الحريري لنصرالله: خطابك يساوي صفرًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رد رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري في تصريح له على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأخير، قائلاً: "أعلنتَ نهاية المقاومة في عيدها، وخطابك يساوي صفرا مكعبا بكل المقاييس السياسية والوطنية والأخلاقية والشرعية والدينية والإنسانية والمقاومة اعلنت الانتحار السياسي والعسكري في القصير".
بيروت: أكد رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري انه "في الذكرى الثالثة عشرة لتحرير الجنوب والبقاع الغربي، فأن حزب الله ما زال يصر على جعل هذه الذكرى مناسبة فئوية خالصة، بل يتخذ من الذكرى قاعدة لرمي الدولة اللبنانية والشعب اللبناني والجيش اللبناني بكل صفات التقصير في المجال الوطني والتخلف عن توفير مقومات السيادة والدفاع". وأضاف في بيان له "ان السيد حسن نصرالله ينفي عن الدولة اللبنانية وشعبها وجيشها ومجتمعها المدني، القدرة على مواجهة اي شيء"، لافتاً الى ان "الدولة في عيون السيد حسن نصرالله وفي عقله وعقيدته ويقينه انها دولة عاجزة لا تصلح لشيء، لا في السياسة ولا في الأمن ولا في الدفاع ولا في الاقتصاد... والحل عند حزب الله ان يقوم الحزب مقام الدولة، وان يبقى السلاح في يد الحزب الى ابد الآبدين". وأشار الحريري إلى أنّ "حسن نصرالله يقول لرئيس الدولة ولكل أركان طاولة الحوار الوطني، ان اي كلام عن استراتيجية دفاعية او عن تنظيم سلاح المقاومة تحت إمرة الدولة هو كلام قرر السيد حسن ان يرميه في سلة مهملات حزب الله". وأضاف قائلا إن نصرالله "يقول لكل اللبنانيين، لاتتعبوا أنفسكم، فهناك جهة واحدة في لبنان وطائفة واحدة في لبنان هي المسؤولة عن السيادة الوطنية وهي وحدها دون سواها المعنية بحماية الحدود وحمل السلاح واستخدام هذا السلاح أنى تشاء ومتى تشاء.. فهو يدعو اللبنانيين من رئيس الجمهورية الى كل القيادات والأحزاب والطوائف الى الاعتراف بدولة حزب الله التي تعلو كلمتها ويعلو قرارها على كلمة الجمهورية اللبنانية وقرارها". نصر الله يعد بحسم المعركة ووعد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله السبت انصاره "بالنصر" في المعركة في سوريا حيث يقاتل الحزب اللبناني الى جانب قوات النظام ضد المعارضة المسلحة. وقال في خطاب القاه عبر شاشة عملاقة امام حشد من انصاره في بلدة مشغرة في البقاع (شرق) في الذكرى الـ 13 للانسحاب الاسرائيلي من لبنان "اقول لكم ايها الناس الشرفاء، ايها المجاهدون، ايها الابطال... كما كنت اعدكم بالنصر دائما اعدكم بالنصر مجددا". واضاف في الخطاب الذي استغرق اكثر من ساعة ونقل عبر شاشات التلفزة "سوريا هي ظهر المقاومة وهي سند المقاومة، والمقاومة لا تستطيع ان تقف مكتوفة الايدي ويكشف ظهرها او يكسر سندها. اقول هذا بصراحة والا نكون اغبياء"، معتبرا ان "الغبي هو الذي يتفرج على الموت والحصار والمؤامرة تزحف دون ان يحاول مواجهتها". وقال على وقع تصفيق انصاره وهتافاتهم "نحن امام مرحلة جديدة بالكامل بدأت في الاسابيع الاخيرة بشكلها الواضح اسمها تحصين المقاومة وحماية ظهرها وتحصين لبنان وحماية ظهره وهذه مسؤولية الجميع"، مضيفا "هذه المعركة كما كل المعارك السابقة نحن اهلها ورجالها وصناع انتصاراتها". وما ان انهى نصرالله خطابه حتى اطلقت العيارات النارية في الهواء بكثافة من اسلحة رشاشة في مناطق عدة من بيروت والبقاع.إسرائيل جاهزة للحرب
ورأى نصر الله أن إسرائيل تُعتبر جبهة داخلية صلبة وجاهزة للحرب على كل المستويات، وأضاف: "وهم لديهم وزارة خاصة تدعى وزارة الجبهة الداخلية، وهي تدير الجبهة الداخلية كلها في حال حصل أي شيء، ولكن نحن عند سقوط طائرة "ضاعة الطاسة عندنا"، اسرائيل تهدد لبنان بالحرب في كل يوم وهي تحشد قواتها على الحدود وتعتدي على سوريا وتقصف، وبالنسبة الى لبنان اسرائيل تجهز من العام 2006 وتعالج الثغارات، ولكن ماذا فعلنا نحن في لبنان؟ الدولة كلها ماذا أعدت لمواجهة اي احتمال قد يحصل على المستوى الاسرائيلي، وماذا فعل الشعب، وهل هو يطالب دولته بأن تعد وتجهز وتتحمل المسؤولية؟".
وتابع: "نحن في لحظة تاريخية حساسة وليس هناك من وقت للمجاملة، وانما الوقت هو لنرفع رؤوسنا ونواجه الاعاصير ونتحمل المسؤوليات".
ممنوع بيع السلاح لسوريا
وأوضح نصر الله أنه "ممنوع بيع السلاح لسوريا لكن هناك الكثير من السلاح الذي يباع الى العديد من الدول لان هناك ضمانات بعدم اطلاق رصاصة على اسرائيل، وهناك خشية من تسليح الجيش لأنه سيقاتل اسرائيل".
وأضاف:"بالشق المدني ماذا فعلت الدولة منذ العام 1948 حتى اليوم، ومن هو المسؤول عن الجبهة الداخلية في لبنان؟ لا شي هناك من تجهيز على الاطلاق، وفي لبنان ليس هناك من ملاجىء ولا غرف أمنة، وهل المطلوب من المقاولة أن تتولى الشق المدني أيضاً؟ نعم هناك جهود بذلت من بري في الجنوب على الصعيد البنى التحتية"
مذكرا أن اسرائيل تسلح مواطنيها في القرى الحدودية وفي لبنان يعتبر السلاح الموجود بيد الشعب في القرى الحدودية غير شرعي.
دعوات لإدراك الخطر
ودعا نصر الله المسؤولين والشعب الى ادراك الخطر القائم، وقال:"اسرائيل تتجهز ومستنفرة ومتأهبة ووتتابع التحولات ولا يمكن أن نعرف الاجراء الذي يمكن أن تقدم عليه". وأضاف:" نحن سنواصل عملنا والضغوط والترهيب لا يقدم ولا يؤخر ونحن منذ زمن على قوائم المنظامات الارهابية".
ودعا نصر الله إلى تجنيب لبنان اي صدام وأي صراع، وقال: الوقائع في سوريا نحن نقاتل في سوريا وانتم تقاتلون هناك فلنحيد لبنان عن القتال ولنقاتل هناك". ورأى نصرالله أن "ما حصل في صيدا مسيء جدا" وأضاف:"نحن حريصون على عدم حصول أي اشكال وما يحصل في طرابلس يجب أن يتوقف بأي ثمن، من يريد نصرة النظام فليذهب الى سوريا ومن يريد أن ينصر المعارضة فيلذهب الى سوريا ودعوا طرابلس".
لا أفق للقتال سوى المزيد من الألم
وبحسب الأمين العام لحزب الله فأنه لا أفق للقتال في سوريا سوا المزيد من الالم والاحزان.
وأضاف:" منذ البداية، قلنا ان هناك مطالب شعبية محقة وان المطلوب هو الاصلاح عن طريق الحوار وان لا يصوب أحد على أحد بندقية أو رصاصة، ونحن أيضا لاننا نعرف ماذ تعني سوريا بالنسبة الى المقاومة، عملنا مع الرئيس الاسد ومع شخصيات بالمعارضة من أجل الوصول الى حل سياسي والاسد وافق والمعارضة هي التي رفضت منذ البداية".
وتابع:" القيادة السورية دائما كانت تقبل بالجلوس الى طاولة الحوار واجراء الاصلاح لكن المعارضة هي التي ترفض منذ البداية على أمل أن النظام سوف يسقط، وتصورت أن من يقف الى جانبه الكثير من الدول سوف ينتصر".
وأضاف:" تطورت الاحداث وبسرعة بدا ظاهرا ان هناك محورا تقوده اميركا يتشكل وهي صاحبة القرار الأول والاخير فيه والبقية يعملون عندها، وهذا المحور تدعمه ضمنا اسرائيل، وادخلت فيه القاعدة وتنظيمات تكفيرية وقدمت لها التسهيلات من كل دول العالم، وبدأت حرب عالمية على سوريا، وعشرات الاف المقاتلين لم يزعجوا اصدقاء سوريا في عمان لكن أزعجتهم ثلة من المقاتلين في حزب الله".
جزء من المعارضة مجرد موظفين
وقال نصر الله إن هناك معارضة سورية في الخارج لا علاقات لها ولديها منطق ورؤية ومستعدة للقيام بحوار وأضاف:" لكن هناك جزء موظفين عند العديد من المخابرات وقرارهم ليس بيدهم، أما على الارض التي أصبحت تحت سيطرة المعارضة المسلحة فالجميع يعلم أن التيار الغالب هو التيار التكفيري ولا أحد يمون عليهم، وهم سيدفعون ثمن أي تسوية في سوريا".
مشيرا إلى أن هناك دولا عربية تريد أن تتخلص من النظام السوري ومن هذه الجماعات، ولكنه لم تنتبه الى انهم سيعودون.
وأضاف:" اليوم لم يعد الموضوع شعب ثائر على نظام ولا موضوع اصلاحات لان النظام جاهز من أجل الاصلاح، ونحن بحسب رؤيتنا نعتبر ان سيطرة هذه الجماعات على سوريا او على المحافظات المحاذية للبنان هي خطر كبير على لبنان وعلى كل اللبنانيين وهي ليست خطرا على حزب الله او الشيعة فقط".
وبحسب نصر الله فأن "هذه الجماعات اذا تمكنت من السيطرة على المحافظات المحاذية للحدود ستكون خطرا على المسليمين والمسيحيين والدليل على ذلك هو ما يحصل في سوريا حيث من يقاتل هو امتداد لتنظيم دولة العراق الاسلامية واسألوا أهل السنة في العراق ماذا فعل هذا التنظيم بهم".
وأضاف:"هذه العقل التكفيري في العراق فقط وباكستان وافغانستان والصومال قتل من السنة فقط أكثر بكثير من باقي الطوائف الاخرى، وهذا الوباء تعاني منها اليوم تونس وليبيا والدول التي صنعته وصدرته ونحن موعدنا بأن يشرف الى لبنان، هذا هو الخطر بالعقل الغير قابل للحوار وليس لديه شيء اسمه حوار وقواسم مشتركة، وأي مستقبل لسوريا ولبنان وفلسطين في ظل هذه الجماعات؟".
دخول إسرائيل إلى لبنان
ورأى نصر الله أنه "اذا سقطت سوريا في يد الاميركي والتكفيري وادواتها في المنطقة ستحاصر المقاومة وسوف تدخل اسرائيل الى لبنان لتفرض شروطها عليه وسيعاد ادخال لبنان الى العصر الاسرائيلي".
وأضاف: "واذا سقطت سوريا ضاعت القدس وشعوب منطقتنا مقبلة على عصر قاس وسيء ومظلم ونحن الان امام طرفين في الصراع الاول هو المحور الغربي والاميركي والذي يتوسل في الميدان الجماعات التكفيرية التي تدمر الحاضر والماضي والمستقبل، وفي الطرف الاخر دولة لها موقف من المقاومة وتدعو الى الحوار، وحزب الله لا يمكن ان يكون في جبهة فيها اميركا واسرائيل أو نابشي قبور وشاقي صدور".
لا مجال لاتهامات المذهبية
وأوضح نصر الله أنه "لا يستطيع أحد أن يتهمنا بالمذهبية ومحاولات النيل من معنوياتنا ومن معنويات عوائل شهدائنا غير صحيحة وهو سابقون علينا جميعا ويقولون في منازلهم ما نقوله نحن، وعوائل شهدائنا لم نسمع منهم الا الكلام الكبير".
وتابع:" نحن ليس لدينا شباب تذهب الى الجبهة بالقوة، ونحن اليوم لدينا تقنين نتيجة الاندفاع الكبير الموجود، نحن لسنا محتاجين لنعلن الجهاد، في كلمتين فقط ستجدون عشرات الالاف يذهبون الى تلك الجبهات". مشيرا إلى حزب الله قاتل في البوسنة والهرسك في السابق من أجل الدفاع عن المسلمين وهناك لا يوجد شيعة. وأضاف:" لدي رسائل من أباء وامهات يطلبون الاذن لذهاب أولادهم الوحيدين الى هذه الجبهات".