أخبار

بحماية 35 ألف عسكري ومشاركة 42 ألف أجنبي

العراقيون هاجموا الحكومة وتحدوا التفجيرات وأحيوا عاشوراء

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فيما عطل العراق من جنوبه إلى شماله الخميس وسط إجراءات أمنية مشددة يشارك فيها 35 ألف عسكري بحماية طائرات الجيش، تحدى مليونا عراقي التفجيرات التي استهدفتهم خلال الساعات الاخيرة وأحيوا في مدينة كربلاء ذكرى مقتل الامام الحسين يشاركهم عشرات الآلاف من المسلمين القادمين من مختلف الدول العربية والاسلامية، حيث وجه المشاركون انتقادات حادة للحكومة وكبار مسؤوليها.

لندن: أعلنت الحكومات المحلية في عدد من المحافظات العراقية من بينها النجف وكربلاء المقدسة وبابل وذي قار يومي الاربعاء والخميس اللذين صادفا التاسع والعاشر من شهر محرم عطلة رسمية، اما العاصمة بغداد وعموم العراق فقد حددت الامانة العامة لمجلس الوزراء العطلة اليوم الخميس، وكذلك حكومة اقليم كردستان التي تقع ضمن ادارتها محافظات أربيل ودهوك والسليمانية.

وبلغت حشود الزائرين ذروتها فجر اليوم حيث قراءة ما يطلق عليه "المقتل الحسيني" في مختلف المساجد والحسينيات وآلاف مواكب العزاء. واحتشد الزوار المتشحون بالسواد في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) حيث مرقد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب وراحوا يضربون صدورهم ورؤوسهم ويجلدون أنفسهم بالسياط خارج المرقد حزنًا على مقتله عام 61 للهجرة المصادف 680 ميلاديا.

واعلنت وزارة الداخلية عن دخول 42 ألف زائر عربي وأجنبي إلى البلاد للمشاركة في هذه المراسيم، حيث أشار مدير المنافذ الحدودية في الوزارة عصام الحلو الىأن "منافذ سفوان والشلامجة والشيب وزرباطية ومطار النجف الأشرف سجلت دخول 42 ألف زائر عربي وأجنبي إلى البلاد خلال الأيام القليلة الماضية لأداء مراسيم العاشر من محرم الحالي. واضاف أن هؤلاء الزائرين قدموا من الكويت والإمارات والبحرين وإيران وباكستان وبنغلادش، اضافة إلى ايطاليا وفرنسا والسويد وبريطانيا وهولندا وألمانيا.

انتقادات حادة للحكومة ووزرائها

وقد شهدت مواكب العزاء، التي يقودها منشدون ومرددون في مدح الحسين وثورته ضد الظلم، انتقادات حادة للحكومة ووزرائها وخاصة الفساد المستشري في مفاصلها. كما انتقدت هذه الهتافات بالشعر الشعبي الاحزاب وأشارت إلى الانتخابات العامة التي سيشهدها العراق في 30 نيسان (أبريل) عام 2014 معتبرين أن انتقاداتهم هذه هي تعبير عن اصواتهم منادين بذلك الامام الحسين الذي وصفوه بأبي الاحرار :

ومن بين ما رددت مواكب العزاء هذه:

الزلم تاكل ابكد افعالهَ
وانتو بكتو من الرعيّه اموالهه
وين فعلك ياوزير
يلبكت قوت ألفقير
يا ابو الاحرار هاي اصواتنا
*****************
المنطقة الخضراء لتعرفونهة
تملكوهة وللاحفاد انطوهة
لاحلال ولا حرام
منكم تبرة الاسلام
يا أبو ألاحرار هاي أصواتنا
***************
غسل أيدة ألشعب من حكامة
بالمأسي ضيعوا أحلامة
بينة لعبت هالاحزاب
هم يجي يوم الحساب
يا أبو ألاحرار هاي أصواتنا

عنف رغم الإجراءات الأمنية

وخلال الساعات الاخيرة، شهدت مناطق مختلفة من العراق اعمال عنف جديدة اودت بحياة 54 شخصًا، وخصوصًا من الزوار الشيعة الذين تدفقوا على كربلاء عشية احياء ذكرى عاشوراء، واستهدفت الهجمات التي وقعت خصوصًا في شمال العاصمة وغربها قوات الأمن ايضًا.

وقد دأبت الجماعات المسلحة على استهداف الزائرين خلال المناسبات الدينية وتنوعت أساليبها بين الهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة واللاصقة والعجلات المفخخة رغم تطبيق الأجهزة الأمنية خططاً لحماية الزوار تنشر خلالها الآلاف من عناصر الأمن، غير أن هذه الإجراءات لم تمنع بشكل نهائي عمليات استهداف الزائرين.

ولقي اكثر من 5600 شخص مصرعهم منذ بداية العام الحالي منهم 964 خلال الشهر الماضي وحده، وهو اكثر الاشهردموية منذ نيسان (ابريل) عام 2008 ،حيث تعد موجة العنف الدموي الحالية الأسوأ التي يشهدها العراق منذ ذلك العام.

وجرت مراسيم اليوم بحماية 35 ألف عسكري حشدتها قوات عمليات الفرات الاوسط، بمساعدة وزارتي الداخلية والدفاع، حيث أن عملياتها الاستباقية اسفرت عن اعتقال اكثر من 60 مطلوبًا وتفكيك سيارات مفخخة كانت معدة لاستهداف زوار كربلاء.

وقال الفريق الركن عثمان الغانمي قائد عمليات الفرات الاوسط خلال مؤتمر صحافي بكربلاء إن جميع القطعات والتعزيزات التي طُلبت من وزارتي الدافع والداخلية أرسلت بالكامل بما فيها الأجهزة الساندة من عجلات دفاع مدني وعجلات سونار واجهزة كشف المتفجرات، موضحًا أن الخطة الأمنية تميّزت ببقاء القطعات الماسكة للأرض في مواقعها وتوزيع قطعات التعزيز على محاور مركز مدينة كربلاء واطواقها.

وأشار إلى أن أكثر من 35 ألف عنصر أمني شارك بإدارة الملف الأمني ضمن الحدود الادارية لمحافظة كربلاء فقط خلال أيام الزيارة، فضلاً عن تعزيز محافظتي بابل والنجف المجاورتين بفوجين من الداخلية والدفاع. واوضح أن قطعات من الجيش قامت بتأمين حدود النجف الخارجية وخاصة باديتها مع السعودية بمساندة قوات الحدود وبدعم من طائرات القوة الجوية. واضاف أن الإجراءات شملت تأمين الطرق الرابطة بين بغداد والحلة جنوبها وصولاً إلى كربلاء من خلال طيران الجيش والقيام بعمليات استباقية لملاحقة المجاميع المسلحة.

إجراءات خدمية وصحية

وكانت ادارات البلدية والماء والمجاري في كربلاء اعلنت الجمعة الماضي وضع خطط موسعة لتقديم الخدمات للزائرين قسمت فيها مركز المدينة إلى قواطع نشرت فيها فرقها وآلياتها لتقديم الخدمات على مدار الساعة، وطالبت الزائرين وأصحاب المواكب بالتعاون معها والحفاظ على نظافة المدينة والحفاظ على الممتلكات العامة.

وقد تم لذلك نشر حوالي 35 مفرزة طبية و170 سيارة إسعاف في مناطق متفرقة من مركز مدينة كربلاء ومداخلها الثلاثة. وكان مجلس الوزراء العراقي وافق في الرابع من الشهر الحالي على تسليف محافظة كربلاء مئة مليار دينار (حوالي 84 مليون دولار) لتغطية نفقات زيارات محرم.

ويحيي المسلمين الشيعة في العراق والعالم ذكرى عاشوراء في العاشر من محرم الحرام من كل عام، حيث تعد من أكبر المناسبات الدينية لديهم وهي مقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب في أجواء يخيم عليها الحزن وترفع الرايات السوداء وسط المجالس التي تروي السيرة التراجيدية للحدث.

ففي العاشر من محرم وقعت مأساة الطف، حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين مع عشرات من افراد عائلته عام 61 للهجرة المصادف 680 ميلادية باعتبار هذه المناسبة اكثر الاحداث مأسوية في تاريخ الشيعة، ولذلك تعد زيارة كربلاء خلال عاشوراء من ابرز المناسبات الدينية حيث يصلها مئات الآلاف من الاشخاص سيرًا على الاقدام من مختلف مناطق العراق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف