الحريري: رئيس الجمهورية اختار العبور إلى الدولة الحقيقية
سليمان شاكرًا دعم المملكة للجيش: عاشت السعودية... عاش لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أكد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان أن دعم السعودية للجيش اللبناني هو مساعدة لدعم لبنان الواحد بجميع مكوناته وطوائفه، في وقت أشاد رئيس الوزراء السابق سعد الحريري بموقف سليمان التاريخي شاكرًا إياه لأنه اختار "العبور إلى الدولة الحقيقية".
بيروت: شكر رئيس الجمهورية العاهل السعودي على المكرمة الملكية التي ساهم بها لدعم الجيش اللبناني. وأشار إلى أن "تعزيز قدرات الجيش وتمكينه الاضطلاع بفعالية بكامل مهامه، مطلب وطني جامع وهو حلم راودني طوال 41 سنة من خدمتي العسكرية، وراود كل جندي، لصون السلم الأهلي والوحدة الوطنية ومواجهة الإرهاب وضبط فوضى السلاح".
أضاف "بعد عقود من السعي المتعثر والعراقيل التي حالت دون نتائج وازنة، فقد تمكنت من خلال الاتصالات مع السعودية والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز توفير دعم إستثنائي لمصلحة الجيش اللبناني، ويسرني إعلانه للشعب اللبناني، فقد قرر الملك السعودي تقديم مساعدة بقيمة 3 مليار دولار للجيش اللبناني ستسمح له بالحصول على أسلحة جديدة وحديثة".
فرنسا وسيطًا
كما لفت إلى أن "فرنسا ساهمت في إقرار الدعم الدولي للبنان، وهذا مدار بحث وإتفاق بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز"، مشيرًا إلى أن "هذا الدعم هو الأكبر في تاريخ لبنان والجيش اللبناني، ويكفي لتمكين الجيش من القيام بمهامه"، مضيفًا أن "المساعدة السعودية ستسمع بتسليح الجيش من قبل الجانب الفرنسي"، آملًا أن "تلاقي باريس هذه المبادرة بسرعة".
وفي كلمة ألقاها من قصر بعبدا، دعا رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان، جميع اللبنانيين إلى "الإلتفاف حول المؤسسات العسكرية"، قائلًا: "أقسمت أن أحافظ على استقرار لبنان وأراضيه في وجه الخطر المحدق، وإنتقال عدوى التطرف والإرهاب إليه، وإقترحت على هيئة الحوار تحييد لبنان عن تداعيات الأزمة الإقليمية، فأقررت إعلان بعبدا، الذي لقي دعمًا من أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن، وتقدمت أيضًا بنص تصور إستراتيجي للدفاع عن لبنان في مواجهة الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية لمعالجة مسألة، وعملت على إنشاء مظلمة أمان للبنان، وصدرت من هذه المجموعة التي أنشأت خلاصات تبناها مجلس الأمن الدولي".
وقال: "فعلًا، فلقد قرر خادم الحرمين الشريفين، عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، تقديم مساعدة سخية مشكورة للبنان بمقدار ثلاثة مليارات دولار، مخصصة للجيش اللبناني، لتقوية قدراته وهي ستسمح له بالاستحصال على اسلحة حديثة وجديدة، تتناسب وحاجاته وتطلعاته. وقد اشار جلالته الى ان شراء الاسلحة، سيتم من الدولة الفرنسية وبسرعة، نظرًا إلى العلاقات التاريخية التي تربطها بلبنان، ولعمق علاقات التعاون العسكري بين البلدين. ومن منطلق هذه العلاقة، آمل ان تلاقي الحكومة الفرنسية هذه المبادرة وتتعامل معها بنية المساهمة ايضًا في دعم الجيش اللبناني، لجهة تسهيل التجهيز والتسليح والتدريب والصيانة، وعقد الاتفاقات بأسعار مدعومة، مع الاخذ بالاعتبار دور فرنسا في تنفيذ خلاصات مجموعة الدعم الدولية للبنان، التي ساهمت في اقرارها في 25 ايلول/سبتمبر في نيويورك".
تابع: "إن هذا الدعم يكفي لتمكين الجيش من تنفيذ مهامه المشار اليها، خاصة وانه سيضاف اليه جدول التجهيز الذي اقره مجلس الوزراء العام الماضي بموجب قانون برنامج بقيمة 2400 مليار ليرة لبنانية (1.6 مليار دولار). وهذا القانون يمكن ان يتم تمويل جزء منه من الدعم، الذي قد تبادر الى تقديمه الدول التي ستشترك في الاجتماع الذي ستدعو اليه ايطاليا في شهر آذار/مارس 2014، تنفيذا لخلاصات المجموعة الدولية. كما يمكن ان تؤدي مبادرات اخرى، مضافة الى اجتماع روما، ومبادرات المجتمع المدني، الى التخفيف عن كاهل الخزينة، في تمويل القانون البرنامج واعني 1.6 مليار دولار".
لدعم لبنان الواحد
وقال: "ومن الطبيعي، ان تتم مناقشة بنود وتفاصيل هذا الاتفاق وعملية اقراره وفق الاطر القانونية والادارية النافذة، بما يضمن شروط الشفافية والنزاهة. فهذه مساعدة تهدف في جوهرها لدعم لبنان الواحد بجميع طوائفه ولدعم الجيش اللبناني المتسم بالمناقبية والمجسد بامتياز للوحدة الوطنية، وسنوفر لها جميع الشروط اللازمة، لتحقيق الغاية الوطنية العظمى، التي منحت من اجلها، مع استمرار سعينا الموازي لتشكيل حكومة جديدة في اقرب وقت ممكن، واحترام الاستحقاق الرئاسي، بما يضمن الاستقرار واستمرارية المؤسسات والروح الميثاقية التي يقوم عليها لبنان".
تابع: "تأتي هذه المبادرة السعودية، لتضاف الى مبادرات المملكة المستمرة والمتكررة تجاه لبنان وشعبه، واحتضانها لمئات الآلاف من اللبنانيين على اراضيها، ودعمها لمؤسسات لبنان واقتصاده والاستحقاقات الدستورية، كما حصل في الطائف، ومن منطلق رغبة عاهلها وكبار مسؤوليها، في الحفاظ على لبنان ووحدته واستقراره وازدهاره. واذا ما توافرت شروط الامن والاستقرار للوطن، ازدادت فرص الاستثمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تبقى في صلب اهتمامكم، قبل السياسة والانشغالات المخزية لاصحاب المآرب والمصالح".
وختم سليمان بالقول: "شكرًا من القلب للملك عبد الله بن عبد العزيز، على كرم دعمه وعظم غيرته على الجيش اللبناني وعطائه وحرصه على نهج الاعتدال في مواجهة جميع اشكال التطرف والغلو. ليست المبادرة سوى تعبير صريح عن نوايا المملكة ومواقف ملكها العظيمة بالحفاظ على لبنان. عاش الجيش اللبناني، عاشت المملكة العربية السعودية، عاش لبنان".
الحريري: سليمان اختار الدولة
من جهته اعتبر رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، في بيان، ان "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وضع في كلمته الى اللبنانيين النقاط على الحروف، وأعلن عن خطوة استثنائية في العبور الى الدولة الحقيقية التي يجب ألا تعلو فوق سلطتها أي سلطة وألا يتقدم على جيشها اي جيش وألا يشاركها في دستورها اي دستور".
واضاف: "الرئيس ميشال سليمان قال بالفم الملآن إنه يتحمل مسؤولية الدفاع عن الجمهورية، وإنه سيغادر الولاية مرتاح الضمير وإن قيامة الدولة ومؤسساتها لا تكون إلا بقيام جيش قوي وقادر يتحمل مسؤوليات الدفاع عن الحدود والسيادة والسلام الوطني. الرئيس سليمان عمل لهذا الهدف وسعى اليه وبذل الجهد في سبيل التوصل الى تحقيقه، وقد تكللت جهوده بحمد الله بالنجاح، وكان له ما أراد من خلال الدعم التاريخي غير المسبوق، الذي قرر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تقديمه الى لبنان وجيشه".
وشدد الحريري على ان "جيش لبنان أمانة في وجدان العرب، واستقرار لبنان كان ولا يزال أمانة في قلب المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين"، مضيفا "لقد جاءت كلمة الرئيس سليمان لتشكل بلسمًا فوق جراح آلاف اللبنانيين الذين إصابتهم جريمة اغتيال الشهيد محمد شطح ورفاقه الشهداء في الصميم. جاءت الكلمة لتقول ان الأمل في قيام الدولة وإعادة الاعتبار للمؤسسات هو أمل غير مفقود، وإن دعم الأشقاء الأوفياء لهذه الدولة وجيشها يجب ان يبنى عليه في سبيل حماية لبنان ومواجهة المخاطر التي تتهدده".
وقال: "اننا نعبّر عن وقوفنا وراء فخامة الرئيس في هذه الخطوة الجبارة، وندعو كل القيادات والتيارات الى التكاتف في سبيل حمايتها ودعمها والإسراع في وضعها موضع التنفيذ". وختم بالقول: "انني أتوجه باسم "تيار المستقبل" والجمهور العريض للرئيس الشهيد رفيق الحريري بالتحية الى فخامة الرئيس سليمان وبالشكر المقرون بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين، ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يحمي لبنان وشعبه من كل شر".
سلام: سليمان قيمة كبرى
كما أشاد رئيس الحكومة المكلف تمام سلام بـ"الاعلان الذي صدر من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والمتعلق بقرار السعودية تقديم مساعدة بقيمة 3 مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني"، معتبرًا ان "ذلك ثمرة لجهد وطني مشكور قام به سليمان في خدمة لبنان وجيشه"، لافتاً إلى ان "المبادرة التي أعلنها سليمان إلى اللبنانيين تثبت للجميع انه كان ولا يزال قيمة وطنية كبيرة نذرت نفسها دائماً لخدمة لبنان وأبنائه ولتحقيق المثل الوطنية العليا".
وفي تصريح له، أضاف: "ان التفاهم بين لبنان والسعودية وفرنسا، الذي جاء نتيجة الجهد الكبير الذي بذله سليمان بعيداً عن الاضواء مع قيادتي البلدين، يشكّل فسحة ضوء في قلب العتمة التي تظلل واقعنا في هذه الايام، ويؤكد ان لبنان ما زال يحظى بدعم من أشقاء وأصدقاء في هذا العالم مستعدون للوقوف إلى جانبه ولدعم كل ما يعزز قواه ومؤسساته الشرعية"، لافتاً إلى ان "هذا التطور الكبير، الذي يأتي الاعلان عنه غداة سلسلة من الاعمال الارهابية التي تعرض لها لبنان، سوف يؤدي إلى تحسين ملموس في قدرات الجيش اللبناني وسيمكّنه من لعب دوره كاملاً في حماية الأمن الوطني والسلم الاهلي".
كما أشار سلام إلى ان "القرار بتعزيز الجيش في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد يفترض أن يستكمل بتشكيل حكومة جديدة في وقت قريب، وأن يجري دعمه بمواقف وخطوات من كل القوى الفاعلة التي تريد الخير لهذا الوطن"، شاكراً "الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز على كرمه وحرصه على دعم كل ما يقوي لبنان ومؤسساته الشرعية"، مشدداً على ان "لبنان لن ينسى من حضن ويحضن عشرات الآلاف من ابنائه، ومن دعم دائماً كل ما يعزز وحدته وتقارب ابنائه وتقوية نهج الاعتدال بينهم، ومن أثبت مراراً وتكراراً إستعداده لمدّ يد العون لهم في الشدائد".
علوش: الكرة في ملعب الرئيس
أما عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش فأشار إلى اننا "إنتظرنا من رئيس الجمهورية ميشال سليمان مبادرة بإتجاه تأليف الحكومة"، مضيفاً ان "الإعلان بهذا الوضوح عن الشكر للسعودية لدعمها الجيش اللبناني جزء من المواقف المهمة"، لافتاً إلى ان "الكرة الآن في ملعب رئيس الجمهورية والمؤسسات الدستورية، وعليهم أخذ زمام المبادرة، لأن المسؤولية التاريخية في المحافظة على البلد تقع على عاتقهم".
صلح: احتضان للمؤسسة العسكرية
بدوره توجه مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد صلح، في بيان أصدره مكتبه، بالشكر إلى المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لوقوفها الى جانب لبنان وشعبه ومؤسسته العسكرية.
ورأى ان "السعودية عندما تقدم للبنان وشعبه وجيشه كل الدعم لقيام الدولة، نرى الآخرون ينهشون بالوطن وشعبه لتقديمه وقودا في سبيل الخارج". وتابع: "على الرغم من كل الكلام الحاقد والسيء تجاه المملكة، ها هو العاهل السعودي الملك عبد الله يفتح قلبه مجددا للبنانيين ويحتضن الجميع برعايته وأخوته وأبوته من أجل الوطن من اجل لبنان وحده".
ورأى ان "هذا الدعم ما هو الا تعبيرًا عن احتضان للمؤسسة العسكرية ليكون لوحدة اللبنانيين جميعًا، لان الجيش الوطني اللبناني يجمع كل اللبنانيين بمسلميه ومسيحييه". وقال: "الشكر عبّر عنه رأس الهرم في لبنان فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وانما يأتي ذلك ليؤكد على وجه لبنان العربي وصداقته للدول الاخرى". وختم: "كما عهدنا مملكة الاخوة والخير والانسانية تقدم وتزهد في العطاء، فالشكر كل الشكر لراعي العرب جلالة خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز".