محرّروها يسردون ذكريات جميلة بعد 45 عاما على صدورها
الجمهورية... صحيفة عراقية حجبها الإحتلال وأحيا ذكراها صحافيوها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الجبار العتابي من بغداد: استذكر صحافيون عراقيون جريدة (الجمهورية) البغدادية لمناسبة ذكرى تأسيسها الذي صادف يوم الرابع من شهر كانون الاول عام 1958، والتي ارغمتها سلطة الاحتلال على الاحتجاب عن الصدور في نيسان عام 2003، واستذكروا أيامهم فيها والاسماء الكثيرة التي عملت فيها طوال سنوات صدورها على امتداد 45 عاما.
وحيا الصحافيون جريدتهم (الجمهورية) التي توقفت عن الصدور بقرار من سلطة الاحتلال الاميركي بعد الغائها وزارة الاعلام، مستذكرين زملاءهم الذين كانوا حاضرين في اروقتها وحرمها لكنهم تفرقوا في مختلف الامكنة من العراق والعالم.
الجمهورية... جمهوريتان
سرد الصحافي مصطفى كامل تاريخ الجريدة والتغيرات التي طرأت عليها، وقال: "هناك (جمهوريتان)، الاولى صدرت عام 1958 وكان يرأس تحريرها المرحوم عبدالسلام عارف (رئيس الجمهورية لاحقا) ومدير تحريرها المرحوم سعدون حمادي (وزير الخارجية لاحقا) وتوقفت عن الصدور بقرار من وزارة الارشاد آنذاك، بعد اعتقال عارف في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1958.
اما الجمهورية الثانية فقد صدرت بعد 8 شباط/ فبراير 1963 باسم (الجماهير) وكان يشرف عليها طارق عزيز (وزير الخارجية الاسبق المحكوم بالاعدام حاليا) وقد توقفت عن الصدور بعد احداث 13 - 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 1963 لتصدر بعدها الجمهورية، بصورتها النهائية في 4 كانون الاول/ ديسمبر 1963 وهذا التاريخ اعتمد لاحقا يوما لتأسيسها، وهو ما بقي عليه الحال في عهد ثورة تموز 1968، حيث تولى رئاسة تحريرها المرحوم سعد قاسم حمودي (وزير الاعلام ونقيب الصحافيين العراقيين والعرب لاحقا) صبيحة يوم 17 تموز/ يوليو 1968 وبقي فيها حتى العام 1977 حينما غادرها وزيراً للإعلام".
وأضاف ان (الجمهورية) تعد في عرف كثير من الصحافيين العراقيين ومؤرخي الصحافة العراقية امتدادا لصحيفة (الحرية) التي أسسها الصحافي القومي المرحوم قاسم حمودي (والد سعد) حيث انتقل إلى (الجمهورية) كل الصحافيين الذين كانوا يعملون في (الحرية) ما ساهم في رفع كفاءتها المهنية.
وتابع: "بقيت مدرسة ضمَّت أفضل النخب الصحافية من عراقيين وعرب وكانت الصحيفة العراقية الأولى التي تطبع بالألوان، في منتصف السبعينات، وهي الصحيفة الوحيدة التي أصدرت، آنذاك، أكبر عدد من الملاحق الأسبوعية، بلغت خمسة، في تجربة لم تألفها الصحافة العراقية والعربية حينذاك".
موقع الكتروني باسمها
الصحافي مازن صاحب إقترح موقعا الكترونيا باسمها، وقال: "هناك فكرة لاصدار صحيفة الكترونية باسم الجمهورية بذات العنوان وهناك الآن صفحة اولية على الفيسبوك بهذا الاسم، ومن المهم جدا التذكير بان صاحب الفكرة الاساسي هو الزميل عقيل صالح الذي قام بإصدار (الجمهورية) على فايسبوك من مقره في المغرب".
مدرسة عراقية في الصحافة
الى ذلك، قال الصحافي رافد حداد: "أنا عملت في وقت متأخر فيها وكان لي الشرف ان التقي زملاء قمة في الخبرة والتجربة الصحافية ولكني كنت اتردد على قسم التحقيقات في الصحيفة نهاية السبعينات عندما كان يرأسه الصحافي حاتم حسن لألتقي الصحافي المخضرم الراحل يحيى الشمال".
من جانبه، اعتبر الصحافي عيسى العبادي (الجمهورية) من أفضل الصحف العراقية وأهمها على امتداد تاريخ العراق الحديث.
ذكرى عبقة
اما المصممة السابقة في (الجمهورية) ابتسام سعيد فقالت: "كل واحد من افراد (الجمهورية) كان نبراسا وضوءًا ينير دروب المسيرة الصحافية".
وإستذكر الفني احمد الشهابي زملاءه قائلا: "عملت في الجريدة منذ عام 1973 مصمما ورساما في القسم الفني الرائع بفنانيه، ومنهم : جبار مجبل وبسام فرج وخضير الحميري والمرحوم عباس فاضل وعزيز النائب وصبيح كلش وسعدون فياض وابراهيم عبد الرزاق وعبد القهار وسمير حسين ومالك المقدادي وكريم الخطاط ومالك البكري رحمه الله وبديعة ابراهيم واطوار وسهام زوجة سلام العياش وفاطمة عمر وفوزي زوج اطوارابراهيم وغيرهم، وقد تعاقب على القسم الفني الكثير من الفنانين من رسامين ومصممين ومنفذين وهذا القسم كان برئاسة الاستاذ ضياء حسن أبو هدى".
أسف وتحسّر
وقال وليد نايف: "دخلتها عام 1980 وكنت رساما للكاريكاتير وبعدها بسنة عملت في الصفحة الثانية كرسام يومي وهنالك توطدت علاقتي بالراحل فرات الجواهري وقد تعرفت الى الاستاذ صاحب حسين وبعده الاستاذ سامي مهدي الذي جعلني - بصرامته - اترك الجمهوية واختار البقاء في جريدة الثورة، ولا انسى ابطال الصفحة الاخيرة الراحل ابو فرات السوري ومن بعده وداد الجوراني ثم احمد عبد المجيد وتوأمه صباح ناهي".
مدرسة خالدة
أما نصير العلي فقال: "ان الجمهورية حوت نخبة الاعلاميين ومن تقاليدها انه في بداية تعيين المتدرب او المتمرن كان يمنع عليه ممارسة مهمة مندوب او كاتب الا بعد قضائه في العمل ستة اشهر على الاقل يتنقل ما بين قسم الانصات ثم قسم مندوبي مكاتب المحافظات ثم التصحيح والاخراج الفني وكانت الغاية من ذلك صقل موهبتة وزيادة خبراته، ثم تأتي مرحلة التمرين في قسم المحليات حيث يخرج المتدرب كل اسبوع مع مندوب مختلف ويبقى بعدها يكتب من دون نشر اسمه على الخبر لحين كتابته خبرا رصينا بدون اخطاء وبدون تعديل".