قد يتكرر في المستقبل مع وجود ايادٍ خبيثة وطابور خامس
اعتداء صيدا: الجميع متضامن مع الجيش اللبناني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد الاعتداء الاخير على الجيش اللبناني في صيدا، اعلنت المدينة بمعظم اطيافها تضامنها مع الجيش اللبناني، ولكن مع وجود طابور خامس يتدخل قد يتكرر الاعتداء عليها في المستقبل.
بيروت: تترك عملية استهداف الجيش اللبناني في صيدا اكثر من علامة استفهام حول من يريد اعادة التوتر الى عاصمة الجنوب ومن يريد استهداف المؤسسة العسكرية، اذ عادت صيدا منذ يومين الى واجهة الاحداث الامنية، حيث استهدفت مجموعة مسلحة عند جسر الاولي فيها حاجزًا للجيش اللبناني، فيما عمد احدهم الى تفجير نفسه على حاجز للجيش في مجدليون ــ بقسطا، ما أدى الى استشهاد رقيب أول ومقتل عدد من المسلحين وبينهم المفجِّر الذي تبين أنه من مواليد مدينة صيدا وأنه كان مزنرًا بحزام ناسف.
وفي وقت استمرت التحقيقات القضائية والعسكرية في حادثتي الإعتداء على مؤسسة الجيش اللبناني في صيدا ومجدليون، والتي قيل إن قتيلي مجدليون هما من نفذا الهجوم على الجيش في الأولي. توالت ردود الفعل، من قبل شخصيات سياسية ودينية وإجتماعية، مستنكرة الجريمة، وطالبة أن يكشف مَن وراءها، والتصدي لهذه الهجمة عبر الالتفاف حول هذه المؤسسة، التي تحمي كل لبنان.
يقول رئيس بلدية صيدا محمد السعودي لـ"إيلاف" إن الاجواء في صيدا اليوم غير متشنجة بل بالعكس، وما حصل يدور حوله الشك بأن يكون وراءه انتحاري أو غيره، فنحن نعرف أن الانتحاري يفجر نفسه بزنار، ومن كان على جسر الاولي واستهدف الجيش اللبناني كان يحمل قنبلة، وهرب بعدما رماها.
اما التحقيقات برأيه فلا تزال مستمرة ومن القى القنبلة على الاولي لا يزال مجهول الهوية.
ويلفت السعودي أن الجميع في صيدا متضامن مع الجيش اللبناني، فصيدا عبر التاريخ كانت دائمًا متضامنة مع الجيش اللبناني.
ويؤكد السعودي أن تفاصيل الاستهداف في مجدليون لا تزال غامضة، اما تفاصيل استهداف الاولي فباتت معلومة وكانت هناك سيارة فيها اشخاص ترجلوا كي لا يتم تفتيشهم، ونزل احدهم والقى قنبلة بنفسه.
وبرأيه أن من اراد استهداف الجيش اللبناني هو نفسه من يريد استهداف السلم في لبنان، ليس في صيدا فقط بل في بيروت وطرابلس والقصير وكل الاماكن، ويضيف:"رأينا الفتنة تطل بالامس من بعلبك، وقبلها بالضاحية وطرابلس، هذا مسلسل يومي يراد منه استهداف السلم الاهلي".
ويرى السعودي أن القوى السياسية في صيدا تستطيع مجابهة كل تلك العمليات المخلة بالامن بتضامنها، وهذا ما جرى بالتحديد هذه الفترة، فجميع الاطراف في مدينة صيدا عمدت الى ادانة العمل المجرم، وقمنا باعتصام رمزي في صيدا لمدة 10 دقائق في مركز بلدية صيدا ومستشفى حمود، فالجميع استنكر، كل صيدا توحدت مع الجيش اللبناني، وشجبت هذه الاعمال.
اما كيف يمكن طمأنة اهالي صيدا أن هكذا هزة امنية قد لا تتكرر في المستقبل؟ يجيب السعودي :" لا احد يمكن ضمان أنها لن تتكرر طالما هناك ايادٍ خبيثة وطابور خامس في لبنان ستتكرر، لا يمكن طمأنة الناس وكل ما يمكن أن نتمناه أن يحفظ الله هذا البلد من ابنائه، فاللبنانيون بخلافاتهم يجلبون الازمات الى بلدهم.
ادانة شاملة
بدوره، يؤكد رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري لـ"إيلاف" أن الوضع في صيدا الآن مستقر، وتبدو الحياة بظاهرها طبيعية، وعادت الامور الى الحركة في الاسواق، ولكن المدينة تعيش اجواء حذرة وقلقة، لأن الصورة لم تصبح منتهية المعالم بعد.
ويلفت الى أن حجم الاختراق الامني هو اكبر مما كان يتوقعه الصيداويون، ويشير الى التعددية السياسية في صيدا على اختلافها، الا أنها لم تصل الى مرحلة الاقتتال الشارعي أو العسكري، كان الخلاف دائمًا بينها سياسيًا، لذلك الحدث الامني في صيدا يحاول أن يجعل المدينة ساحة للمواجهة مع الجيش اللبناني، وصيدا لا تريد ذلك لاسباب عدة ومنها أن صيدا تعتبر مؤسسة الجيش من المؤسسات القليلة الباقية الضامنة للسلم الاهلي.
ومنها ايضًا أن الجميع يرفض تحويل صيدا الى ساحة رسائل سواء محلية أو اقليمية أو ساحة مواجهة مع الجيش أو أي طرف آخر.
وكذلك المدينة كانت تقدم تنازلات من اجل المصلحة العامة، لكن لم يرتبط اسمها بجدلية ما، لذلك هناك قلق في صيدا من الساحة المضطربة حول المدينة.
وربما توريط الساحة الصيداوية في الاقتتال قد يجر توريط الساحة الفلسطينية ايضًا، وهو امر ترفضه صيدا.
وكان مجلس علماء دار إفتاء صيدا دان في بيان، صدر بعد اجتماعه استثنائيًا في مقر الافتاء الموقت، "الاعتداء على مراكز الجيش في صيدا والناقورة، وكل الأعمال الأمنية التي تخل بالسلم الأهلي وأمن المدينة"، داعيًا الى "إجراء تحقيق شامل، يوضح حقيقة ما جرى على جسر الأولي، وفي مجدليون، دفعًا للاستغلالات السياسية والإعلامية".