تحول استراتيجي لافت قد يكلفه ثمنًا باهظًا في لبنان وخارجه
تورط حزب الله في سوريا محفوفٌ بمخاطر تهافت قوته أمام إسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قالت شبكة إيه بي سي نيوز الأميركية إن دخول حزب الله ساحات القتال السورية تحول استراتيجي في مسار الحزب، قد يكلفه ثمنًا باهظًا، بعدما تعالت أصوات منتقديه في العالم العربي وخصومه السياسيين في لبنان.
القاهرة: ينتهج حزب الله مسارًا محفوفًا بالمخاطر في سوريا، نتيجة ما يقدمه من مساهمات عبر مقاتليه لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة قوات المعارضة.
ويبدو الآن الفرق واضحًا بين دوره أثناء الحرب مع إسرائيل في العام 2006 وبين دوره الحالي في مناصرة قوات الأسد على حساب المعارضين من المسلمين، وهو ما علقت عليه شبكة إيه بي سي نيوز الأميركية، بتأكيدها أن هذا التحول الاستراتيجي اللافت تسبب في تكليف الحزب ثمنًا باهظًا، إذ أدى ذلك إلى تعالي أصوات منتقديه في العالم العربي، وخصومه السياسيين المدعومين من الغرب في لبنان.
معركة شاقة
ونوهت بأن انخراط حزب الله في الصراع السوري يهدد بتحطيم صورته المتآكلة بالفعل بين كثير من اللبنانيين باعتباره حاميهم من إسرائيل، التي أخرجها من جنوب لبنان في العام 2000 ووصل معها لطريق مسدود في الحرب التي نشبت بين الجانبين في العام 2006 واستمرت 34 يومًا.
وأوضحت الشبكة أن حزب الله، وبربط مصيره بفرص استمرار نظام الأسد وإعلان الحرب على ثوار سوريا وغالبيتهم من السنة، قد يجلب الحرب أيضًا بشكل مباشر إلى لبنان. ويهدد موقفه بإثارة ردود فعل من جانب السنة اللبنانيين الذين يدعمون أشقاءهم السوريين، أو من الثوار أنفسهم الذين يشنون الهجمات ضد حزب الله. هذا ولم يقم حزب الله، الذي تأسس في العام 1982 بدعم إيراني لمواجهة الغزو الإسرائيلي للبنان، بشن هجوم صاروخي واحد على إسرائيل منذ العام 2006.
والآن، ومع عودة أعداد متزايدة من مقاتليه في أكفانهم من سوريا، يواجه حزب الله معركةً شاقةً في محاولته إقناع المواطنين اللبنانيين بأن الحرب في سوريا جزء من معركتهم التي يخوضونها على نطاق واسع ضد إسرائيل، وضد الولايات المتحدة الأميركية. وقال أحمد طالب، وهو رجل شيعي يبلغ من العمر 37 عامًا من إحدى القرى الحدودية التي سبق أن كانت مسرحًا لبداية اشتعال حرب العام 2006: "إن عادت إسرائيل مرة أخرى للبنان، فإني سأكون أول المتطوعين للمشاركة في الحرب، ولن أتطوع للمشاركة في الحرب المشتعلة بسوريا، لكني سأذهب إن طلب مني الحزب ذلك".
تهافت القوة
وفي خطابه الأخير قبل أيام، بالتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة عشرة لانسحاب إسرائيل من لبنان، حاول حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، تصوير القتال في سوريا مع جيش الأسد باعتباره حربًا وجوديةً تهدف بشكل رئيسي إلى توفير الحماية للبنان. وتابع نصر الله خطابه بالقول: "إن وقعت سوريا في أيدي الأميركيين والإسرائيليين والتكفيريين، فسيتم عزل المقاومة ومن ثم ستدخل إسرائيل، فسوريا هي العمود الفقري للمقاومة ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيد بينما يتم كسر هذا العمود الفقري".
وعلى الرغم من نفي الحزب السابق، على مدار أشهر، حقيقة مساعدته قوات الأسد، إلا أنه لم يتمكن من إخفاء الأمر بعد الخسائر التي لحقت به أخيرًا في مدينة القصير، التي تحظى بموقع إستراتيجي، وتقع على مقربة من الحدود مع لبنان، وهو ما أجبر مسؤولي الحزب على الخروج للإعلان بشكل رسمي عن انضمامهم للقتال هناك.
وقال فواز جرجس، مدير مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد: "إن الدعم الذي تلقاه حزب الله من العرب واللبنانيين أثناء الحرب مع إسرائيل كان مصدر قوته الرئيسي، وذلك عكس ما هو حاصل الآن في سوريا، حيث يكافح نصر الله لإقناع الشيعة اللبنانيين الذين يمنحون الحزب الشرعية بضرورة التدخل في سوريا".
أضاف جرجس: "كلما زادت مدة تواجد حزب الله داخل ساحات القتل السورية، كلما ازداد ضعف قدراته في أي مواجهة قد يخوضها مع إسرائيل في المستقبل".