ممدوح بن عبدالعزيز يثور بأسئلته على "إخوان" السعودية

ممدوح بن عبدالعزيز إبن الملك المؤسس للكيان السعودي الحديث، في خطاب منسوب إليه، وجه أسئلة ثورية إلى "رؤوس الإخوان المسلمين في السعودية" متحديا تارة ومتسائلا في مرات أخرى، واصفا حسن البنا وسيد قطب بـ"مثيري الفتنة".

الرياض: تداولت أوساط سعودية عبر الانترنت خطابا يقال أنه يعود للأمير ممدوح بن عبدالعزيز، الأخ الأصغر للعاهل السعودي الملك عبدالله وهو كذلك العضو في هيئة البيعة السعودية المعنية باختيار حكام الدولة، وحمل الخطاب أسئلة "ثورية" موجهة لمن تم تسميتهم في الخطاب بـ"رؤوس الإخوان في السعودية" وجاء ذكرهم "سلمان العودة وناصر العمر ومحمد العريفي، وآخرون".

خطاب الأمير للأخوان في السعودية

وجاء في الخطاب الموجه إلى "إخوان السعودية" ورموزهم الذي لم يجد أي نفي حتى ساعة نشر هذا التقرير أنه "طالما أنكم لا تريدون أن تناظروا أحداً من السلفية رغم دعوتهم لكم لأكثر من عشرين عاماً فإني أتحمل مسؤولية مساءلتكم" .

ووجه الأمير ممدوح الذي كان رئيسا لمركز الدراسات الاستراتيجية أربعة تساؤلات للرموز الإخوانية في السعودية (العودة والعمر والعريفي وآخرون) وقال في تساؤله الأول "أتحداكم جميعكم بما كتبتم وأذعتم وظهرتم في وسائل الإعلام أن يأتي حكمٌ بيننا ويقيِّم دعوتكم للتوحيد رغم مليارات الكلمات التي لكم جميعاً ؟"

وتحدى في سؤاله "بكل ما نضحت به ألسنتكم جملة واحدة دفاعاً عن حبيبة محمد بن عبد الله - عليه الصلاة والسلام - السيدة أمنا (أم المؤمنين فقط) عندما تطاول عليها حثالة البشر من الرافضة وأقاموا مهرجاناً في لندن لمدة أسبوع لسبِّها ووصفها بالزنا ؟"

وطالبهم في تساؤله الرابع بـ"أن تُقسموا بالله أو تباهلوا على أن عبد الله بن عبد العزيز هو ولي أمركم الشرعي ظاهراً وباطناً وأنكم لا تدينون لأحدٍ آخر سراً أو جهراً بالولاية بدله؟".

وجاء سؤاله الرابع جول مؤسس الدولة السعودية الثالثة والده الملك عبدالعزيز، وكذلك عن حسن البناء وسيد قطب اللذان وصفهما بباعثي الفتنة، وتساءل: "ماذا تقولون في مؤسس هذه البلاد وباعث التوحيد والوحدة فيها بفضل الله عليه عبد العزيز بن عبد الرحمن hellip; وماذا تقولون في باعث الفتنة حسن البنّا و سيد قطب؟".

وطالب المير ممددح في خطابه "ناشدتكم الله أن تجيبوا ولو على سؤال واحد hellip; وبعدها لكل حادث حديث والمحاكم مفتوحة إن أردتم الشكاية ، وأنا أشكوكم إلى الله العلي القدير أن ينتقم منكم شر انتقام عاجلاً غير آجل ويفضح خططكم الشيطانية أنتم ومن معكم ومن ورائكم".

وقال الأمير ممدوح في ختام خطابه للملك عبدالله "سيدي الملك hellip; أنا جاهز للمحاكمة لو شئت أن تحاكمني فهل هم عصابة الإخوان جاهزون ؟".

النفي السابق

ومكث الخطاب الموجه لرموز الإخوان في السعودية في رحلاته وانتشاره السريع لأكثر من يومين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، دون أي نفي رسمي من الأمير ممدوح الذي سبق له نفي خطاب تم تداوله على الانترنت في اعقاب تعيينه أخيه الأمير مقرن بن عبدالعزيز في منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في السعودية، وقال نافيا للخطاب "بلغني مبلغ بأنه تردد في الشبكة العنكبوتية تعليقات وتعقيبات حولي بعد تعيين أخي الأمير مقرن نائباً ثانياً للملك وإنه يهمني أن يفهم الجميع أنني قد تنازلت تنازلاً رسمياً عن أي منصب في هذه الدولة الفتية منذ أكثر من عام لأسباب خاصة، لذا فإني آمل من كل من يستعمل تلك الشبكة أن يخرجني من دائرة التعليقات حول ذلك الموضوع، كما يهمني أن أنصح أبناء وطني كافة بأن ينشغلوا بما يفيدهم دنيا وآخرة، فإن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً".

نايف بن عبدالعزيز ينتقد الإخوان

ولم يكن الأمير ممدوح بن عبدالعزيز، الوحيد من الأسرة المالكة السعودية خاصة من أبناء الملك عبدالعزيز الذي انتقد الإخوان، بل سبقه الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد السابق ووزير الداخلية، الذي قال في العام 2002 لجريدة السياسة الكويتية أن "الإخوان المسلمين هم أصل البلاء في العالم العربي والإسلامي".

وقال "إن الإخوان لما اشتدت عليهم الأمور وعلقت لهم المشانق في دولهم لجئوا إلى المملكة فتحملتهم وصانتهم وحفظت حياتهم بعد الله ، وحفظت كرامتهم ومحارمهم وجعلتهم آمنين، وإخواننا في الدول العربية الأخرى قبلوا بهذا الوضع وقالوا إنه يجب ألا يتحركوا من المملكة، لكن بعد بقائهم سنوات بين ظهرانينا وجدنا أنهم يطلبون العمل فأوجدنا لهم السبل ففيهم مدرسون وعمداء فتحنا أمامهم أبواب المدارس والجامعات لكن للأسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة فأخذوا يجندون الناس وينشئون التيارات و أصبحوا ضد المملكة".