أخبار

طلاب في جامعة القاهرة يتوحدون في مواجهة العنف

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: عندما قتل زميل لهم اثناء اشتباكات بين الشرطة وطلاب من انصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي، توحد طلاب كلية الهندسة بجامعة القاهرة واضعين خلافاتهم السياسية جانبا.

بعض هؤلاء الطلاب، الذين يحتجون على عنف الشرطة، شارك في التظاهرات التي طالبت برحيل مرسي في 30 حزيران/يونيو الماضي ثم ايد الجيش عندما عزله، وبعضهم الاخر من انصار جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي واخرين ليس لهم اي انتماء سياسي.

ومنذ بدء العام الدراسي قبل اكثر من شهرين، سعى انصار مرسي لان يجعلوا من الجامعات المصرية ساحة احتجاجات مستمرة ما ادى الى مواجهات شبه يومية وعنيفة على نحو غير معتاد في هذه الجامعات بين الشرطة وطلاب جماعة الاخوان التي تعرضت خلال الشهور الاخيرة لحملة قمع واسعة النطاق.

لكن في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، "ادى التعامل الامني ضد الطلبة الى توحد الكل على الرغم من الاختلافات السياسية"، بحسب ما قال عبد الله الجمل احد قادة حركة "الاشتراكيين الثوريين" في هذه الكلية الذي كان يتحدث اثناء مشاركته في مسيرة كبيرة تعالت خلالها هتافات الطلاب "حركة طلابية واحدة ضد السلطة اللي بتدبحنا".

واضاف الجمل "نحن نعترض على دخول قوات الامن للجامعات لقمع زملائنا حتى لو كنا نختلف معهم سياسيا". في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، قتل الطالب محمد رضا، الذي كان بلا اي انتماء سياسي، بطلقات خرطوش (تطلق من بنادق صيد) في حرم الكلية فيما كانت قوات الامن تفض تظاهرة لطلاب اسلاميين خارج الجامعة.

وأكدت وزارة الداخلية ان الطلقة التي اودت بحياة محمد رضا اطلقت من داخل الكلية وليس من رجال الشرطة الذين كانوا خارجها ولكن الطلاب يتهمون الشرطة. وعلى واجهة كليتهم وضع الطلاب صورة شرطي يرتدي خوذة وهو في وضع استعداد لاطلاق النار من بندقيته وكتبوا تحتها بخط كبير "الداخلية بلطجية" كما وضعوا صورة كبيرة لمحمد رضا ولعدد من زملائهم المعتقلين.

وقال رئيس اتحاد طلاب كلية الهندسة عبد الرحمن عبد الناصر لفرانس برس "ادركنا جميعا اننا بلا اي استثناء اصبحنا تحت وطأة القمع الامني الغبي" مضيفا "ان ما قربنا هو حقوقنا الطلابية لا السياسية".

وبعد مقتل رضا تحول حرم كلية الهندسة الى ساحة لاعتصام الطلاب في خيام ملونة كتبت عليها اسماء مختلف القوى السياسية في مشهد ربما لم يحدث في مصر منذ الثورة الشعبية التي اطاحت الرئيس السابق حسني مبارك العام 2011.

ويقول طالب الهندسة ايمن عصام "نحن الغينا انتماءتنا السياسية للمطالبة بحقوق زميلنا. هذا ليس غضب اسلامي هذا غضب طلابي". ويضيف زميل له يدعى مصطفى قرب خيمة اعتصامه "نحن هنا كلنا طلاب هندسة، لا نسمح للسياسة ان تمر من تحت ابواب الجامعة".

لذلك فهم متفقون على عدم رفع اي صور لمرسي او للفريق اول عبد الفتاح السياسي وزير الدفاع الذي عزله وعلى عدم عدم رفع اشارة "رابعة" التي اصبحت رمزا لانصار مرسي وجماعة الاخوان المسلمين بعد ان فضت قوات الامن بالقوة اعتصامهم الرئيسي في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة موقعة مئات القتلى.

اما المطالب التي من اجلها نظم الاعتصام فهي متعددة: محاسبة ومعاقبة المسؤولين عن مقتل محمد رضا والافراج عن الطلاب المعتقلين ومنع الشرطة من دخول حرم الجامعة. ولاول مرة تشارك طالبة الهندسة دينا عبد الهادي في التظاهرات وتقول "انا معارضة للاخوان وشاركت في ثورة 30 يونيو لكنني ضد قتل زملائي الطلاب. انا اشعر بالظلم والقهر".

وبحماس بالغ، اوضح طالب الهندسة الملتحي اسلام سعيد المنتمي للاخوان "انا اليوم اتظاهر من اجل كافة الطلاب وليس الطلاب المؤيدين لمرسي او الاخوان فقط".

ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة احمد عبد ربه لفرانس برس ان "التعامل الامني هو الذي استفز الطلاب وقرب بين مختلف التيارات السياسية خلف قضية خاصة بهم كحقوقهم الطلابية واستقلال الجامعة"، وتابع "كان من السهل تجميع الطلاب المختلفين سياسيا ولو في كلية واحدة خاصة ان القضية تتعلق بامنهم وسلامتهم بعد مقتل زميلهم داخل حرم الجامعة".

ويعتقد عبد ربه ان "مقتل طالب لا ينتمي الى الاخوان ولم يكن يتظاهر شكل صدمة للطلاب وابرز خطورة القمع الامني لهم". من جانبه، قال اشرف حاتم الامين العام للمجلس الاعلى للجامعات (هيئة حكومية مختصة بادارة شئون الجامعات) لفرانس برس ان "الطلاب يستفزون الامن لكن الامن ايضا ليس لديه خبرة في التعامل مع غضب الطلاب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف