النجيفي يجري اتصالات دولية وتظاهرات تتحدى حظر التجوال
دباباب تحيط باعتصام الرمادي ومفتٍ سني يدعو للاستنفار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طالب الاب الروحي لاعتصامات السنة في العراق المفتي عبد الملك السعدي علماء وعشائر محافظة الأنبار الغربية إلى الاستعداد والاستنفار التام للدفاع عن محافظتهم، بينما تمركزت 30 دبابة بالقرب من ساحة الاعتصام بالرمادي في حين طالب الصدر بإبعاد الجيش عن مطامح المالكي السياسية والانتخابية.
لندن: دعا المرجع السني العلامة عبد الملك السعدي علماء الدين وشيوخ العشائر والوجهاء إلى عقد اجتماع عاجل طارئ "للنظر في التحديات التي تواجهها المحافظة والاستهوان بها، ولأجل توحيد الصف والكلمة بينهم للوقوف ضدها بشجاعة"، كما قال اليوم في بيان حصلت على نصه "إيلاف".
وأكد السعدي ادانته لاعتداء القوات العراقية على منزل النائب أحمد العلواني في الرمادي عاصمة الانبار (110 كم غرب بغداد)، وعلى منطقة ألبو علوان من قبل القوات الحكومية، واعتقاله "العاري عن المشروعية السماوية والوضعية".
وقال "إن هذا العمل الإجرامي إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أنَّ الحكومة لا تستسيغ المطالبة بالحقوق لتبقى متمادية في إجراءاتها التعسفية والتهميشية مع هذا المكوِّن من العراقيِّين، وإنَّ من يطالب بحقه أو حق المظلومين مصيره الموت على أيدي ميليشيات الحكومة التي تقوم بالارهاب المسموح به نحو هذا المكوِّن دون تصدٍّ لها من قبل الدولة".
واضاف "لذا أُحذِّرها بقوَّة الله الجبَّارة، وأنَّه جلَّ شأنه يُملي للظالم ولا يهمله، وإنَّ بطشه لشديد إن كانوا يؤمنون بوجوده تعالى وأن له يومًا آخر.. كما أُوجِّه ندائي للسنة وللساحات ولأبناء الرمادي خاصة بأن يُصِرُّوا على المطالبة لأنَّ من يموت يموت بأجله شهيدًا".
وخاطب الشيخ السعدي محتجي الاعتصامات بالقول "إن قوتلتم فدافعوا عن أنفسكم وعرضكم بكل ما أوتيتم من قوة وإستطاعة، وكونوا يدًا واحدة أمام كل عدوان، وأدعو لكم بالثبات على الحق، وأدعو الله أن يحميكم من أهل الشر والعدوان الذي لا يريدون للعراق الاستقرار والأمان ليتخذوا من أعمالهمهذه دعاية انتخابية عند أتباعهم، وما علموا أنَّ الشعب العراقي لا يكون ساذجًا ويعرف ما عليه السلطة اليوم".
واضاف "أقول للحكومة: أوقفي الاعتداء ونزيف الدم فورًا، وانظري إلى الشعب نظرة واحدة ولا تكيلي بمكيالين".. كما دعا "جميع علماء الدين وشيوخ العشائر والوجهاء إلى عقد اجتماع عاجل طارئ للنظر في هذه التحديات التي تحصل على المحافظة والاستهوان بها ولأجل توحيد الصف والكلمة بينهم للوقوف ضدها بشجاعة وكنت أتمنى أن أشاركهم في الاجتماع لو سمح ظرفي الصحي لقطع هذه الكيلوات من الأمتار (في إشارة إلى إقامته في عمان) ولكن فيهم الكفاية إن شاء الله تعالى للحفاظ على محافظتهم".
وكانت القوات العراقية الخاصة قد اعتقلت أمس النائب السني البارز في البرلمان والمؤيد للاحتجاجات المناوئة للحكومة أحمد العلواني بعد مداهمة منزله في محافظة الأنبار بغرب البلاد، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات قتل فيها خمسة أشخاص على الأقل. والعلواني عضو في كتلة العراقية التي يساندها السنة ومن أشد منتقدي المالكي وهو من الشخصيات المهمة في الحركة الاحتجاجية. وقالت مصادر من الشرطة إن تبادلاً لإطلاق النار استمر ساعتين حين حاول الحرس الخاص للنائب وأفراد عشيرته مقاومة قوات الشرطة والجيش التي توجهت إلى منزله في وسط الرمادي للقبض عليه بتهمة "الإرهاب". واوضحت أن الاشتباك أسفر عن مقتل ثلاثة من حرس العلواني وشقيقه وشقيقته.
وأشارت إلى أنّ قوات خاصة حاولت القاء القبض على العلواني في منزله، وهو ما أدى إلى اشتباكات عنيفة فيما نقلت خمسة جثامين من بينها جثة امرأة هي شقيقته إلى مستشفى الفلوجة. وقال المالكي أمس إن "هذه الجمعة هي آخر ايام ساحات الاعتصام ساحة الفتنة ومن يريد الصلاة الموحدة مكانها الجوامع وليس في قطع الطرق لاقامة صلاة".. داعيًا "العشائر الانبارية التي نصبت خيمًا في ساحة الفتنة مكرهين أن يسحبوها حتى لاتتعرض للحرق اكرامًا لهذه العشائر قبل اللجوء إلى حرقها".
وكان المالكي قد أمهل الأحد الماضي المتواجدين في ساحات الاعتصام للانسحاب منها لتحولها إلى مقر لقيادة تنظيم القاعدة على حد قوله، وذلك على خلفية مقتل قائد الفرقة السابعة محمد الكروي وعدد من الضباط والجنود اثر مداهمتهم لوكر تابع للقاعدة في وادي حوران غرب الانبار.
الصدر يدعو الى ابعاد الجيش عن مطامح المالكي
طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بإبعاد الجيش عن مطامح المالكي السياسية والانتخابية، وأن يقاتل في الانبار ضد الارهاب وليس ضد اهلها، وان يكون جيشًا للعراق حصرًا وليس لطائفة أو عرق معين. ودعا الصدر في خطاب متلفز من النجف (160 كم جنوب بغداد) عبر قناة "الاضواء"، الناطقة بلسان التيار الصدري، بعد ساعات من اعتقال النائب العلواني، وتابعتها "إيلاف"، الطائفتين السنية والشيعية إلى الانضواء تحت مظلة وطنية واحدة ضد للإرهاب.
وتشهد محافظة الانبار عملية عسكرية واسعة منذ الأحد الماضي اطلق عليها اسم عملية "ثأر القائد محمد"، وهي تستهدف تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة. وقال الصدر في كلمته "نوجه خطابنا إلى قواتنا الباسلة التي انبرت للقتال لحماية البلد والشعب. فيا جيش العراق البطل نهيب بكم أن تكونوا صفاً واحداً لحماية بلدكم وشعبكم واعلموا ايها الاحبة أن تكاتفكم وتعاونكم فيه عدة ثمار بتعزيز قوتكم وزيادة مثابرتكم واخافة عدوكم وضعفه منكم وزرع الثقة بكم عند الشعب، وبالتالي سيدب الخوف في نفوسهم وستتجذر الثقة بينكم فيا ايها البواسل الشجعان قاتلوا في سبيل الله ولاتقاتلوا من اجل دنيا أو مال".
وأكد بالقول: "إننا على يقين بأنه لن تأخذكم في الله يا جيش العراق لومة لائم أو دوافع سياسية أو مفاوضات خلف الكواليس وستقطعون دابر كل ارهابي اثيم وكل من يريد النيل من الشعب العراقي العظيم سواء اقتربت الانتخابات أم لم تقترب فليس مبتغاكم سياسيًا او انتخابيًا على الاطلاق".
وخاطب الصدر القوات الامنية قائلا "انتم يا جند العراق البواسل يا جيش العراق وشعبه حصراً فلستم تقاتلون من اجل السلطة أو الحزب أو العرق أو الطائفة بل تقاتلون من اجل ابناء البلد الواحد ولا تفرقوا بين مذهب أو عرق أو طائفة بل أن من واجبكم حفظ وحدة العراق".
واضاف: "لا تقاتلوا احدًا بدافع غير الوطنية على الاطلاق ولا تقاتلوا أي جهة بدافع الطائفية فذلك يمس بسمعتكم وقوتكم بل دافعوا عن كل شيعي يعاني من الارهاب الذي لا دين له، ودافعوا عن كل سني يعاني من الميليشيات الحكومية واللاوطنية وغيرها، ودافعوا عن كل الاقليات التي تعاني من ويلات الشذوذ الديني والانحراف العقلي الذي يطال مقدساتهم ومنازلهم ومدنهم وكل مناحي الحياة".
وقال الصدر "ايها الجندي البطل إن كنت شيعيًا فأنت اخو السني والمسيحي وكل الاقليات وإن كنت ايها الجندي سنيًا أو أحد الاقليات فانك صاحب حس وطني فلا تمدن يدك الا على الارهاب الاثيم فكونوا في قتالكم ابًا للجميع فلا تحملوا في قلوبكم الضغينة على احد مهما كان انتماؤه وتوجهاته، بل أنه يجب أن تتحلوا في تعاملكم بالاخلاق والسيرة الحسنة، فهي ستكون لكم صورة براقة امام الجميع وانتم يا من تقاتلون الارهابيين في الانبار فانكم لن ولم تقاتلوا اهل المحافظة وسكانها ممن فرحوا بتواجدكم لتخليصهم من انياب الارهاب، ولم تقاتلوا المدنيين والعزل، ولن تواجهوا أو تقاتلوا احدًا لقرار أو حكم كان وفق الاطر الديمقراطية".
30 دبابة قرب ساحة الاعتصام
واعلن مجلس النواب العراقي أن رئيسه أسامة النجيفي يجري اتصالات مع جهات اجنبية وعراقية استكمالًا لمساعيه من اجل تطويق ازمة ساحة اعتصام الرمادي، كما دخل في العديد من اللقاءات والمشاورات جرى فيها بحث مستقبل العملية السياسية بالاحاطة على المشهدين الامني والسياسي، لا سيما الازمات الحادة التي تمر بها البلاد، في مقدمتها أزمة ساحة اعتصام الرمادي وقضية اعتقال النائب احمد العلواني والمصادمات التي جرت على اثرها بين القوات الامنية والمواطنين، والتأكيد على ضرورة تطويق هذه الازمة الناشئة وايجاد الحلول الناجعة خشية تغول تداعياتها المباشرة على سكان هذه المناطق واضعافها لجبهة الاعتدال في مقابل تقوية المتطرفين والتنظيمات الارهابية.
وحذر النجيفي خلال هذه الاتصالات بحسب بيان صحافي لمكتب اعلام البرلمان تسلمت "ايلاف" نسخة منه الليلة الماضية من أن الفشل في معالجة هذه الازمات سيضعف تماسك وحدة البلاد وأسس الشراكة الوطنية وتصدع النسيج الاجتماعي ويؤثر سلبًا على مراحل التحول الديمقراطي ومرتكزاتها.
واوضح أن النجيفي اجرى اتصالات مع فاروق قايمقجي السفير التركي في العراق ونيكولاي ملادينوف الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق وروبرت ستيفين بيكروفت سفير الولايات المتحدة في العراق، اضافة إلى ابراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني الشيعي ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي.
وأشار إلى أنّ النجيفي سيستمر بلقاءاته واتصالاته "من اجل تقويم العملية السياسية وتصويب مساراتها واتجاهاتها بما يؤمن الشراكة الحقيقية بين المكونات من دون تمييز وتفريق والحيلولة دون تفاقم الوضع الموتور اصلاً"، بحسب البيان.
ومن جانبه، قال مصدر امني في الانبار إن اكثر من 30 دبابة اتخذت مواقع لها على مسافة 500 متر من ساحة الاعتصام في الرمادي شمال الساحة قرب الخط الدولي السريع. وكانت عشرات الناقلات العسكرية محملة بالدبابات قد توجهت من بغداد صباح امس إلى محافظة الانبار.
وقالت مصادر أمنية إن السلطات فرضت حظر تجول في محافظة الأنبار بعد اعتقال العلواني فيما بدأت قافلة من دبابات الجيش والمركبات المدرعة وسيارات همفي في الوصول إلى الرمادي لكن عشرات الأشخاص خرجوا إلى الشوارع حاملين أسلحة نارية في تحدٍ لحظر التجول.
وعلى الصعيد نفسه، فقد اعلنت الحكومة المحلية للانبار أنها تجري اتصالات مكثفة مع الحكومة المركزية لإطلاق سراح الدكتور احمد العلواني. وقال مكتب المحافظ احمد خلف الدليمي في بيان صحافي اطلعت عليه "ايلاف" اليوم إن هناك اتصالات مكثفة تجريها الحكومة المحلية مع الحكومة المركزية لإطلاق سراح النائب عن المحافظة احمد العلواني.
واضاف أن الحكومة المحلية في المحافظة المتمثلة بالمحافظ ومجلس المحافظة يقومان الآن بإجراء اتصالات مكثفة مع الحكومة المركزية من اجل اطلاق سراح النائب احمد العلواني الذي اعتقل وقتل شقيقه بعد اشتباكات اندلعت بين افراد حمايته وقوات الجيش فجر امس في منطقة البوعلوان في مدينة الرمادي. واضاف أن اطلاق سراح العلواني من شأنه نزع فتيل الأزمة وتهدئة الاجواء المحتقنة بين المحافظة والحكومة المركزية.
وتعتبر عملية اعتقال العلواني هذه ثالث عملية اعتقال لمسؤول سني بارز منذ الانسحاب الاميركي نهاية عام 2011 حين القي القبض على حراس لنائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي قبل أن يحكم هو غيابيًا بالاعدام بتهم الارهاب ولتليه بعد عام عملية اعتقال لحراس وزير المالية المستقيل رافع العيساوي في قضية أثارت أزمة سياسية كبرى واطلقت الاعتصامات ضد السلطات.
ويشهد الطريق السريع قرب الرمادي منذ قضية العيساوي قبل عام اعتصامًا سنيًا مناهضًا لرئيس الوزراء نوري المالكي الذي يحكم البلاد منذ عام 2006، يطالبه بالاستقالة من منصبه متهماً اياه بتهميش السنة والعمل على التضييق على رموزها في البلاد.
ويشهد العراق حاليًا موجة عنف طائفي متصاعدة منذ اقتحام اعتصام مدينة الحويجة غرب كركوك (240 كلم شمال بغداد) في عملية قتل فيها اكثر من 50 شخصًا في نيسان (ابريل) الماضي.