بعد فتنة الخصوص التي قتل فيها تسعة أشخاص ثمانية منهم مسيحيون
أقباط فقدوا الأمل في مرسي يطالبون الجيش بحمايتهم
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: فيما استمرت أعمال العنف الطائفي بين المسلمين والأقباط في منطقة الخصوص العشوائية القريبة من العاصمة المصرية القاهرة، دعا نشطاء أقباط الجيش إلى النزول للشوارع وحمايتهم، ويأتي ذلك في ظل إطلاق العديد من الحملات السياسية التي تدعو الجيش للعودة إلى الحياة السياسية، ومنها حملة ما يعرف بـ"توكيلات السيسي"، وهي تفويضات يحررها المصريون للفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، لإدارة شؤون البلاد، والإنقلاب على الرئيس محمد مرسي، هذا في وقت وصفت جماعة الإخوان المسلمين تلك الدعوات، بمحاولات زرع الفتنة بين مؤسسات الدولة. تسعة قتلى تواصلت أعمال العنف الطائفي في قرية الخصوص، محافظة القليوبية، حتى صباح اليوم الأحد، 7 أبريل/ نيسان الجاري، بسبب ما وصفه البعض بـ"لعب العيال"، وسقط فيها تسعة قتلى، ثمانية منهم مسيحيون، وأصيب نحو 53 آخرين، منهم ثلاثة إصاباتهم خطرة. وقال عبد الهادي عمر، من أهالي القرية وشاهد عيان على الأحداث، إنها وقعت عندما رسم شاب مسيحي الصليب المعقوف على جدران معهد إسلامي تابع للأزهر الشريف، مشيراً إلى أن بعض شباب القرية من المسلمين، حضروا للمكان، وأزالوا الرسومات، ووقعت احتكاكات مع شباب مسيحيين، وانطلقت شرارة العنف، التي مازالت مشتعلة حتى الآن. وأضاف عمر لـ"إيلاف" أن أعمال العنف أدت إلى إحراق أجزاء من كنيسة ومحل تجاري مملوك لقبطي، ومنزل مملوك لمسلم. وأشار عمر إلى أن المنطقة تحولت إلى ثكنة عسكرية، وانتشرت المدرعات وسيارات الأمن المركزي فيها، منوهاً بأن الأهالي لزموا منازلهم، ولم يخرجوا منها منذ مساء الجمعة الماضي، ونبّه إلى أن الأوضاع هادئة، لكن ثمة حالة من الاحتقان الشديد تسود الجانبين، ويحشد كلاهما الشباب والأسلحة تحسباً للثأر كما يرددون. فيما أرجع عادل شفيق، من قيادات القرية أعمال العنف إلى "لعب العيال"، وقال لـ"إيلاف" إن طفلين، كانا يلعبان معاً، وضرب المسيحي المسلم، حتى مات، ونشبت على إثر ذلك أعمال العنف، بعد أن حاولت أسرة الطفل المسلم الثأر له من زميله المسيحي. ودعا شفيق الطرفين إلى إعمال العقل، مشدداً على ضرورة تدخل قيادات الكنيسة والأزهر من أجل احتواء الفتنة. الرصاص في الرأس والصدر ووفقاً لرواية الناشط القبطي مينا ثابت، عضو إتحاد شباب ماسبيرو، عن الإصابات التي أدت إلى وفاة القتلى، فإن الأحداث خلفت أربعة قتلى من الأقباط حتى مساء أمس السبت، وقال إنه توجه مع مجموعة من اهالي القتلى و النشطاء الحقوقيين والسياسيين إلى مستشفى المطرية العام، حيث ترقد جثامين الضحايا، مشيراً إلى أن لجنة من الطب الشرعي، وصلت المستشفى "حوالي الساعة الـعاشرة مساءً ومنهم الطبيب "عماد الديب" و الذي تمت الإشارة إلى أنه من عكف على كتابة تقرير الطب الشرعي للقتيل محمد الجندي، والذي لفق فيه قضية السيارة الشهيرة"، في إشارة إلى أن محمد الجندي أحد النشطاء السياسيين، الذي قتل منذ نحو شهرين، وقيل إن سيارة صدمته. وأضاف ثابت في تقرير له حول الحادث، أرسله إلى "إيلاف": "طالبنا بحضور طبيب لعملية التشريح، ولكن تم رفض ذلك تماماً، وكانت مشادات كبيرة جدًا حتى نجحنا في إدخال الدكتور محمد فتوح منسق جمعية أطباء التحرير. وأوضح ثابت أن الطبيب محمد فتوح قال في تقرير اولي للجثامين إن هناك ثلاث ملاحظات أساسية حولها: "الإصابات ناجمة عن طلقات نارية جميعها نافذة، عدا واحدة فقط استقرت في جثمان القتيل مرقص كميل كامل، والتي تم تحريرها، لمعرفة نوع الطلق وتحديد من أي سلاح أطلق. الإصابات جميعها في منطقة الصدر والرأس، مما يرفع من احتمالية الاستهداف أو القنص. غالبية الإصابات نتجت عن استخدام أسلحة ذات قوة عالية، أو من مسافات قريبة جدًا. أحد القتلى أصيب بطلق ناري نافذ، دخل من الوجه و خرج من أسفل الظهر، مما يشير إلى احتمالية أن يكون القاتل اتخذ موقعاً مرتفعاً أثناء إطلاق الرصاصة، وكانت أيضاً ذات قدرة عالية لأنها خرجت من الجسد". تحريض الأئمة فيما دعا الناشط القبطي إبرام لويس النائب العام إلى التحقيق مع أحد أئمة المعهد الأزهري، الذي حرض على قتل الأقباط من خلال مكبرات الصوت بالمعهد أثناء الاشتباكات، مشيراً إلى أنه "دعا إلى نصرة أخيهم المسلم ظالماً كان أو مظلوماً", مشيراً إلى ضرورة فتح تحقيق ومحاسبة قيادات الأمن بالقليوبية على التأخر فى الوصول إلى مكان الاشتباكات رغم الإستغاثات الكثيرة والمنشادات من أقباط الخصوص. وقال لويس لـ"إيلاف" إن القتلى لقوا حتفهم بسبب طلقات الرصاص في منطقة الرأس أو الصدر، وقال إن فيكتور سعد مانكاريوس (35 سنة) مات نتيجة طلق ناري بالرأس، وقتل عصام تادرس (27 سنة) بطلقات نارية بالوجه والكتف الأيمن والكتف الإيسر . وقتل مرزق عطية نسيم (45 سنة) بطلق ناري في الوجه وطلق ناري في الظهر. وقتل مرقس كمال 25 سنة بطلق ناري في القلب، مشيراً إلى أن هناك العشرات من الأقباط مصابين، ولفت إلى أنه تم تهجير بعض الأسر. دعوة الجيش للنزول ودعا الناشط القبطي نجيب جبرائيل، الجيش المصري للنزول، لحماية الأقباط، بعد أن فقدوا الأمل في أن يوفر لهم الرئيس محمد مرسي، الحماية، وقال جبرائيل، إنه ومجموعة من النشطاء الأقباط سيتوجهون إلى مقر وزارة الدفاع لتسليم الفريق عبد الفتاح السيسي رسالة من الأقباط، وأرسل جبرائيل نسخة من الرسالة، وجاء فيها: حرام إراقة دماء الأقباط، لا بسبب تقصيرهم في حق وطنهم، ولكن لهويتهم الدينية"، وأضاف: "أن الأقباط يعانون منذ ستة أشهر من الإضطهاد، وتم هدم كنائسهم، وتعرضوا للتهجير، فضلاً عن التهميش والإقصاء المتعمد، في ظل حكم الرئيس محمد مرسي، الذي قال بغير حق إنه رئيس لكل المصريين". وتابع: "لم يبقَ لنا في مصر من ملاذ وحمى بعد الله سوى جيش مصر الباسل، بعد أن فقدنا كل الأمل في إستجابة الرئيس محمد مرسي، إلى حماية وكفالة حقوق الأقباط". محاولات لإثارة الفتنة فيما وصفت جماعة الإخوان المسلمين تلك المناشدات، بأنها محاولات لإثارة الفتن بين مؤسسات الدولة، وقالت في بيان لها تلقت إيلاف نسخة منه: "نعاني كل يوم من جهات لا تريد لمصر الاستقرار والازدهار وتسعى لإسقاط النظام ولو بإثارة الفتن في المجتمع وتأليب مؤسسات الدولة بعضها على بعض، وإشعال الكراهية والعداوات وربما إثارة العنف والتحريض على التخريب (يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ)".وأضافت أن مجموعة من الصحف نشرت أن هناك خطة من الإخوان المسلمين بالتعاون مع الحكومة الأميركية لإقالة وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي، واصفة ذلك بأنه "فرية كبيرة تهدف إلى إحداث وقيعة بين الجيش والإخوان، وكذلك الإساءة إلى الإخوان، ومحاولة تشويه تاريخ نضالهم". وتابعت في سرد ما اعتبرته محاولات لنشر الفتنة بين مؤسسات الدولة: "وفي الوقت نفسهنشرت هذه الصحف أن الإخوان يُعدون قانونًا لخفض سن المعاش للقضاء وهي أكذوبة للإيقاع بين الإخوان ومؤسسة القضاء، وهذا كله يهدف إلى إذكاء الصراع كما دأب النظام البائد ويحاول فلوله الآن بالأساليب التي عاشوا عليها ولا يعرفون غيرها والحمد لله في كل مرة مكرهم هو يبور". وأضافت جماعة الإخوان: "ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل استغلت قوى الثورة المضادة الموجودة في بعض وسائل الإعلام حادثة تسمم عدد كبير من طلاب الأزهر للإيقاع بين الإخوان وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، رغم أن العلاقة بينهما على ما يرام واحترامنا للأزهر المؤسسة وللإمام لا مزايدة عليه، كما أن هناك عدداً ممن طالهم التسمم من شباب الإخوان".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف