أخبار

الجماعات الحقوقية تشعر بالخجل

بلغاريا الفقيرة غير مستعدة لاستضافة النازحين السوريين

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تستقبل بلغاريا نازحين سوريين في مخيمات بدائية جدًا، فهي دولة فقيرة غير مؤهلة لهذه المهمة. والحقوقيون فيها يشعرون بالخجل من عجزهم.

بيروت: "قتيل واحد مأساة...أما الملايين فمجرد إحصاء". هذه المقولة الشهيرة لجوزيف ستالين تختصر واقع الحروب الأليم، الذي لا يرأف ولا يشفق بكبير أو صغير. لكن الأكثر إيلامًا من كل هذه الارقام هم أولئك الذين يبقون بين المنزليتن، بين الحياة والموت، بعد أن أرغموا على ترك أمان منازلهم واللجوء إلى بلاد ليس لهم فيها أحد.

أشعر بالخجل!

الهرب من الموت يليه موت بطيء كل يوم للاجئين السوريين في المخيمات وعلى الحدود، بانتظار مأوى من البرد ونظرة عطف من غريب. يبقى هناك الكثير من اللذين لم يحالفهم الحظ في إيجاد يد المساعدة بعد أن لجأوا إلى بلدان لا تقوى على مساعدة نفسها.

فالمعاناة كلمة صغيرة تختزل ألم لا يوصف في مركز للاجئين السوريين أقيم على عجل في معسكر هارمانلي المهجور في جنوب بلغاريا. هناك تحاول ايليانا سافوفا، من لجنة هلسنكي بلغاريا لحقوق الإنسان، أن تساعد قدر الإمكان بإمكاناتها المحدودة. والمركز هذا منطقة موحلة تتناثر فيها الخيم بين القمامة ويتوزع فيها سوريون يطلبون الدفء فلا يجدونه.

"أنا أشعر بالخجل، والخجل كلمة صغيرة جدًا لوصف ما أشعر به"، كما قالت سافوفا التي تدير وحدة المهاجرين اللاجئين في الجماعة الحقوقية لصحيفة "نيويورك تايمز". تضيف: "كنا دولة مغلقة منذ ما يقرب من 50 عامًا، وليس لدينا ثقافة تلقي المهاجرين"، في اشارة الى موقف بلغاريا كدولة سوفياتية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى العام 1989.

مأوى بدائي

بما أنها أفقر عضو في الاتحاد الأوروبي، كافحت بلغاريا لتوفير المأوى الأكثر بدائية للاجئين السوريين الذين ارتفعت أعدادهم منذ بدأوا بالتدفق إلى البلاد من تركيا في الصيف الماضي، بعد اليونان المجاورة.

وعلى الرغم من أن عدد اللاجئين السوريين في بلغاريا لا يزال صغيرًا، حوالى 6.500 هذا العام مقارنة مع أكثر من مليوني سوري وجدوا ملجأ في لبنان وتركيا ومصر والأردن، إلا أن هذا العدد أدى إلى تهديد الموارد واستنزافها، كما أنه أنتج توترًا في السياسة المتقلبة لهذا البلد الذي لم يتلق سوى 1.700 لاجئ في العام 2012. في تشرين الأول (أكتوبر) من هذا العام، سجلت البلاد تدفق 3.626 لاجئ، ما يقرب من 60 بالمئة منهم من سوريا.

يتذمرون كثيرًا

مخيم هارمانلي واحد من أماكن الإيواء العديدة للاجئين، حيث واجهت الحكومة البلغارية انتقادات لاذعة لطريقة تعاملها مع اللاجئين من المنظمات الأجنبية والمحلية على حد سواء.

أدى هذا الحال إلى إقالة رئيس وكالة الدولة لشؤون اللاجئين في تشرين الاول (أكتوبر) وتعيين الجندي السابق نيكولاي تشيربانليف بدلًا منه. وقد وعد الأخير بتحسين الأوضاع لكنه قال أيضًا إن اللاجئين يتذمرون كثيرًا، ما أثار غضب بعض البلغار.

وقال تشيربانليف إن مخيم هارمانلي، حيث تنخفض درجات الحرارة أقل من درجة التجمد ليلًا، سيزال قريبًا وذلك بعد أن يساعد التمويل الطارئ من الاتحاد الأوروبي بشراء المعدات التي تحتاجها بلغاريا لمعالجة أزمة اللاجئين حتى يتمكنوا من المضي قدمًا.

غير نادم

حكمت كران (31 عامًا) مصور فوتوغرافي من حلب التي دمرتها الحرب السورية، هو من بين 1.450 لاجئي في مخيم هارمانلي. ويقول إنه وزوجته وطفلهما البالغ من العمر عامًا واحدًا، انتقلوا إلى حجرة صغيرة يتشاركونها مع عائلة سورية أخرى حتى لا يضطروا للنوم في العراء.

وقال كران إن لديه مشكلة في النوم بسبب الصقيع، وإن عائلته تشعر بالجوع معظم الوقت لأن الطعام الوحيد الذي يصلهم من الإمدادات غير الحكومية على شكل تبرعات من البلغار العاديين الذين يريدون المساعدة.

على الرغم من هذا الألم، يقول انه غير نادم على ترك حلب التي تحولت إلى دمار ومعارك دائمة بين القوات الحكومية والثوار. ويضيف: "هنا لدينا سلام وأمان على الأقل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف