أخبار

حكم بلاده خمس سنوات فقط ووضعها على طريق الديمقراطية

مانديلا الذي يثني عليه قادة أفريقيا كان استثناء في القارة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في القارة السمراء من يصل إلى الحكم فإنه يبقى على الكرسي إما لحين وفاته أو وقوع إنقلاب ضده أو نقل الحكم بالوراثة إلى أحد أفراد العائلة أو المقربين من الرئيس، بينما كان الاستثناء هو نلسون مانديلا الذي حكم جنوب أفريقيا لمدة خمس سنوات فقط ووضعها على طريق الديمقراطية.دكار:أثنى القادة الافارقة عليه بعد وفاته، لكن قلة منهم حذوا حذوه. فنلسون مانديلا انتخب رئيسًا في 1944 لكنه اختار أن يقود البلاد خمس سنوات فقط لوضعها على طريق الديموقراطية.وبالاشادة ببطل النضال ضد نظام الفصل العنصري الثلاثاء في سويتو امام عدد كبير من الرؤساء وبعضهم في الحكم منذ اكثر من عشرين سنة، ادلى الرئيس الاميركي باراك اوباما بتصريح لاذع.وانتقد اوباما "الكثير من القادة الذين يزعمون أنهم متضامنون مع نضال نلسون مانديلا من اجل الحرية لكنهم لا يتسامحون مع معارضة شعبهم". وقد فضل نيلسون مانديلا اول رئيس أسود في جنوب أفريقيا انتخب في اول اقتراع حر في البلاد بدفع منه، مباشرة بعد التحرر من نظام الفصل العنصري، في 1999 عدم الترشح لولاية جديدة كما يسمح به الدستور.وبعد خمس سنوات من سياسة ركزت على الحوار والمصالحة مع الاقلية البيض، افسح مانديلا الذي كان عمره حينها 81 سنة، المجال امام انتخاب خليفته ثابو مبيكي. وفي تصريح لإذاعة فرنسا الدولية غداة وفاة مانديلا في الخامس من كانون الاول/ديسمبر، قال الكاميروني أشيل مبيمبي استاذ التاريخ والتنمية في جامعة ويتواترساند في جنوب افريقيا، والمتخصص في ما بعد الاستعمار "أنه مثال لم يقتد به الا نادرأ، خصوصًا في افريقيا".واضاف ان مانديلا "اثبت فعلا أن لا حكم الا في خدمة الشعب، وهي خدمة تقتضي أدنى درجة من التضحية بالذات والالتزام بخدمة الآخرين، ولا يمكن الحكم الا أن يكون موقتًا". وباستثناء بلدان قليلة مثل السنغال وغانا، يقود معظم بلدان القارة، التي اتسم تاريخها بالانقلابات والنزاعات، وما زالت تعاني من الفقر رغم الثروات الطبيعية الهائلة، قادة متسلطون استغنوا مع مر سنين الحكم الطويلة. وغالبا ما يتجاهل هؤلاء القادة ومعظمهم مسنون، الحوار والمصالحة التي كانت عزيزة على نلسون مانديلا، بل بالعكس لا يحتملون معارضة معارضين، عمومًا مضطهدين ، ويتشبثون بحكمهم بتنظيم انتخابات صورية ومزورة.ومن هؤلاء، رئيس زيمبابوي روبرت موغابي البالغ من العمر 89 سنة قضى منها 33 في رئاسة بلاده المجاورة لجنوب افريقيا. وكان موغابي بطل نضال تحرير افريقيا واودع السجن وكان من اكبر مساندي نلسون مانديلا وحزبه.لكنه يقول باستمرار إن "الموت" وحده سيحرمه من الحكم. وقال المحلل المتخصص في دول افريقيا الجنوبية في مجموعة الازمات الدولية بيرس بيغو إن هناك "محاولة ايجاد طريق افريقية" نحو الديموقراطية لكنها تصطدم "بمقاومة بعض القادة".وشرح تلك "المقاومة" بالقول "عندما لا تكون في السلطة تفتقر الى الفرص الاقتصادية وتأثيرها". لكنه اضاف أن هناك أملاً "لأننا رأينا خلال العشرين سنة الاخيرة عدة ممارسات ديموقراطية تنمو والتزامًا بتلك الممارسات ودفعًا باتجاه انتخابات متعددة الاطراف" مؤكدًا "ان المسار ابطأ مما نريد (...) لكنها عملية في تقدم".واعتبر الباحث أنه في جنوب افريقيا "كان لمانديلا وقع على مواقف وآراء الناس، وأنه شجع الموقف المتمثل في انتقاد تجاوزات" بعض القادة، وأنه "اقام نموذجًا ووجه رسالة شاملة امتدت عبر كل انحاء أفريقيا". وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إن هذه الرسالة من مانديلا ذهبت الى حد بعيد وأنها "اكبر شجرة باوباب غرست جذورها فنبتت في كل انحاء المعمورة"، في اشارة الى نوع من الاشجار ينمو في افريقيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف