معارض سوري وناشط قبطي: الإنعزال لا يفيد الأقليات
قراء إيلاف يدعون مسيحيي الشرق إلى الانخراط في الثورات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حضّ قراء إيلاف مسيحيي الشرق إلى الانخراط في المشاريع الثورية، ليكون النظام الديمقراطي ملاذهم، بدلًا من الأنظمة الاستبدادية التي عاشوا في كنفها عقودًا.
القاهرة: يواجه مسيحيو الشرق الأوسط العديد من الصعوبات والأزمات المتلاحقة، في ظل ظهور الجماعات الإسلامية المتشددة في المنطقة، والتي زادت من نشاطها مع اندلاع ثورات الربيع العربي واسقاط بعض الأنظمة الديكتاتورية.
دعوة للانخراط في الثورة
يدعو قراء "إيلاف" المسيحيين إلى الوقوف بجانب المشاريع الثورية، لأنها خلاصهم من كل خطر. وقد جاء ذلك في الإجابة على سؤال الإستفتاء الإسبوعي: "أيهما أضمن لسلامة مسيحيي الشرق الأوسط؟". شارك 8279 قارئًا في الإستفتاء، وانحازت الأغلبية إلى جانب خيار "الإنخراط في المشاريع الثورية"، وعددهم 7133 قارئًا، ما يمثل 86% من المصوتين. بينما رأى 1146 قارئًا، أي نسبة 14% من المصوتين، أن التزام المسيحيين جانب السلطة يوفر لهم الحماية.
فمسيحيو الشرق الأوسط يقفون ما بين الإنخراط في الثورات العربية نحو القضاء على الإستبداد ونيل حريتهم وبناء أوطانهم على أسس ديمقراطية، أو الوقوف إلى جانب الأنظمة القائمة، لاسيما أن رياح الربيع العربي تحمل الجماعات الإسلامية إلى السلطة، وهي ترى في غير المسلمين عدوًا إستراتيجيًا.
لكن الحقيقة الواضحة هي أنهم لم يكونوا في راحة وترف بظل الأنظمة الديكتاتورية، ما دعا أقباط مصر إلى المشاركة بقوة في ثورة 25 يناير رغم معارضة الكنيسة للثورة ووقوفها إلى جانب النظام. وانضم بعض المسيحيين في سوريا إلى الثورة، ويدفعون ثمنًا لذلك تدمير كنائسهم أو استهدافهم من جانب الجماعات المتشددة أو النظام. كما بارك مسيحيو العراق إسقاط نظام صدام حسين، ودفعوا الثمن أيضًا.
صمام الأمان
إن الإنعزال بعدم الإنخراط في الهوية الوطنية، أو الإنكفاء، أو إلتزام جانب السلطة، لن يضمن للأقليات الحماية. هكذا قال المعارض السوري جبر الشوفي ل"إيلاف"، مضيفًا: "عانى المسيحيون من الأنظمة الإستبدادية كثيرًا، ولم يحصلوا على حقوقهم، ولم ينعموا بالحماية"، مشيرًا إلى أن تقسيم الشعوب إلى فئات وطوائف، وإظهار أن لها مصالح متعارضة هي لعبة الأنظمة الديكتاتورية، ولاسيما النظام السوري.
أوضح الشوفي أن هذه اللعبة السياسية لا يجب أن تمر على المسيحيين، وكافة الجماعات التي تشكل نسيج أي مجتمع سواء أقلية أو أكثرية، "لاسيما أن بناء الأوطان على أسس ديمقراطية، هو ما يضمن للجميع الحقوق والحريات".
لم ينكر الشوفي خوف المسيحيين في دول الربيع العربي من الجماعات المتشددة، "لكن تلك الجماعات تعاني التشويش، أو هي من صناعة الأنظمة الإستبدادية، حتى تزرع الشك والخوف والشقاق بين أبناء الشعب الواحد، بهدف تفرقته وتشتيت ذهنه عن الهدف الأساس، وهو إزالة تلك الأنظمة الإستبدادية وبناء دولة ديمقراطية تحترم الجميع، ويستظل فيها الجميع بالقانون".
وخلاصة القول، بحسب ما يرى الشوفي، إن إلتزام جانب الثورة والوقوف في الصف الوطني لإسقاط الأنظمة الإستبدادية التي عانى منها الجميع، وإقامة الدولة على أسس ديمقراطية، هي صمام الأمان للجميع.
الانخراط في المجتمع
شارك الأقباط في مصر بقوة في ثورتين خلال ثلاثة أعوام، ولم ينحازوا إلى جانب الأنظمة الإستبدادية. وقال نادر الصيرفي، عضو رابطة أقباط 38 لـ"إيلاف": "الضمان لأمن وحقوق الجميع في أي وطن هو إقامة دولة على أساس سيادة القانون والديمقراطية، والكنيسة كانت تعارض ثورة 25 يناير، وإلتزمت جانب نظام مبارك ظنًا منها أن الوقوف في صف السلطة سيمنح الأقباط الأمان، ويضمن لهم الحصول على حقوقهم، إلا أنهم خالفوا تعليمات الكنيسة، وشاركوا بقوة في الثورة إلى جانب إخوانهم المسلمين، وحصل الجميع على الحرية".
أضاف الصيرفي: "الكنيسة وعت الدرس جيدًا في ثورة 30 يونيو، وشاركت بقوة مع الأقباط في الثورة ضد حكم الإخوان، والبابا تواضروس شارك في الإجتماع الذي عزل بموجبه الرئيس السابق محمد مرسي.
وبحسب وجهة نظر الصيرفي، الأفضل لأية أقلية أو فئة من المجتمع ألا تظهر بصفتها الطائفية، وأن تنخرط في المجتمع، وأن يعيش أبناؤها مع إخوانهم في الوطن من دون تمييز، وأن ينخرطوا في الأزمات، ويحاولوا حلها مع المجموع. ولفت الصيرفي إلى أن الإنعزال لن يفيد المسيحيين في الشرق الأوسط، حتى وإن بدا لهم أنه الحل الأمثل في المرحلة الراهنة.