أخبار

الرئيس اللبناني حذر الحزب من الفتنة بسبب مشاركته في المعارك

مقاتلو المعارضة في القصير هاجموا الجيش السوري وحزب الله من الخلف

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يروي مقاتل في حزب الله جانبًا من المعارك التي يشارك فيها إلى جانب القوات السورية في القصير. ويقول إن المقاتلين المعارضين للأسد هاجموهم من الخلف مؤكدًا خسارة الحزب العديد من العناصر. وحذر الرئيس اللبناني حزب الله من مغبة مشاركته في المعارك الدائرة في سوريا.

بعلبك: امضى حسن المقاتل في حزب الله، ثلاثة ايام في المعارك التي يخوضها الحزب الشيعي اللبناني الى جانب القوات النظامية السورية في مدينة القصير وسط سوريا. ويقول بعد عودته الى مسقط رأسه بعلبك في شرق لبنان ان عناصر الحزب تقدموا في اتجاه الجزء الشمالي من المدينة، قبل ان يخرج مقاتلو المعارضة من الانفاق ويبدأوا باطلاق النار عليهم.

وعاد حسن (18 عاما) الى بعلبك الاربعاء ليكتشف ان والده علي البالغ من العمر 43 عاما، والذي انتقل للقتال مع الحزب في القصير في اليوم نفسه، قضى في المعارك مصابا برصاصتين في الصدر. ويقول حسن مرتديا زيه العسكري وهو يحمل سلاحه ويلف عنقه بوشاح الحزب "في اليوم الاول، تقدمنا في الازقة تجاه وسط القصير، لكن ما لبث المسلحون ان هاجمونا من الخلف".

يضيف "لم نلمح اي مقاتل (من المعارضة السورية)، وتكون لدينا انطباع انهم غير موجودين (...) بعدما اجتزنا ثلثي المدينة متجهين الى شمالها، خرجوا من الانفاق وبدأوا باطلاق النار علينا". وأضاف خسرنا العديد من عناصرنا.

وبحسب مصدر مقرب من الحزب، قسم المقاتلون الى 17 فرقة تضم كل منها 100 عنصر من الحزب، اقتحمت القصير من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية.

الرئيس اللبناني يحذر من "الفتنة"

ونبه الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم الجمعة حزب الله الى "الفتنة" بسبب مشاركته في المعارك الى جانب القوات النظامية السورية لا سيما في مدينة القصير الاستراتيجية، بحسب ما جاء في كلمة ألقاها خلال زيارته وزارة الدفاع الوطني.

وقال سليمان "ان معاني المقاومة اعلى واسمى من كل المعاني ومن ان تغرق في رمال الفتنة، ان في سوريا، او في لبنان، اكان ذلك لدى شقيق او صديق"، وذلك في اشارة الى الحزب ذي الترسانة الضخمة من الاسلحة التي يشدد ان الهدف منها "مقاومة" اسرائيل.

واضاف بحسب بيان وزعه المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية "ان الامل لا يزال كبيرا بالمبادىء التي يعتنقها الجيش اللبناني ومعاني المقاومة السامية التي حاربت وحررت ليس من اجل قضية مذهبية بل من اجل قضية وطنية قومية بكامل ابعادها".

معارضة منظمة

وتعد القصير التي يقطنها نحو 25 الف نسمة، اساسية بالنسبة لمقاتلي المعارضة لوقوعها على خط امداد رئيسي من المناطق ذات الغالبية السنية في شمال لبنان، والمتعاطفة مع المعارضة السورية. كما تشكل القصير نقطة محورية للنظام لكونها صلة وصل اساسية بين دمشق والساحل السوري ذي الغالبية العلوية، الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد.

ويضيف حسن ان مقاتلي المعارضة السورية "كانوا بالمئات ومنظمين ومسلحين بشكل كبير. استخدموا رصاصا متفجرا، وتطلب القضاء عليهم وقتا".

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فقد الحزب 104 مقاتلين منذ بدء مشاركته في المعارك في سوريا قبل ثمانية اشهر، في حين قالت مصادر مقربة من الحزب ان الحصيلة هي نحو 75 مقاتلا في المدة نفسها. لكن المسؤول الاعلامي في الحزب ابراهيم الموسوي نفى لوكالة الأنباء الفرنسية صحة هذه الارقام، من دون ان يقدم حصيلة لعناصر الحزب الذين سقطوا في سوريا.

واقر الامين العام للحزب حسن نصرالله بان عناصر من الحزب يقاتلون في القصير، مشددا على ان هؤلاء يقومون "بالدفاع" عن قرى سورية حدودية يقطنها لبنانيون شيعة. كما قال ان عناصر آخرين يتولون حماية مقام السيدة زينب قرب دمشق.

وعن المعارك في القصير، يقول حسن "كان علينا تفتيش كل منزل او تدميره. بعض الانفاق دمرت لكن عددا منها ما زال موجودا ويتحصن فيه المسلحون". ويوضح ان المهمة الاصعب للحزب في هذه المرحلة هي السيطرة على شمال المدينة حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، اضافة الى عدد كبير من المدنيين الذين لم يغادرونها.

ويشير الى ان "السيطرة على هذا القطاع قاسية وصعبة. ثمة قناصة في كل مكان". ويضيف بحزم "سيكلفنا الامر الكثير، لكننا سنسيطر عليه".

"المقاومة" انتقلت إلى القصير!

وفي المنزل، تستذكر ام حسن (45 عاما) مغادرة زوجها وولدها الى القتال. وتشدد الزوجة على ان "القتال في القصير اليوم اهم بكثير من القتال ضد اسرائيل، لان ثمة العديد منهم (مقاتلو المعارضة السورية) من جنسيات اجنبية، وهم اعداء اخطر من اسرائيل". وتضيف ام حسن "زوجي ذهب ليقاتلهم هناك قبل ان يهاجموننا في لبنان. نحن لا نقاتل السوريين، بل الاعداء الموجودين في سوريا".

حرب علنية

ولم يعرف بالضبط التاريخ الذي بدأ فيه حزب الله اللبناني التدخل عسكريا في سوريا، لكن منذ اسابيع لم يعد الحزب يخفي مشاركته في القتال في مقام السيدة زينب وفي منطقة القصير حيث حقق مع القوات النظامية تقدما نحو المدينة التي تعتبر من ابرز معاقل مسلحي المعارضة في محافظة حمص في وسط سوريا.

واثارت هذه المشاركة انتقادات دولية واسعة، ابرزها من الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي اعرب الاثنين عن "مخاوفه حيال الدور المتنامي لحزب الله في سوريا"، وذلك في اتصال مع سليمان.

كما يعتزم الاتحاد الاوروبي درس طلب بريطاني لادراج الجناح المسلح للحزب الشيعي على قائمة المنظمات الارهابية. كما اعلنت باريس انها ستقترح هذا الادراج بسبب دعم الحزب لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف