أخبار

استفتاء "إيلاف": 77% مع طرد المتشددين من بريطانيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

واكب استفتاء "إيلاف" في الأسبوع الماضي التطورات في بريطانيا بعد حادث ذبح جندي بالساطور وتصاعد المواجهات بين الجانبين الاسلامي المتشدد واليمين الوطني المتطرف. وعبرت غالبية قراء إيلاف عن تأييدهم طرد المتشددين من المملكة المتحدة.

نصر المجالي من عمّان: لم تواجه بريطانيا مواجهات كلامية وتظاهرات متشنجة من كلا الجانبين الاسلامي المتشدد واليمين الوطني المتطرف في السنوات الأخيرة كما واجهت في الأسابيع الأخيرة الماضية بعد حادث ذبح جندي بالساطور يوم 21 آيار (مايو) في ضاحية وليتش جنوب غرب لندن على أيدي متشددين من أصل نيجيري كانا تحولا إلى الإسلام.

ومع تصاعد الدعوات من جانب اليمين البريطاني لطرد (أئمة الكراهية) وأتباعهم الذين عددهم ليس بالقليل في لندن والمدن البريطانية وغالبيتهم من أصول آسيوية أو أفريقية، فإن استطلاع "إيلاف" في الأسبوع الماضي واكب هذه التطورات، حيث كان السؤال الموجه للقراء والمتابعين هو: "بعد حادث إرهاب الساطور، هل تؤيد تدبير طرد المتشددين؟".

وشارك في الاستطلاع 5342 قارئاً قال 4114 من بينهم أي ما نسبته 77 % نعم لطرد المتشددين من اراضي المملكة المتحدة، بينما عارض الطرد 1228 ما نسبته 23 %. ولم تشهد الساحة البريطانية مثل هذه "المصادمات المتطرفة من كلا المعسكرين" منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك أو تفجيرات 7 نوفمبر 2007 في محطات القطارات في لندن.

مطالب اليمين

ولا تزال الحكومة البريطانية تحت وطأة مطالب متصاعدة باتخاذ قرارات ضد المتشددين الاسلاميين ودعاة الكراهية، وهي تعكف حالياً على إنشاء هيئة جديدة لمكافحة الأئمة المسلمين المتشددين وغيرهم ممن يمكن أن تشجع كلماتهم على ممارسة العنف.

ورغم أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، كان سارع يوم الحادث الإرهابي إلى تبرئة الإسلام الحقيقي المعتدل من التورط في أية أعمال إرهابية، فإن سلفه رئيس الحكومة العمالي الأسبق توني بلير قال في تعليق على الحادث: هناك خطأ ما في الإسلام ؟.

وإلى ذلك، فإن الهيئة الجديدة التي تعتزم حكومة لندن إنشاءها تهدف إلى مكافحة التشدد في المدارس والمساجد، وتشديد عمليات التفتيش على المواد الملهبة للمشاعر التي تبث على شبكة الإنترنت، وعرقلة "الخطاب المسموم" لرجال الدين المتشددين.

وكان مكتب رئيس الحكومة قال في بيان: "ستقيم نطاق الاستراتيجيات لعرقلة الأفراد الذين ربما يكون لهم تأثيرفي إثارة التطرف. يجب أن تواجه هؤلاء الزعماء الدينيين الذين يشجعون العنف مباشرة".

ذبح الجندي

وجاء قتل الجندي "لي ريغبي" الذي ذبح طعناً بالساطور قرب ثكنته في لندن، قبل أكثر من أسبوعين ليثير الغضب الشعبي من الإسلاميين المتشددين، كما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كان من الممكن بذل المزيد من الجهود لتفادي الهجوم، ومثّل ضغطاً على كاميرون للتعامل مع من يشتبه في أنهم متشددون بمزيد من القوة.

وكان قتلة الجندي وهما مايكل أديبولاجو (28 عاماً) ومايكل أديبوالي (22 عاماً) رددوا شعارات إسلامية خلال الهجوم. وقالت وزيرة الداخلية، تيريزا ماي، إن الآلاف معرضون لخطر الاتجاه إلى التشدد. وأضافت:"هناك أشخاص في مراحل مختلفة يسلكون طريقاً يمكن أن يصبح طريقاً للتطرف العنيف".

تظاهرات عدائية

وتزامنا مع هذا التطور الخطير، وتزايد مشاعر العداء للمسلمين، شهدت لندن ومدن بريطانية عديدة تظاهرات لأنصار اليمين المتطرف حيث كانت الهتافات: "القتلة المسلمون.. اتركوا شوارعنا".

وفي تظاهرة سلمية إلى حد بعيد لكنها اتسمت بالتوتر، احتشد مؤيدون لرابطة الدفاع الانكليزية اليمينية المتطرفة في لندن خارج مقر اقامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وهم يلوحون بلافتات ويردّدون عبارات مهينة معادية للاسلام.

وقال أحد المحتجين ويدعى بن غيتس "التطرف الاسلامي ربما كان التهديد رقم واحد الذي يواجه بريطانيا". وقال آخر يدعى صامويل هيمز عن ريغبي "نجا من نوبة خدمته في أراض أجنبية وجاء إلى الوطن لأسرته وما حدث له مثير للاشمئزاز".

إحراق مدرسة

ولعل أحدث هجوم انتقامي على خلفية قتل الجندي، هو الحريق الذي شب في مدرسة داخلية إسلامية في لندن في ساعة متأخرة مساء السبت وهو حادث يأتي بعد أيام من احتراق مسجد في منطقة أخرى في العاصمة البريطانية تعتقد الشرطة أنه أحرق عمدا.

وقالت الشرطة إنها تحقق في الحريق الذي شب في مدرسة دار العلوم الاسلامية في تشيلهيرست وهو حادث من المرجح أن يزيد المخاوف من تعرض المسلمين لموجة هجمات ردا على مقتل جندي بريطاني في أحد شوارع لندن الشهر الماضي.

وقالت الشرطة التي استدعيت إلى المدرسة قبيل منتصف الليلة الماضية ان شخصين يعالجان من تأثير استنشاق الدخان وان الحريق ألحق أضرارا طفيفة بالمبنى. وأفاد الإعلام المحلي بأن زهاء 120 من التلاميذ والعاملين كانوا في المدرسة وقت الحريق وتعين اجلاؤهم.

وقالت الشرطة في بيان اليوم الاحد إنها ما زالت تتحرّى ظروف اشتعال الحريق الذي تعتبره "في هذه المرحلة المبكرة باعثا على الارتياب" مضيفة أنها لم تلق القبض على أحد حتى الان. ويأتي الحادث في أعقاب حريق يشتبه في أنه أشعل عمدا في مركز اسلامي في شمال لندن يوم الاربعاء الماضي.

وعثر بعد الحريق على الحروف الاولى من اسم "رابطة الدفاع الانكليزية" مكتوبة على جانب مبنى المركز. والرابطة جماعة يمينية متطرفة ساهمت في تنظيم عدة احتجاجات في لندن وغيرها من المدن بعد مقتل الجندي لي ريجبي الشهر الماضي لكنها نفت أي صلة لها بحريق المركز.

تهدئة التوترات

وكانت منظمة "فيث ماترز" الخيرية التي تعمل لتهدئة التوترات الدينية قالت في وقت سابق انها سجلت زيادة في التقارير التي تبلغ عن هجمات تشن بدافع الخوف من الاسلام في مكالمات عبر خطها الساخن ووصفت الحوادث بأنها "هجمات مركزة جدا وعدوانية للغاية".

وفي محاولة للتصدي لمسيرة اليمينيين نظمت جماعة (متحدون ضد العنصرية) تظاهرة في منطقة قريبة لكن عدد المشاركين فيها كان اقل بكثير. وقذف عدد قليل من المتظاهرين اليمينيين المسيرة المناهضة للعنصرية بالزجاجات والعملات المعدنية. لكن الشرطة منعت المجموعتين من الاقتراب من بعضهما البعض.

وقالت محتجة مناهضة لرابطة الدفاع الانكليزية عرفت نفسها باسم كلارا "إنهم اقلية.. أقلية متزايدة ومخيفة للغاية. أشعر بالخزي لكوني من سكان لندن اليوم. هذا مثير للاشمئزاز".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف