إنقسام لبناني حول الهدية السعودية
مضادات الجيش اللبناني تتصدى لمروحيات سورية لأول مرة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أطلق الجيش اللبناني الاثنين نيران مضاداته الارضية ضد مروحيات سورية قصفت اطراف بلدة عرسال، في خطوة هي الاولى منذ بدء النزاع في سوريا، وبعد تلقي الجيش هبة سعودية تسليحية قيمتها 3 مليارات دولار.
بيروت: "التزامًا بتعليمات قيادة الجيش، اطلقت رشاشات مضادة للطائرات نيرانها باتجاه مروحيات سورية، ألقت قنابلها على منطقة خربة داوود في جرود بلدة عرسال، من دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات".
هذا ما قاله مصدر أمني لبناني تعليقًا على تصدي المضادات الأرضية اللبنانية للطيران السوري لأول مرة في تاريخ العلاقة بين البلدين، على الرغم من تعرض الأراضي اللبنانية مرارًا للقصف المدفعي والجوي السوري، وخصوصًا بلدة عرسال السنية، التي يستهدفها جيش النظام السوري، على خلفية تأمينها ملاذًا وممرًا للثوار السوريين. وكانت قيادة الجيش اللبناني اعلنت في 12 حزيران (يونيو) الماضي اتخاذ كل الإجراءات للرد الفوري على أي خرق سوري، في بيان أصدرته بعد ساعات من قصف مروحية سورية وسط عرسال.
أسلحة فرنسية
وأتى هذا التصدي، الذي استغربه أنصار النظام السوري في لبنان ووظفوه في سياق حملتهم على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أتى بعدما أعلن سليمان تسلم منحة سعودية قيمتها 3 مليارات دولار لتسليح الجيش. وسيتم عبر هذه المساعدة شراء تجهيزات للجيش من فرنسا.
فالجيش اللبناني يعاني نقصًا كبيرًا في العتاد الثقيل الحديث، وهو يعتمد على آليات ومدرعات أميركية وعلى دبابات سوفياتية تسلمها الجيش من الميليشيات اللبنانية التي سلمت سلاحها للدولة اللبنانية بعد توقيع اتفاق الطائف، في العام 1991، الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية. كما في ترسانة الجيش اللبناني بعض المروحيات غير الهجومية، وطائرات من نوع هوكر هانتر أكل الدهر عليها وشرب. وهو لا يملك منظومات دفاع جوي أو صواريخ أرض جو، إنما بعض المضادات الارضية الثقيلة.
ولم تتوقف السعودية عن دعم الجيش اللبناني، واعلنت غالبية الكتل النيابية عن سعادتها بهذه المنحة، حتى تكتل التغيير والاصلاح المتحالف مع حزب الله أعلن ترحيبه المبدئي بكل مبادرة لمساعدة الجيش اللبناني. وقال النائب ابراهيم كنعان، أمين سر التكتل: "ننتظر تفاصيل الهبة السعودية، وترحيبنا مبدئي بمساعدة الجيش، وهو أمر محسوم، لكننا نسأل عن التقنيات والشروط والظروف".
لم يعلق حزب الله على خبر المنحة السعودية، لكن محللين يدورون في فلكه طرحوا تساؤلات عن معنى هذه الخطوة اليوم، سائلين عن المقابل الذي سيدفعه لبنان والجيش مقابلها. وقالوا إنها هدية ملغومة، بعد اتهام حزب الله بقتل الوزير السبق محمد شطح. أما المراقبون المستقلون فيضعونها في سياق تدعيم موقف قوى 14 آذار، المطالبة بتسليم حزب الله سلاحه للدولة اللبنانية، من أجل سحب البساط من تحت قدمي الحزب، الذي يقول دائمًا إن الجيش اللبناني أضعف من أن يقف في وجه إسرائيل، ويجعل ذلك مبرره لتمسكه بسلاحه.
غصن: سنرد على كل التجاوزات
ومساء الاثنين، قال وزير الدفاع اللبناني فايز غصن في حديث تلفزيوني ان لدى الجيش "أوامر كافية وصريحة" للرد على اعتداءات مماثلة. وكان مصدر امني قال لفرانس برس في وقت سابق من الاثنين انه "التزاما بتعليمات قيادة الجيش. اطلقت رشاشات مضادة للطائرات نيرانها باتجاه مروحيات سورية ألقت قنابل على منطقة خربة داوود في جرود بلدة عرسال"، من دون ان يؤدي ذلك الى اصابات.
وقال غصن في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" انه "لدى الجيش اوامر كافية وصريحة من السلطة السياسية بان يرد على ذلك (الاعتداء) بالمثل، وما حدث اليوم يدخل في هذا الاطار". اضاف "نحن نرد على الاعتداء الذي يصل الى داخل الاراضي اللبنانية"، مشيرًا الى انه ومنذ اندلاع الازمة السورية "كان الجيش اللبناني المنتشر على الحدود في كامل امكانياته وجهوزيته للرد على اي شيء يمكن ان يؤثر في وحدة البلد وتركيبة البلد" المنقسم بين مؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وداعمين للمعارضة. وتقع عرسال في شرق لبنان على الحدود مع سوريا، ونزح اليها الآلاف من السوريين منذ بدء النزاع في بلادهم منتصف آذار/مارس 2011. والبلدة ذات الغالبية السنية المتعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية، تعرضت مرارا للقصف من الطيران السوري.
وتفيد تقارير امنية ان المعابر غير القانونية بين لبنان وسوريا في عرسال تستخدم كممر للنازحين والجرحى من سوريا، انما كذلك لتهريب السلاح والمسلحين، وهي حركة يحاول الجيش اللبناني ضبطها.