أخبار

السعودية: نشطاء "شبكات التواصل" يشتكون ويلاحظون ويحذرون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

شهدت مدينة الدمام انعقاد فعاليات اللقاء الثقافي السادس للحوار الفكري، الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، تحت عنوان "الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي"، بمشاركة من المثقفين والمهتمين بالحراك الثقافي في شبكات التواصل الاجتماعي.

الرياض: على مدى يومين، شهدت مدينة الدمام شرق السعودية جلسات غير مسبوقة شارك فيها أكثر من 70 ناشطاً وناشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحت سقف مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الذي أطلق على تلك الجلسات "الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي"، وحظي باهتمام لافت بين روّاد مواقع التواصل، وعلى رأسها "تويتر".

وكما هو الحال في موقع "تويتر" الذي يعج بالانتقادات للجهات الرسمية في السعودية دون خوف، كان الأمر في الجلسات، حيث شنّ عدد من المشاركين فيها هجوماً مباشراً على ما وصفوه "أسلوباً أمنياً" في مواجهة توسع هذه المواقع وانتشارها، فيما عارض آخرون هذا الطرح، مشددين على ضرورة "المحاصرة للمغردين"، حتى لو كان ذلك باعتماد رقم السجل المدني في الدخول إلى "تويتر".

وكان من اللافت غياب مجموعة كبيرة من المغردين ونجوم شبكات التواصل الاجتماعي، بخلاف ما كان عليه الحال من تواجد كثيف للأكاديميين وكتاب الأعمدة الصحافية، ما أثار تساؤلات حول آلية اختيار الضيوف المعنيين بالموضوع في لقاءات مركز الحوار الوطني.

وأكد عدد من المشاركين في الندوة الأولى من جلسات اللقاء على أهمية الحراك الثقافي السعودي الدائر على شبكات التواصل الاجتماعية، عبر محور رئيس عن "الخطاب الثقافي المحلي داخل شبكات التواصل: تويتر وطبيعة حضور المشتركين السعوديين فيه" حيث تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض وداعٍ للتقنين وآخر مطالب بالإصغاء لفئة الشباب.

وجاءت بداية الجلسة بمشاركة لنائب اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور راشد الراجح الشريف، الذي أكد أن الحوار لا يعني بالضرورة الإقناع بالراي الآخر، بقدر ما يعني التواصل وتبادل الأفكار والآراء والاستفادة من الخبرات واحترام رؤى الآخرين فيما يخدم المجتمع ويحقق المصلحة العامة.

من جهته أشار الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، على أهمية مواقع التواصل الاجتماعي ومدى تأثيرها في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة والنهضة التنموية التي تعيشها المملكة، مشيرا إلى ما أحدثه الإعلام الجديد من نقلة نوعية وثورة حقيقية في عالم الاتصال، وانتشار شبكة الإنترنت في كافة أرجاء العالم.

وأردف قائلا: إن الهدف من اللقاء هو الاستفادة من التطور السريع لتفاعل المجتمع مع وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يكون هناك حوار حول مساهمة وسائل التواصل الاجتماعي في الحراك الثقافي، يحقق الفائدة من تلك الوسائل بما يعود بالنفع على الدين والوحدة الوطنية والوطن.

وخصصت الجلسة الأولى لمناقشة موضوع قضايا الحراك الثقافي في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أكدت الشاعرة سارة الخثلان على ضرورة التمسك بقيم المجتمع، آملة من المغردين أن ينبذوا الفرقة ويتمسكوا بكل ما يوحد المجتمع، بينما وصفت الشاعرة كوثر الأربش المرحلة الحالية بأنها مرحلة عصف ذهني مشترك، مشيرة إلى غياب الانضباط في التغريدة، وبأن الخطاب السائد في تويتر من وجهة نظرها هو خطاب التوافق.

أما الباحث وليد الهويريني فتحدث عن أثر غياب ما يسمى في البحوث الإعلامية بـ (حارس البوابة) وهو الدور الذي كان تقوم به الدول قبل مرحلة الانترنت في رقابة المحتوى الإعلامي قبل نشره؛ مؤكدا أن غياب (حارس البوابة) ودور الدولة أدى إلى نوع من الفوضى، مشدداً على أهمية أن التمسك بالثواب الوطنية خلال الولوج إلى مثل هذه المواقع.

من جانبه وصف الدكتور فهد السنيد أن وراء المواقع الإلكترونية كونتونات تأثر على توجهات الرأي العام لا مجرد أفراد، بينما اعتبر محمد الغنيم في مداخلته، أن جزءاً كبيراً من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي هم شباب في مرحلة تشكل الوعي والفكر، مبيناً على أن الخطورة تكمن عندما يتشكل فكرهم ويتأسس الحوار لديهم على الجدل واللغط والسطحية وتقبل الشائعات دون التأكد من المصدر، وانتقد الزميل الغنيم الحسابات الوهمية في موقع تويتر، مضيفا أن هناك من يحاول سحب المستخدمين عبر الحسابات الوهمية من خلال الهاشتاق.

أما إبراهيم اليامي فنبه إلى أن الإحصاءات التي عرضت في بداية الجلسة من أن نسبة مشاهدة اليوتيوب المرتفعة في السعودية ليست دليلاً على أن ما تتم مشاهدته هو ما يطور ويثري المجتمع، مضيفاً أن كثيراً مما يشاهده الناس يتعلق بالفضائح والشائعات ومقاطع التسلية وليس عروض اليوتيوب العلمية.

فيما تمنت الدكتورة الجوهرة ابراهيم الصنات أن يكون ثمة ضوابط على مواقع التواصل الاجتماعية وخاصة تويتر، بينما دعا الكاتب عبدالله الملحم قائلا: لا شيء يدعو لهلع لأن تويتر هو مرآة للمجتمع وكل مانراه هو انكاس للذات الجماعية.

أما الكاتب محمد الشيخ فقد أشار إلى أن مواقع التواصل ساهمت في رفع هامش التعبير والحرية وهو ما وجده البعض صادماً في حين وجده آخرون بأنه شر مطلق، وأكد نائب اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الدكتور راشد الراجح الشريف، على أهمية الحوار كمطلب مهم في الحياة وقيمة إسلامية دلت عليها الشريعة الاسلامية.

وفي الوقت الذي أشاد كثيرون بفكرة عقد مثل هذه الجلسات وما يمكن أن تعود به من نفع، شكك آخرون من ذلك، واعتبروها مجرد وسيلة للسيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى وسيلة لا سقف لها للتعبير عن الآراء بعيداً عن مقص الرقيب.

وتهكّمت احدى المغردات في "تويتر" على جلسات الحوار قائلة: ""طاولة الحوار كان ينقصها (بشدة) وجود منسوبين من وزارة الداخلية"، وأضافت" "إذا كان فكرة الحوار لتقريب وجهات النظر، فمن باب أولى أن يكون أطراف الحوار بين وجهات النظر "المتباعدة" المعنية".

وتابعت: "مركز الحوار الوطني مركز عظيم، والمنظمين من أروع الناس خلقاً وأداءاً.. فقط نطمح الحوارات القادمة تكون بين المعنيين"، وأضاف آخر: "أتوقع شروط التسجيل بتويتر ستكون لاحقاً: رقم الهوية الوطنية- رقم حفيظة النفوس- صورة من كرت العائلة للأب".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف