المواطنون يرون فيها توظيفًا لمصالح خاصة
سياسيون عراقيون يحيون عاشوراء ليفوزوا في الانتخابات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مع حلول محرم، يشارك السياسيون العراقيون في ايام عاشوراء بملابس سوداء. يحضرون مواكب العزاء ومجالس التعزية، ويسيرون على الاقدام إلى كربلاء مع جموع الناس في المشاية، حيث تسهل مشاهدتهم وهم يقدمون الاطعمة والأشربة إلى الناس، في دعاية إنتخابية واضحة.
عبد الجبار العتابي من بغداد: يستغرب العديد من العراقيين ما يشاهدونه من السياسيين والبرلمانيين العراقيين في شهر محرم، وبالتحديد ايام عاشوراء، حيث يبذلون جهودًا مضاعفة للظهور امام الناس والاقتراب منهم، فيما عيونهم تتطلع إلى الانتخابات والمناصب، وإلى الكاميرات التي ترافقهم.
فمع حلول محرم، يبدأ الكثير من السياسيين والبرلمانيين بالتحضير لأيام عاشوراء عبر الظهور بملابس سوداء. وما أن تبدأ هذه الايام حتى تصبح مواقع التواصل الاجتماعي افضل وسيلة اعلانية لنشر صورهم وهم يمارسون الطقوس الحسينية، كحضور مواكب العزاء في الشوارع أو مجالس التعزية في المساجد بكثير من الرهبة والخشوع، من اجل المشاركة والاستماع إلى المحاضرات الدينية.
وهناك من يتجاوز هذا إلى السير على الاقدام إلى كربلاء مع جموع الناس الذين يسميهم العامة (المشاية)، وهناك من السهل مشاهدة السياسيين وهم يقدمون الاطعمة والاشربة إلى الناس.
ضد التوظيف السياسي
اعرب الشيخ علي الزبيدي، رجل دين، عن استغرابه لهذه السلوكيات التي تبدر من بعض السياسيين الذين قال إنهم ينسون الحسين أحد عشرشهراًويذكرونه شهرًا.
وقال: "لا اعرف لماذا يتبع بعض السياسيين مثل هذه السلوكيات، وهم يعرفون انهم غير قادرين على أداء واجبهم الشرعي في عملهم لخدمة المواطن، ومنع تفشي الفساد ومحاربته، فما يحدث في العراق وما نسمعه عن السياسيين وغيرهم من اصحاب المناصب من تفضيلهم لمصالحهم الذاتية على المصلحة العامة، وحال البلد الذي يسر الاعداء فقط، يجعلني أقول إنهم منافقون".
اضاف: "هؤلاء السياسيون الذين لم نشهد لهم نفعًا للناس بقدر منافعهم لأنفسهم وأحزابهم لأنهم في حقيقة الامر يتنافسون على خداع الجمهور ورسم صورة امام بأنهم يعملون بمبادىء الحسين، ويضحون مثل تضحياته، فهمهم الوحيد هو البقاء في مناصبهم والاستفادة منها اقصى فائدة، يرتدون ملابس النسك والتقوى في ايام عاشوراء وهم لم يعملوا للناس اية خدمة تنفعهم".
وختم حديثه: "انا لست ضد مشاركتهم في الطقوس والشعائر الحسينية، لكنني ضد التوظيف السياسي لها".
لا ألومهم
اكد جواد عواد، طالب جامعي بجامعة بغداد، أن شهر محرم موسم مهم للسياسيين ليغفروا ذنوبهم في الاشهر الاخرى، وقال: "سمعت احد رجال الدين يقول إن شهر محرم وممارسة طقوس عاشوراء تغفر ذنوب الاشهر الماضية، واعتقد أن السياسيين عندنا يؤمنون بهذا القول، فهم يفسدون ويبتعدون عن مصالح الناس ويسافرون ويتمتعون طوال اشهر السنة حتى اذا ما اقترب شهر محرم اصابتهم التقوى".
واضاف: "انا لا الومهم وانما اوجه اللوم إلى الشعب الذي يصدقهم، فكل الذي يحصل في العراق هو بسبب مشاكلهم وأنانيتهم".
وتستغرب السيدة علياء فائز، موظفة في وزارة الصحة، ما يفعله البرلمانيون من اقتراب من الدين ايام عاشوراء.
وقالت: "عندما يأتي موسم الحج تجد البرلمانيين ذهبوا إلى بيت الله الحرام، وحين يأتي محرم نشاهدهم يرتدون ملابس الحداد والحزن، وعندما نأتي إلى حقيقتهم نعرف أنهم سبب بلاوي العراق".
اما بشار عبد الوهاب، سائق سيارة اجرة، فقال: "سمعت شعرًا شعبيًا يقول ما معناه (لو أن الامام الحسين قال للبرلمانيين رواتبكم حرام لوضعوا عبوة ناسفة في منحره)، وهذا تعبير صحيح جداً، يستغلون عاشوراء لتقديم الشاي والطعام للناس ونجدهم في باقي الايام يمنعون الماعون ويشاركون في سرقة اموال الشعب، حتى في ايام عاشوراء يوظفون جهودهم للدعاية لأنفسهم".
دشداشة الفقراء
يؤكد محمد غازي الاخرس، الكاتب والصحافي، وجود استثناءات في النقيض الطيب، متسائلًا كيف يحكم هؤلاء. قال: "مع كل محرم، يخلع السياسي بدلته الأنيقة ليرتدي دشداشة الفقراء، تتغيّر ملامح الصرامة في وجهه الشبيهة بالسيوف المتقاطعة لتحل محلها سيماء استكانة أين منها استكانة البسطاء الذين نصادفهم في طريق كربلاء".
أضاف: "أراني أغضب وأخاطبهم في سري... عجبًا لكم، أوتدعون للحسين قربًا عاطفيًا، وقد اغتنيتم من أموال السحت الحرام وراكمتم الثروات وشيدتم القصور بالفساد واستغلال السلطة؟ أو تزعمون انتسابكم لأبي عبد الله الحسين وبين ظهرانيكم ينتعش من يأكلون باسمه أموال الفقراء؟ تتسلطون على خلق الله وتشيحون بأبصاركم عن همومهم معتزلين في قصوركم، ثم إذا حلت ذكرى عاشوراء، هرعتم وزاحمتموهم في هذه الفسحة؟".