعة صغيرة من السجناء السياسيين وسجناء الرأي لا يعني سوى القليل، ما لم يكن مؤشرًا إلى تحول جذري في موقف إيران من حقوق الإنسان.
وشددت على ان ايران تظل حتى الآن، ثاني دولة في العالم، بعد الصين، من حيث اللجوء إلى عقوبة الإعدام. واشارت الى ان السلطات الإيرانية قد اعترفت رسمياً بأن عدد من أعدموا حتى هذا الوقت من العام قد بلغ 236 شخصاً، بما في ذلك 23 أعدموا في ايلول (سبتمبر) وحده، لكن مصادر موثوقة ذكرت أن ما لا يقل عن 160 حكماً آخر بالإعدام قد نفذ في عام 2013.