أخبار

بابا نويل حزين في سوريا

فنانون سوريون شباب يلجأون الى "الكوميديا السوداء" لإحياء الميلاد

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: عرض فنانون سوريون شباب على شبكة الانترنت اعمالاً خاصة بعيد الميلاد المجيد، الذي يصادف اليوم الاربعاء، لجأوا من خلالها الى "الكوميديا السوداء" لتجسيد العيد، مستوحاة من الظروف المأسويّة التي تشهدها بلادهم الغارقة في نزاع دام.وعرض الفنان وسام الجزائري لوحة تظهر "بابا نويل" بملابسه الحمراء اللامعة، جالسًا محني الرأس على مقربة من شواهد قبور في مقبرة غطى ارضها الثلج. ويبدو الحزن على الرجل ذي اللحية البيضاء الذي يجسد فرح الاطفال بالميلاد، اذ لم يجد ايًا منهم ليقدم اليهم الهدايا. وكتب في اسفل اللوحة القاتمة بالانكليزية "بابا نويل واطفال سوريا".وفي عمل آخر، جسد فنان يقدم نفسه باسم "أ. وردة"، سحابات ضخمة من الدخان الاسود تتصاعد على شكل شجرة ميلاد عملاقة، من وسط دمار هائل وجموع من الناس في احدى المناطق السورية التي تعرضت للقصف. ووضع وردة على رأس الشجرة نجمة صغيرة، بينما حلقت الى جانبها طائرة حربية مقاتلة وهي تلقي قذيفة. وكتب في اعلى هذه الصورة المركبة عبارة "(الرئيس السوري) بشار الاسد يتمنى لكم ميلادًا مجيدًا!".واندلعت في سوريا منتصف آذار/مارس 2011 احتجاجات مناهضة للنظام، تحولت بعد أشهر الى نزاع دام مسلح اودى بحياة اكثر من 126 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. كما ادى النزاع الى لجوء قرابة ثلاثة ملايين سوري نصفهم من الاطفال الى دول الجوار، بحسب ارقام الامم المتحدة.وتحول هذا النمط الساخر المستند الى مآسٍ حقيقية، اسلوب تعبير للعديد من الناشطين السوريين السلميين. وقدم الشاب صدقي الامام عملاً يصور "بابا نويل" على متن عربته التي تجرها طائرات حربية بدلاً من الغزلان، وهي تعبر سماء تملأها النجوم.وبدلاً من الهدايا، كان بابا نويل يلقي بالبراميل المتفجرة على الارض، في استعادة لهذه البراميل المحشوة باطنان من مادة "تي ان تي"، والتي تتهم المعارضة ومنظمات غير حكومية النظام باستخدامها في القصف الجوي المتواصل على مناطق في مدينة حلب وريفها (شمال)، في حملة اوقعت اكثر من 400 قتيل بينهم اكثر من 100 طفل خلال عشرة ايام. ورغم هذه الصور القاتمة، وجد "خوانزيرو" طريقة بسيطة لتجسيد أمل وسط السواد. ورسم على خلفية قاتمة، شجرة ميلاد سوداء علقت عليها وجوه باسمة صفراء اللون.كما لجأ ناشطون الى الاغاني والموسيقى، ومنها استخدام لحن اغنية "ليلة عيد" الشهيرة التي أدتها فيروز وإرفاقها بكلمات جديدة. ويعود تاريخ هذا العمل الى عامين، الا أن العديد من الناشطين يعيدون بثه كلما حل عيد الميلاد، وهو الثالث منذ اندلاع النزاع السوري.وتقول الكلمات "ليلة عيد ليلة عيد الليلة ليلة عيد، خوف وناس صوت رصاص عم يرن بعيد". تضيف "الحرية خلف الباب، وهالشجرة بالدار (في الغرفة)، زرعوها الثوار... نحن مطلبنا الحرية وبدنا (نريد) نظام جديد". وأعدّ الاغنية الناشط انس مشمش من حماة وسط سوريا. وقضى هذا الناشط الذي كان يستخدم اسم "موغلي"، اثناء اعتقاله في سجون النظام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف